السلام عليكم
سيدي، أعلم أن قضيتي بها الكثير من المتناقضات؛ ذلك أنها تحوي المشكلة والحل في آنٍ واحد، ولكن أرجو أن يتسع صدركم الرحب لي.
بعد اطلاعي على صفحتكم أستطيع أن أصف حالتي بأنها حالة من الإعجاب الذي يختلف عن الحب، أنا طالب في السنة الثانية في الجامعة، تعلقت بفتاة هي في نفس تخصصي، ولكن منعني الحياء، وكوني من عائلة ملتزمة من التمادي في هذه العلاقة، المهم بعد اقتناع عقلي بأن ما أمرّ به هو نوع من الإعجاب، إلا أن العاطفة لدي ترفض وبقوة، وحتى لو اقتنعت فإني سأسقط عند أول مواجهة، ولا أجد نفسي إلا وعيوني تبادل الفتاة النظرات ذات المغزى (أكد أكثر من صديق أنها تفعل ذلك مع أكثر من شاب).
المهم يا سيدي، أنا لا أستطيع أن أقطع الموضوع من أصله؛ ذلك أنها ستبقى أمامي طوال فترة الدراسة، ولا أستطيع التمادي في الموضوع؛ حياء من نفسي، ومن ربي أولاً وأخيرًا. أقصى ما أعد نفسي به أن أترك الأمور معلقة هكذا للأقدار.
لا أدري ماذا أفعل؟
وأعتذر عن الإطالة.
13/7/2023
رد المستشار
أخي السائل، أشكرك على ثقتك، ولعلي أكون عند حسن ظنك بي، يبدو أنك تمر بما يحدث لكثير من أمثالك في بدايات مرحلة الجامعة؛ حيث يدرس الشباب والفتيات معًا، ويحدث أحيانًا ما تتحدث عنه من نظرات وإعجاب... إلخ.
ويختلط الأمر عندها في تحديد ماهية ما يحدث، رغم أن تشخيص هذه الحالة بدقة هو أول خطوة على الطريق الصحيح للتعامل السليم معها، فما لدينا هنا غالبًا هو مجرد التفات للشكل الجميل أو الحضور الرقيق، أو الجاذبية بالمظهر والحركات والنظرات المتجاوبة مع نظراتك الصامتة للفتاة، ولست ملتزمًا أمام أحد بشيء، بقيت المسألة في هذا المستوى، غير أن استمرارها على هذا النحو سيشغل بالك، وربما يشتت تركيزك، ويؤثر على دراستك، وربما يدفعك لخطوات طالما لم تحسب حسابها.
وإذا أردت تطوير هذا الشعور إلى ما هو أعلى فإن ذلك يلزمك أشياء، أهمها أن تعرف أين ستضع قلبك؛ لأن صدمة إحباط الحب الأول تكون قاسية، وأنا أشفق عليك من آلامها، ويبدو أن سمعة تلك الفتاة لا تخلو من علامات استفهام "على الأقل"، وعند الجادين فإن الحب الحقيقي يكون مقدمة للزواج، وجزءًا من مسيرته ولوازمه، فهل تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن هذه الفتاة لتحبها، وترتبط بها؟!
من أخطر ما يتورط به الشاب المستقيم أن تأخذه عيناه فيسقط قلبه في فخ عشق لم يحسب عواقبه، وتوابعه المادية والمعنوية، ولعلك الآن في البدايات، والانتقاء يقي مصارع السوء، وحسن الافتتاح هام لسلامة المسار.
عليك إذن أن تقرر تطوير علاقتك بهذه الفتاة، فتتصاعد الخطوات بإيقاع محسوب، وتخطيط مرسوم، وترتيب مسئول أو تجد -في ضوء سؤالك عن أخبارها- أنها ليست الأنسب لك، وهي إذا كانت كذلك فلا داعي عندئذ لمقاومة إعجابك بها، فإن جذوة هذا الإعجاب ستنطفئ من نفسها حين تعرف أنت وتتأكد ماذا وراء الشكل الذي أعجبك، ولفت نظرك، ووقع في قلبك فشغلك، وأوقعك في هذه الحيرة، وذلك التناقض بين العقل والمشاعر.
تحتاج إذن إلى تجهيز مسوغات اتخاذ هذا القرار، ثم اتخاذه بالاستمرار أو بتجميد الأمر، وعدم السماح بتصعيده أو تطويره، وأخبرنا بقرارك لنساعدك على تنفيذ اختيارك، والله معك.
ويتبع >>>>> آلام الخطأ الأول: نظرات ذات مغزى! م