علاج الخوف هو الاستعداد والمعلومات

رد المستشار

صديقي
علاج الخوف هو الاستعداد والمعلومات

لو أنت خائف من أن تبدو جاهلا ولا تفهم فاحصل على بعض المعلومات البدائية التي تتيح لك فهم ما يشرح لك من الآخرين.. وعليك أيضا أن تستعد بأن تشحذ في نفسك الفضول والرغبة في المعرفة.. كيف تتوقع من نفسك أن تكون على دراية بشيء لو أن تتخذ فيه قرارا بدون معلومات واستعداد وتدريب.

الصنايعية والحرفيين منهم الواثقين من أنفسهم ومنهم من هم ضعفاء النفوس وذوي تقدير ذاتي سيء.. الواثقون من أنفسهم يرحبون بشرح وتعليم حرفتهم الآخرين وإجابة أسئلتهم واستفساراتهم التي تهدف إلى المعرفة.. ضعفاء النفوس غالبا يجهلون حرفتهم ويميلون إلى السخرية ممن ليسوا على دراية بالحرفة.. الإنسان جاهل في بداية معرفته بأي شيء وكلما ازداد معرفة كلما ازداد متواضعا من حيث معرفته لأنه يعلم أن فوق كل ذي علم عليم ومن هو أفضل وأكثر علما.

لكن لماذا تريد مخالطة الصنايعية؟ هل يعلمون ما درسته أنت في كلية التجارة؟ ما هو وجه التشابه معهم من حيث الاهتمامات؟ هم ليسوا أقل منك ولكنهم مختلفون عنك على الأقل من حيث التعليم والثقافة.. لهم علمهم وثقافتهم ولك علمك وثقافتك .. إذا أردت التعلم منهم فأنت تلميذهم وليس هناك عيب في جهلك بما يعيشونه ويمارسون يوميا.

ما هي اهتماماتك في الحياة وما الذي تريد أن تضيف إلى معرفتك.. لماذا.؟
إن لك دور في الحياة بمجرد وجودك فيها وليس من الضروري أن تكون أي شيء عدا أن تعامل نفسك والآخرين معاملة جيدة طيبة.
خذ الأمور ببساطة.. تعلم ما تريد واختلط بمن تريد واحترم وقدر نفسك والآخرين.. تكوين المعارف والصداقات يتطلب وجود اهتمامات مشتركة وهوايات من خلالها يتم التعامل والمعرفة والعشرة.

عندما تكذب وتقول أنك تفهم شرح أحدهم في حين أنك لم تفهم يعرضك للسخرية أكثر من الاعتراف بعدم الفهم.. لن يسخر منك أحد إذا كانت لديك رغبة حقيقية في المعرفة.. وحتى إن سخر منك أحدهم ولديك رغبة حقيقية في المعرفة فلن يهمك من يسخر.

تقول في وصفك أنك لا تعمل.. لا شك أن هذا يجعلك تحس بقلة القيمة والفائدة.. علاج هذا هو البحث عن عمل وإن لم تجده في مجالك فتعلم أي مجال آخر واعمل فيه أثناء بحثك المستمر عن عمل متوافق مع دراستك.. يمكنك أيضا شغل وقتك بالبحث عن أفكار واهتمامات وهوايات ممكن أن تتحول إلى مشروع مربح.. إنك لن تحتاج إلى الكثير من المال لبدء مشروع ولكنك تحتاج إلى المعلومات والاستعداد (نفس الأشياء المضادة للخوف)... يمكنك أيضا أن تتطوع في أي جمعية خيرية ليوم واثنين في الأسبوع.. هذا سوف يزيد من دائرة معارفك ومعلوماتك وإحساسك بالقيمة الذاتية وربما يفتح لك فرصا للحصول على وظيفة ولبدء مشروع.

حدد ما تريد في حياتك وابدأ في السير والاتجاه إليه.. الحياة ببساطة لعبة تعليمية مليئة بالتحديات علينا أن نلعبها بصدق وتركيز واستمتاع وأن نتعلم من خبراتنا وتخطي تحدياتنا.. ليس هناك أي شيء آخر يمكننا فعله.

عندما تعيش الحياة حقيقة لن تخاف من المسؤولية ولن تخاف من المستقبل.
هذا ليس بالوقت المناسب لكي تفكر في خوفك من مشكلة قد تحدث مع ابنك الذي هو لم يولد بعد ولا تعرف من هي التي ستكون أمه.

وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب

المستشار: د. علاء مرسي