السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب مسلم متدين، ليس بي كثير من عيوب شباب هذه الأيام، وهذا لا يمنع من وجود بعض الأخطاء، ولكنني أحاول جاهدا أن أتوب عنها.
مشكلتي أنني لم أحب في حياتي أبدا، ولكنني كنت أعلم أن نصيبي لا بد أن يأتي لي، وعندما أتى لي هذا النصيب وجدت نصيبي في فتاة مسيحية، نعم مسيحية، ولكنني أحببتها بكل عمري وكياني حبا لا يمنعني عن طاعة الله، ولكن هذه هي الحقيقة أنني أحبها، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وما حكم الشرع والدين في ذلك؟ وما حكم القانون إذا بقيت كما هي مسيحية أو إذا أسلمت؟ وما مدى حماية القانون لها؟ علما بأن عمرها الآن 18 عاما، دلوني ماذا أفعل بالله عليكم؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظات: الرجاء إفادتي بالإجابة في أسرع وقت، وأن تكون إجابة وافية لكافة الجوانب،
وشكرا لكم على إتاحة هذه الفرصة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/7/2023
رد المستشار
الأخ الكريم، أنا أشعر من خلال كلماتك أن انشغالك بالشق الشرعي والقانوني في مشكلتك يغطّي على جوانب أخرى ربما تكون أكثر تعقيدًا.
على أي حال دعنا نوجز الكلام في هذين الشقين سريعًا: قانونًا يجوز للفتاة غير القاصر في مصر أن تزوج نفسها، ولا يجوز لأحد منعها عن شيء أو إجبارها على آخر، وربما يحميها القانون -قدر المتاح- من أي تهديد من قبل أهلها –مثلا- طالما أنها قد اختارت الزواج منك، وأصرت على اختيارها، سواء أسلمت أم لا.
أما شرعًا فيجوز أن ينكح المسلم مسيحية أو يهودية، ولكنه فقط يحذّر ممن يغلب على سلوكهم الفساد أو الانحراف.. وطالما أباح الله هذا الزواج: فكيف يمنع الحب؟ وكيف يستمر الزواج إذن بغير حب؟ وأن هذا الحب رغم أنه ليس حبًّا في الله، ولكنه ليس أيضًا من المودّة المنهي عنها.
هذا هو الجزء الأسهل في سؤالك.. أما الجزء الأصعب فهو: ما مستقبل هذه الزيجة وتفاصيل الاستعداد لها؟ وأنت لم تذكر أي تفاصيل لتوضيح هذا الأمر.. لذلك دعني أطرح بعض الأسئلة لمحاولة كشف الموقف، ولنحاول الإجابة عنها معًا:
- تقول إن عمرها 18 عامًا.. فما عمرك أنت؟ وما استعدادك واستعدادها للزواج، بغض النظر عن كونها مسيحية؟ هل هي توافق على الزواج منك؟ وهل أنت تستطيع القيام بالواجبات الزوجية من مسكن ونفقة و.... و...؟ وإن لم تكن كذلك فهل ستسمح لنفسك أن تستمر معها في علاقة خارج إطار الزواج مثلا؟
- ما موقف أهلها من زواجها من مسلم، حتى وإن بقيت مسيحية؟ وما موقفهم منها إن هي أسلمت؟ وهل أنتما مستعدان لمجابهة هذه الحرب الضروس التي ربما تشتعل؟ وهل هي على درجة من التمسّك بك حتى ولو كانت النتيجة هي قطيعة أهلها؟
- هل حبيبتك تعلم أن الشرع يجعل أبنائك على دينك أنت؛ أي أنها ستكون أمًّا مسيحية لأولاد مسلمين؟ أعتقد أنك بحاجة للإجابة عن هذه الأسئلة.
واقرأ أيضًا:
حبيبة النت مسلمة!!!!!
أحب مسيحية: رأي مجانين