السلام عليكم
أنا فتاة مخطوبة منذ شهر تقريبا،ً وقد حددنا موعد عقد القران بعد شهر، في بداية الخطبة كنت أشعر بالراحة مع خطيبي، ولكنني الآن أشعر أنني لا أستطيع احتماله، ولا أطيق الجلوس معه، لقد حدث بيننا الكثير من النقاش حول عدة أمور، أحياناً كنا نتفق وأحياناً لا.
ولكن المشكلة تكمن في طريقة التفكير، فأنا متمسكة بالعادات والتقاليد، وهو يحمل جزءًا من التفكير الغربي، ويريد أن يتصرف معي على هذا الأساس، فهو بقراءة الفاتحة يعتبر أننا أصبحنا زوجين، فعقد القران عنده مسألة شكلية ليس أكثر، أرجو أن تنصحوني بكيفية التصرف الصحيح معه؟
10/8/2023
رد المستشار
أختي العزيزة: لماذا كنت تشعرين بالراحة في البداية؟ ولماذا انقلبت المسألة فأصبحت لا تطيقين الجلوس معه أو احتماله؟!
هذه المسألة مجرد اختلاف حول العادات والتقاليد التي تتمسكين بها، بينما يريد هو التفلت منها؟!
وإلى أي درجة يريد التفلت؟!!
حبذا لو كانت بيانات أسئلتكم مستكملة، ومعلوماتها مستوفاة، فإن هذا أفضل من شذرات مبتورة تحيل السؤال إلى لغز نحتاج إلى فك طلاسمه بدلاً من كونه مشكلة محددة المعالم نتعاون للتعامل معها.
تقولين حدث بيننا نقاش حول عدة أمور، وأحياناً نتفق وأحياناً نختلف.. فما هي هذه الأمور؟!! وهل هي أمور أساسية؟! وهل الخلاف في إطار الحلال البين، والحرام البين أم يتناول الرغبة في تحليل محرم، أو تحريم حلال؟!
ليست كل العادات والتقاليد صحيحة واجبة التنفيذ، وليس كل التفكير الغربي مدانًا واجب الاجتناب.
نحتاج إلى معلومات أوضح، وتحتاجين إلى حوار هادئ ومتأمل مع نفسك، ثم مع خطيبك يضع النقاط فوق الحروف يفهم هو وجهة نظرك، وتفهمين وجهة نظره، ثم بعد ذلك لا تنازل في حلال أو حرام، أما العادات والتقاليد خارج الحلال والحرام فتتغير، ويمكن التنازل عنها حباً وكرامة لمن نريد، ونفس الأمر من ناحيته فالحب الحقيقي يتضمن التنازل بالطبع فيما يمكن التنازل عنه.
أما حدود العلاقة بينكما في مرحلة الخطبة فهي التحاور، والتعامل في إطار الأسرة والبيت: تتعرفين عليه أكثر، ويتعرف عليك في هذا الإطار، وهذا بالطبع يتحمل أن تقررا، أو يقرر أحدكما عدم الاستمرار، ولكن عن وعي وفهم، ويكون هذا القرار - إذا ما صح - في مصلحة الطرفين، وقبل أن يتورطا أكثر، ويصعب اتخاذه.
أرجو أن تستثمري هذه الفترة في إنجاز ذلك، ولا ينال منك شيئاً إلا في حدود كونه أجنبيًّا عنك، بينكما مجرد "وعد بالزواج" قد يتم، وقد لا يتم، أعتقد أنك تحتاجين لوقت أطول من شهر، وفي إطار الحوار والتفاهم إما أن يحدث تجاوب من الطرفين فتستمر العلاقة، وإما أن يرفض أحدهما أو كلاهما الاستمرار كما أسلفت توًّا، وفي كل الأحوال هناك فائدة، وهناك ألم، وهكذا ينضج الإنسان عبر خوض التجارب، وتراكم الخبرات أوصيك أن تستشيري حكيماً من أهلك، وأوصيك بالرفق والفضل وحسن التعامل في الوصل أو القطع، وبالمعروف في القول والفعل، فعلى هذا تبنى البيوت، وبهذا أمرنا في أمر الزواج إمساكاً أو تسريحاً بإحسان،
وكوني على اتصال بنا لمتابعة التطورات.