أنا هذه المرة لا أكتب لكم بصدد عرض مشكلة أبتغي حلها.. لكني أود عرض تجربتي الخاصة مع الإنترنت للاستفادة فقط لا غير -وإذا كنت تحبون أن تعلقوا..يكون أفضل.. خاصة بعد الكم الهائل من القصص التي وردت عن مغامرات الإنترنت.. ولأني قرأت عن سعيكم إقامة دراسة حول الإنترنت وتأثيرها على الأفراد.. فلم أجد مانعا من عرض تجربتي الخاصة..
أولا أود التعريف بنفسي.. فأنا شابة أبلغ من العمر 20 عاما، في السنة الثانية من الجامعة، بدأت التزام من الصف العاشر، يعني أنا الحمد الله أصلي وأصوم وكل ما أعرف شيئا جديدا في الدين أطبقه والحمد الله، يعني ما أعرف أن شيئا منهي وأقترب منه بأي حال من الأحوال.. وحتى قبل الصف العاشر الشيء الوحيد الذي كنت مقصرة فيه هو الصلاة.. علاقاتي مع المجتمع المحيط جيدة جدا نوعا ما، والجميع من حولي يمدح بي باستمرار (ما عدا بابا.. ما بعرف ليه!!)، ويلجأ إلى حل مشكلاته أو لفضفضة همومه وأثقاله معي.. مع العلم أنهم غالبا يكبرونني في العمر.. أما بالنسبة لتحصيلي الدراسي فهو جيد نسبيا.. لست الأولى لكنني من الخمسة الأوائل على الشعبة.. وأنا من النوع الذي لا يندم على شيء غالبا.. حيث إني أحاول قدر استطاعتي أنا أنجز ما علي من واجبات وأعمال تجاه الله ونفسي والآخرين.
المهم.. لقد بدأت تجربتي بالإنترنت من سنة 1997، حيث كان لدينا جهاز موصول بشبكة الإنترنت بالبيت، كان أهلي ينجزون عليه أعمالهم.. وأحيانا كانوا يفتحون برامج الشات على سبيل التسلية وتمضية الوقت، وقد كنت أجلس معهم وأتابع محادثاتهم.. وغالبا ما كنت هزلية.. ومنذ ذلك الوقت تعلمت الجلوس على النت، وخصوصا الشات.. خاصة أن في ذلك الوقت لم تكن المواقع العربية منتشرة كاليوم، ولم تكن الشات بالنسبة لي أكثر من تسلية، ولم أكن أحدث أحدا أكثر من مرة، وغالبا ما كان ذلك بوجود أهلي.. بعدها مرت علي فترة انقطعت فيها عن النت وكل ما يتعلق به.. لأعود إليه في عام 2000.. عندما عدت إليه مرة أخرى لم أكن أحب دخول الشات بأنواعه، كنت غالبا أمضي وقتي بتصفح المواقع.. والبحث عما له علاقة بتخصصي.. أو تصفح المنتديات.. فأنا بطبعي أحب القراءة كثيرا في مختلف المجالات وأحب الاطلاع على تجارب الآخرين وآرائهم والاستفادة منها قدر المستطاع
أما الحديث مع الأولاد في نظري غالبا هو عقيم خاصة "إذا كان بنت ولد.." أو بمعنى آخر كنت مقتنعة حسب ما كنت أقرأ في المواقع أن نهايته سيئة ومأساوية، فقررت عدم الحديث مع أي أحد عبر الشات.. وظل الحال على ما هو عليه،حتى أنزل أخي برنامج الماسينجر وكان يحكي فيه مع أقاربنا وأصحابه.. كنت أجلس معه أحيانا أحكي مع أقاربنا.. حتى في يوم عمل حسابا لي وأضاف لي معظم أقاربي البنات والأولاد. وكنت أدخل من فترة لفترة نحكي وندردش.. خاصة مع أقاربنا المهاجرين.. وكل ذلك إلى جانب التصفح اليومي.. مع العلم أني لم أكن أقبل بأي إنسان يقوم بإضافتي.. غالبا كنت أحظرهم وأحذفه بعد معرفة من هم ومن أين أتوا بعنواني؟
واستمر الحال حتى جاء يوم قمت فيه بإضافة قريب لي كان أخي قد أعطاني عنوانه، لكني كتبت العنوان خطأ.. وتمت استضافة شخص غريب عندي.. في هذه المرة أنا كنت من أضفته.. المهم حكيت معه أول مرة عرفت أني أخطات العنوان.. بس في هاي المرة ما أزلته من القائمة، وأبقيته ضمن جهات الاتصال، أنا ما بأمن بالصدف.. بالنسبة إلي كل شي في الدنيا بنظري مقدر من عند ربنا.. فقلت أنا رافضه أحكي مع حد ما بعرفه، بس هاد أنا ضفته بالخطأ.. لهيك بدي أشوف شو بدوا يطلع معي..
