السلام عليكم
أنا من أسرة ملتزمة وأختي في سن (15) سنة المراهقة، وهي تظهر بعض من شعرها، وهي لا تتقبل النصيحة من أحد وعنيدة جدًا؟
فماذا أفعل؟ وهل أكون ديوثًا أم لا؟
17/7/2023
رد المستشار
الأخ العزيز: حرصك على أختك والتزامها في ملبسها وسلوكها حرص محمود، ومتوقع منك إذا كنت ملتزماً حقاً كما تقول، ولكن دعني أنبهك عن التضاريس النفسية لمرحلة المراهقة التي تمر أنت وأختك بها:
من معالم هذه المرحلة إثبات الذات، والبحث عن اختيارات شخصية، وملامح لون وطعم وتوجهات في الحياة، وهي مرحلة انتقالية بين كونك - مثلاً - كنت طفلاً كبيراً إلى كونك الآن رجلاً صغيراً، وكذلك فإن أختك لم تعد الطفلة الوديعة "ذات الضفائر" كما كانت بالأمس، ولكنها أصبحت الآن "آنسة" صغيرة، و"أنثى تحت التكوين" ستصبح عمَّا قريب بإذن الله زوجة وأمًّا.
وشقاوة الأطفال، ومشاجرات ابتدائي لم تعد تصلح أسلوباً لإدارة العلاقة بينكما، كما أن الرجولة التي تنفجر طاقاتها في جسمك وذهنك لها ميادين متعددة للممارسة، ليس منها توجيه أختك وإرشادها فهذا ليس دورك، ولا تستطيعه بحكم أنك أيضاً "تحت التكوين".
المنتظر من هذه الرجولة المتفتحة أن تعطف وتحمي، وتشارك في الرأي والاهتمام بعد السماع، والتقرب، والود والمجاملات الأخوية البسيطة من هدايا في المناسبات، وعون عند الطلب...إلخ.
وبقدر الذكاء الاجتماعي، والاقتراب سيكون التأثير، وستُلَيِّن الرأس العنيدة، فهي لا تلين إلا لمن يترفق، ولا يقابل العناد بعناد، ولكن يقترب ويهتم، ويساعد ويشارك، وإذا أراد أن ينصح أشار من بعيد "وكل لبيب بالإشارة يفهم"
الذي أرجوه أن يكون الوالد والوالدة على فهم ودراية بحساسية هذه المرحلة الحرجة من السن، وأن يكونوا على مهارة في إدارة علاقتهم بأختك، وعلاقتك بها لآن الشائع في مجتمعاتنا من اعتبار الأخ - القريب في السن من أخته أصلاً - رجلاً - ينضم إلى صف الآمرين الناهين، والمرشدين والموجهين لها، هذا النهج الخاطئ يفسد أول ما يفسد العلاقة بين هذا الأخ وأخته فاحذر هذا، إن كان موجوداً، فليس لك من الأمر شيء على الإطلاق غير ما ذكرته لك، ولا تكون "ديوثاً" لأن الديوث من لا يخاف على عرضه، وأنت لست كذلك بإذن الله، كما إن توجيه أختك وإصلاح أحوالها - وإن كان هناك خلل - لا يكون بالشدة، وليس مطلوباً منك، بل على العكس ينبغي أن تختار الدور المناسب لموقعك منها، وهو دور الأخ الحنون المهتم ... إلخ ما ذكرت لك.
تستطيع أن تكون الصديق الصدوق لأختك بقليل من الحكمة والجهد فتسمع لك، وتتأثر بكلامك"أيما تأثُّر"، ولكن كصديق، ومن المعروف عن هذه المرحلة أن الإنسان يتأثر فيها بمجموعة الأصدقاء أكثر مما يتأثر بالأسرة، فهل لديك من الذكاء والقدرة ما يجعلك تدخل في هذه الدائرة المؤثرة في حياة كل مراهق، فتكون مع أختك وحولها، وتريدك هي كذلك: شريك اهتمامات، وموضع أسرار، وعونًا على صعوبات تلك المرحلة السنية.. وهي كثيرة أرجو أن تكون عند حسن الظن بك.
اقرأ على مجانين:
ملف الرشد المبكر