السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد عليه ألف صلاة وسلام.
مشكلتي ربما يعاني منها الكثير، ولكن أعتقد أن أحدا لم يشعر شعوري ولم يفكر فيما أفكر فيه. أنا سيدة متزوجة منذ 6 سنوات، ولدي أطفال من زوجي، ومشكلتي تكمن في علاقتي الجنسية مع زوجي، فأنا لا أتذكر أنني وصلت لقمة متعتي مع زوجي، ولا أعرف ماذا تعني النشوة أو الأورجازم، وأتمنى أن أشعر هذا الشعور مع زوجي، وحاولت كثيرا أن أجعله يفهم أنني بحاجة لهذه المتعة كأي سيدة في هذه الدنيا، لكنه للأسف لا يعي أن المرأة تصل للذروة ويعتقد أن مجرد انتهائه هو هذا يعني أنني أنا أيضا وصلت للمتعة.
وهو أيضا يعاني من مشكلة خطيرة أنه سريع القذف، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد توافق بيننا في الجنس؛ فهو لو استمر في إثارتي مدة طويلة فلا يوجد أي سائل مرطب يساعدني في عملية الإيلاج، وبالتالي كل العملية تكون ألما بالنسبة لي.
أنا إنسانة مثقفة ومتعلمة وجميلة نوعا ما، وأحب أطفالي جدا وحلمت كثيرا بالزواج ورسمت له صورة جميلة بخيالي، ولا أخفي عليكم أنني مولعة بالجنس، وأنني إنسانة عاطفية جدا، فقد كنت بمجرد أن أقرأ رواية عاطفية أو أتفرج على فيلم عاطفي أشعر بإثارة شديدة ، ولكن هذا للأسف لا يحدث وأنا مع زوجي.
وللعلم فقد ذهبت كثيرا لأطباء نساء، وكلهم أجمعوا على أنني لا أعاني من أي مشاكل عضوية أو أي التهابات مهبلية. والمشكلة أنني أصبحت أدعي "الانبساط" (الراحة والمتعة) مع زوجي، وأقضي معه ليلتي على مضض، وأصبحت لا أحب أن يلمسني؛ لأنه لا يمتعني ولا يقضي وطري، أصبحت أكره معاشرته، ولا أشعر بأي متعة بل أعاني من آلام شديدة، تكسرت الصورة الجميلة التي رسمتها بخيالي للزواج وكم كانت جميلة وممتعة، أصبحت أقوم بتفريغ طاقتي الجنسية الهائلة عن طريق ممارسة العادة السرية ، وأنا الآن مرهقة جدا ودائما مضغوطة، أريد أن أكسر كل شيء أمامي.
لقد وصلت إلى المرحلة التي أصبحت فيها عصبية جدا، وأضرب أولادي كثيرا. أريد أن أفرغ هذه الطاقة مع زوجي ولكن زوجي لا يشبعني، بدأت أكرهه وأكره أن يلمسني وبدأت أفكر في الطلاق؛ فما فائدة الزواج ما دام يفتقر للمتعة حتى لو كان هناك أطفال؟!
ربما من يقرأ رسالتي يعتقد أنني أنانية ولا يهمني سوى نفسي وأنه علي أن أعيش فقط من أجل أولادي، ولكن -والله العظيم- أنا لا أحتمل هذا الحرمان. أنا آسفة جدا على إباحيتي في الكلام، ولكن أنا أكتب وعيوني ممتلئة بالدموع لا يوجد من أستطيع أن أكلمه في أشد خصوصياتي إلا أنتم.
لقد سئمت من الفراغ العاطفي، وأريد الطلاق لعلي أستطيع أن أعرف شخصا آخر يستطيع أن يشبعني جسديا. أريد أن أفرغ طاقتي. بالله عليكم قولوا لي هل أنا مخطئة بما أفكر فيه؟ هل أنا مخطئة لو فكرت في الطلاق، وهل حرام علي أن أطلب الطلاق من زوجي من أجل متعتي المفقودة؟
ربما أنني لست بحاجة لحلول لأنني لم أترك طريقة إلا وتعاملت بها مع زوجي لكن للأسف لم ينفعني شيء، وزوجي لا يفهمني، ومشكلة القذف المبكر لم يجد لها حلا أبدا بالرغم من كل الدهون والأدوية التي تناولها، وهو على أي حال لا يهمه سوى الأكل اللذيذ الطيب، وأن يشبع رغباته، أما أنا فلا يهم، حتى لو ضربت رأسي بعرض الحائط، ولا حياة لمن تنادي. أنا آسفة على الإطالة، ولكن جميل أنني قمت بتفريغ هذه الطاقة والهم الكبير الذي على قلبي.
6/7/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة.. سأبدأ حديثي معك من حيث انتهيت لأقول لك: إنه لا يعتبر خطأ أن تطلبي متعتك المفقودة، وليس حراما أن تطلبي الطلاق من أجل تلبية احتياجات الجسدية.
