أريد استشارتكم في مسألة هامة جدا بالنسبة لي، وأرجو إفادتي سريعا مما سيترتب عليه اتخاذ قرار مصيري.
أنا فتاة في أواخر العشرينيات، وأريد أن أعرف عن موضوع تعدد الزوجات.. هل إذا تقدم لي شخص ملتزم ولكنه متزوج، ويعول، ويريد أن يتزوج مرة أخرى لعدة أسباب منها وجود بعض الخلافات بينه وبين زوجته الأولى.
فهل علي أن أوافق أم أرفض؟ وما هي الطريقة التي يجب أن أفكر بها؟ وكيف يتم دراسة مثل هذا الموضوع؟
أرجو نصيحة فضيلتكم للضرورة وجزاكم الله خيرا.
17/07/2023
رد المستشار
صديقتي
رأيي الشخصي هو أن تعدد الزوجات ليس حقا للرجال ولكنه وسيلة وطريقة للتكافل الاجتماعي.
في الآيات الأولى من سورة النساء:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)" [النساء : 1-3]
ما أراه بوضوح من سياق الآيات أن التعدد شرطه وجود يتامى.. إما أن تكون المرأة يتيمة وأن تكون أرملة ولها أطفال يتامى.. وأن الهدف هو الإعالة والحفاظ على أموال اليتامى وتأمينها وتأديتها لهم.. أغلب من يتحدثون في التعدد يبررونه بأن الله خلق الرجل ميالا التعدد بسبب رغبته الجنسية التي تفوق رغبة المرأة وأن الله أعلم بمن خلق.. ولكن هذا يتعارض مع العدل ويتعارض مع العلم ومع التاريخ البشري اللذان يحتويان على أدلة دامغة أن مقدرة المرأة الجنسية تفوق مقدرة الرجل بمراحل عديدة.
من الناحية النفسية والاجتماعية في حالتك:
إذا كان الرجل يريد أن يتزوج من أخرى بسبب مشاكل بينه وبين زوجته، فما الذي يمنعه من أن يتزوج من الثالثة عندما تحدث مشاكل مع الزوجة الثانية (معك)؟ ... لماذا لا يستطيع حل مشكلاته مع زوجته الحالية؟ لماذا لا يطلقها؟ هل هي تعلم برغبته في الزواج من أخرى؟ هل هي موافقة؟ لماذا؟
إذا كان متزوجا وله إطفال ويعولهم، ألن يزيد الزواج الثاني من أعبائه ومسؤولياته المادية والمعنوية؟ .. من البديهي أن الهدف الأساسي من التعدد في أغلب الأحيان هو راحة الرجل ومتعته ووجود نساء تتنافس لإرضائه وإمتاعه، هل تريدين هذا في حياتك؟
من ناحية أخرى، سوف تكون هناك عدة مواقف سيستدعى فيها الرجل للقيام بواجبات نحو الزوجة الأولى وأولادها مثل حالة مرض أحدهم... هذا معناه أنه سوف يضطر إلى ترك فراشك وإذا تتصل من واجبه نحو زوجته الأولى وأولاده فكيف ستثقين به؟
حذاري أن تتزوجي من هذا الرجل وأي رجل آخر بسبب خوفك من العنوسة... ليس هناك وقت انتهاء لمقدرتنا على الحب والزواج، التقدم العلمي والطبي يتيح للمرأة الحمل والولادة حتي الأربعينات من العمر.
يجب أن تسألي نفسك لماذا تريدين الزواج؟ لماذا تريدين هذا الرجل؟ ما هي مواصفات الزوج الذي تريدينه؟ هل هذا الرجل مطابق لهذه المواصفات؟ لماذا تريدين أطفال؟ ماذا لو لم يكن مقدرا لك أن ترزقي بأطفال؟
لا تدعي الخوف يعميك وتتخذي قرارات متسرعة وغير محسوبة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
حكاية جديدة عن الزواج الثاني!
الزواج الثاني: احتواء الغيرة وتحمل الحرمان!
الزواج الثاني: العدل بحسب المزاج!
الزواج الثاني: القصة برواية الأولى
الزواج الثاني: قيدٌ على قيد!