المهم تعرفت عليه وعرفت أنه من بلد عربي شقيق، لكن لا توجد بين بلدينا أي اتصالات من أي نوع.. فقلت في نفسي أحسن شيء حتى لا يقول بتتغزل في وبدها تزوجني.. وظللت أحكي معه من باب تبادل المعلومات والخبرات.. وفعلا أنا استفدت كثيرا.. واستمر تواصلنا سنة وشوي.. هو علمني أشياء كثيرة على النت والكمبيوتر وأنا حاولت أهديه وأصلح حاله.. لكنه والحمد الله معي ما كان يجرؤ يتعدى حدوده.. وكان يعتبرني كأخت، وهذا الشيء أنا فرضته عليه من البداية كشرط لأحكي معه.. هو كان أكبر مني بخمس سنوات.. وللعلم أهلي كانوا على دراية بحكيي معه وما كانوا يعلقون بأي شيء.
وبعد فترة حسيت أنوا إذا راح بضل احكي معه راح يتعلق في، فقلت في نفسي ليه أحط حالي في وضع أنا في غنى عنه.. ليه استنى وقوع شي وبعدها أقول ياريت ما صار.. وأنا ما كان اصدي.. لهيك أنا بعدها خففت حكي معي وأصبحت ما بحكي معه إلا في المناسبات. وبعدها رجعت لعادتي القديمة..حتى قبل شهر أصر أحدهم أن يضيفني.. أنا رفضت ولكن هو أصر وقال إنه ما راح يزعجني.
للعلم هو أصغر مني كثيرا بـ 5 سنين.. وهو يحترمني كثيرا ويعتبرني مثل أخته.. وما أطلب منه شيئا إلا وينفذه.. وفي هذا الوقت هو الشخص الغريب الوحيد الذي أحكي معه على النت، هو مثل أخي الصغير، وهو يحترمني بشكل غير طبيعي، ومن أول يوم حكيت معه فيه وظل يقول لي: أنت أختي الكبيرة، بيني وبينكم أنا كثيرا مستغربة من تصرفاته معي، خاصة بعد ما سألت عنه.. كلهم أجمعوا على أنه يكره البنات على الأخير شو ما كانوا.. هاي كل اصتي مع النت والشات خاصة.
فإذا كان في مجال تعلقون به
فيا ليتكم لا تحرموننا من تعليقاتكم وملاحظاتكم.
24/7/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة، أهلا ومرحبا بك، ونشكرك على أنك قررت أن تشاركينا بتجربتك مع الإنترنت، والملاحظ في تجربتك تكرار ما تعودنا عليه من شبابنا، حيث تتحول الإنترنت إلى ملهاة ووسيلة لقتل الوقت، والسفيه والمعتوه هو الذي يسعى لقتل الوقت؛ لأن حاله إذا فعل ذلك يشبه حال التاجر الذي يحرق رأس ماله، والحقيقة أنه كان مفهوما بالنسبة لي أن يكون هذا هو حال الشباب العربي عموما، أما أنتم فلم أتوقع أن يكون هذا حال البعض منكم مع كل التحديات التي تواجهكم ليل نهار، ألم يكن من الأفضل أن تُستغل الإنترنت بما تتيحه من إمكانات هائلة في التواصل مع الناشطين وكل محبي الحق والعدل في كل مكان؟ ألا يمكن أن تستخدم هذه الأداة كوسيلة لإعلام بديل يقدم الصورة والخبر الحقيقي بعد أن سيطر أعداؤنا وعملاؤهم على وسائل الإعلام التقليدية؟ الأفكار كثيرة والآفاق التي يفتحها الإنترنت أكثر من أن تُعد وتُحصى، ومن توافر عنده الوقت فلا يقتله وليعمل على استثماره الاستثمار الأمثل.
أما عن تساؤلك عن الفتى الذي يصغرك بأعوام فمن الواضح أنه فتى في بداية سنوات المراهقة، وهذه السن تتميز بالميل للجنس الآخر والرغبة في إقامة علاقات بشكل أو بآخر مع أحد أفراد هذه الجنس، ولقد وجد فيك هذا الشاب الصغير بغيته؛ لأنك إنسانة متدينة ولا تميلين لما تميل له باقي الفتيات من رواد برامج الشات.
ولكن التساؤل الذي يجب أن يطرح نفسه هو: ما تأثير هذه الأحاديث على نفسية هذا الشاب، وما تأثيرها على مستقبله؟ وما هدفكما من هذه العلاقة؟ ما الذي يمكن أن يحدث لهذا الشاب إذا تقدم لك من يرغب في الزواج بك أو انشغلت عنه بعمل أو بمتطلبات دراستك؟ التساؤل مطروح، ويحتاج لإجابة منك، حتى تتمكني من اتخاذ قرارك على بينة،
مرة أخرى أشكرك على أنك تفضلت وشاركتنا بخبرتك، وأدعو الله أن يرشدك لما فيه الخير