لكنني أريد منكِ أن نسير معا خطوات للأمام، ونتخيل أنك قد طُلقت فعلا من زوجك الحالي، وأنك تزوجت من رجل آخر، فكيف يمكنك أن تضمني هذا الآخر؟ وكيف يمكن أن تتأكدي أنه سوف يتفهم احتياجاتك ويقدرها، وأنه يستطيع أن يفهم كيف يمكنه إسعادك؟ هل ستجربين معاشرته قبل الزواج حتى يطمئن قلبك؟ ماذا سوف تفعلين لو أنك اكتشفت مرة أخرى بعد الزواج أنه لا يستطيع إشباع رغباتك؟! هل ستطلبين الطلاق مرة أخرى؟!!
الله وحده هو الذي يعلم كم سيكون عندك من الأولاد من هذا الزواج.ولو طلبت الطلاق.. هل تضمنين أن يتقدم لك شخص آخر يناسب؟!! وهل ستتحملين الآلآم النفسية للطلاق واحتمال ترك أطفالك لزوجك لأنك من طلب الطلاق؟
أختي الفاضلة.. إني أؤيدك وبشدة في أهمية أن تشبعي رغباتك واحتياجاتك الجسدية، ولقد وضحت هذا من قبل في مشكلة: استرجاز الزوجات.. قنبلة موقوتة.. "الانتفاضة" ، وأكدت في هذه المشكلة على أن ممارسة العادة السرية لن تعادل بأي حال من الأحوال متعة وروعة ممارسة الجنس بين الزوجين.
وكما قلت لك أتفق معك في أهمية أن يلبي زوجك احتياجاتك، لكني لا أتفق معك في أنك قد سلكت كل السبل مع زوجك من أجل إصلاح العلاقة المضطربة بينكما، أنت تقولين أصبحت أدعي "الانبساط" وأنا أكره معاشرته!!! والأمر لا بد أن يختلف عن ذلك تماما، لا بد أن تصارحي زوجك بأن لك احتياجاتك الجسدية التي تحتاج للإشباع، وينبغي أن توضحي له ما هي هذه الاحتياجات وكيفية تلبيتها، ينبغي أن تطلعا سويا على مصادر للتثقيف الجنسي، ولا بد أن يكون لك دور إيجابي ولا تستسلمي للدور السلبي الذي تركن إليه معظم الزوجات أثناء اللقاء الجنسي، اجتهدي لتطيلي فترة المداعبة التي تسبق الجماع، وحاولي أن تستخدمي كل حواسك وحواسه أثناء اللقاء، استخدمي عقلك لابتكار الجديد والممتع من المداعبات لكما سويا، وقد يفيدك أن تطلعي على: في بداية الزواج.. تدريبات التوافق الجنسي.
وينبغي عليك أيضا أن توضحي له أن مشكلة القذف المبكر (وأنا لا أدري إن كان هذا التشخيص سليما حيث إنني لا أدري من الذي قام بالتشخيص؟) هذه تؤذيك وأن عليه أن يستشير الطبيب مع أهمية أن يلتزم بكل تعليماته؛ لأن مشكلة القذف المبكر لا تعالج فقط بالدهون والأدوية، ولكنها تحتاج أيضا لتدريبات ذكرناها في مشكلة: "علاج سرعة القذف: تقنية ما سترز وجونسون".
والاحتمالات القائمة إما أن يستجيب وتتحسن الأمور بينكما، أو يرفض الاستجابة لمطالبك، وفي هذه الحالة لن يكون أمامك إلا أن تشعريه أن حياتكما الزوجية مهددة بالخطر من داخلها، وأن عليه الدور الأكبر للحفاظ على استقرار الأسرة.
أخبريه أنك أصبحت لا تتحملين الاستمرار في هذا الوضع، وأن الأمور لو لم تتحسن فلن يكون أمامك مفر من الاستعانة بشخص ثالث يحكم بينكما أو التماس العلاج الزواجي، والخيار الآخر سيكون طلب الطلاق للضرر.
ومن تساؤلك يتضح أن الآلام التي تشعرين بها ناتجة عن جفاف المهبل. وإطالة المداعبة القبلية والتفنن في ابتكار ما يثيرك من الحركات والأفعال يساعدك في التغلب على هذه المشكلة، ولو استمرت فيمكنك استعمال "جل" مرطب، واعلمي أن وجود الإثارة الكافية مع توجيه زوجك للأوضاع والحركات التي تؤلمك مساعد كفيل بمنع أي إيذاء تتصورين أنه يحدث بسبب طول القضيب.
أختي الكريمة، مع إستراتيجية المصارحة التي ذكرتها لك قد يكون من المفيد أن تدركي أن للحياة جوانب متعددة، ولكن الإنسان فطر على التركيز على الجانب الذي يفتقده وينقصه، فحاولي أن تكتشفي في زوجك جوانبه الإيجابية الأخرى، فمن غير المعقول أن يكون بلا محاسن تشفع له عندك، فحاولي أن تفجري ينابيع الحب بداخله بحرصك على إرضائه وحسن رعايته.
وكذلك حاولي أن تكتشفي المتع الأخرى للحياة من خلال ممارسة الهوايات المحببة إلى قلبك ومن خلال السعي لتوسيع مداركك وإيجاد أدوار أخرى لك في الحياة؛ حتى لا تتمحور حياتك حول الجنس، وبحيث يتحول الجنس في حياتكما إلى متعة من متع الحياة لا كل الحياة، وتابعينا بالتطورات.