أريد أن أصبح شخصا أفضل
السلام عليكم، سوف أبدأ من دون مقدمات، أنا أعاني من العديد من المشكلات وفكرت في أن أزور طبيب نفساني ولكن ليس لدي المال الكافي، بالإضافة إلى الخوف من التحدث بصراحة مع الطبيب وجها لوجه والخوف من أن أكون مريضة نفسية.
في طفولتي تعرضت لإساءة من أحد أفراد العائلة (ليست أمي ولا أبي) كانت في الغالب لفظية مليئة بتهديد وتخويف كنت تقريبا في سن السابعة أو أقل لا أذكر بالضبط، وعلى الرغم من معرفة أمي وأبي بما يحصل لي إلا أنهم لم يهتموا كثيرا بالموضوع ويرونه (تأديبا) على الرغم من أن الشخص كان يضرب ويهدد بأدوات مخيفة بالنسبة لطفل في بعض الأحيان ولكن فعليا لم يهتم أي شخص في تلك الفترة بالإضافة إلى والديّ. أذكر في مرة أن هذا الشخص قام بالاستهزاء بي أمام عدد من الأطفال وبكيت بشدة، أنا أكثر طفل بكى في صغره.
شخصيتي في الصغر قبل ذهابي إلى المدرسة كانت خجولة للغاية وكنت أختبئ كثيرا ولكن بعد ذهابي إلى المدرسة تغيرت وأصبحت اجتماعية والجميع يحبني وكنت المفضلة لمعلمتي وشاركت في جميع الأنشطة وفي هذه الفترة كنت أتعرض لما ذكرت لكم سابقا، واستمر هذا حتى وصلت لعمر 11-12 تقريبا ومن بعدها لم أتعرض لأي مما سبق، لا أعلم لماذا. ولكن في صغري عانيت من الممارسة للعادة بالرغم من عدم مشاهدتي لأي لقطات إباحية أو أي من هذه القبيل. ولا زلت أمارسها من فترة إلى فترة الآن بعمر 22. حاولت الانتحار بعمر 13-14 ولم أمت الحمدلله، وندمت كثيرا الآن. وأخاف من الإصابة بأمراض مزمنة أو أمراض ليس لها دواء. دخلت في علاقات مع فتيات (lesbian) في عمر 13 ولم أعلم حقا ما كان يحدث ولكنني أحببته وكانوا فتيات أكبر مني بعامين أحببتهم وأحبوني كثيرا، لم نفعل أي أفعال جنسية خلال ذلك الوقت.
ومنذ ذلك الوقت لم أقع في غرام أي فتاة بالرغم من إعجابي بهن أحيانا ولكن لم أعد كالسابق. أنا (straight) أحب الفتيان ولكني شاهدت الأفلام الإباحية صدفة وسقطت في دوامتها وشاهدت جميع الأصناف وأحببت مشاهدة (gay porn) ومنذ 5 سنوات وأنا أشاهده على فترات متقطعة ولكن أحبه أكثر من أي تصنيف آخر، لا أعلم لماذا. حاولت ترك الأفلام الإباحية ونجحت لمدة قصيرة 3 شهور وممكن أكثر من ذلك، ولكن مشكلتي أنني أحب المكوث في المنزل لذا أشاهدها وأكره التجمعات العائلية بسبب نفاقهم وكذبهم، تبت وصليت ودعيت لربي أن يساعدني على تركها ومالبثت شهر إلا أن عدت، لقد حذفت كل البرامج التي توصلني إلى هذه المقاطع وحذفت كل المقاطع المفضلة بالنسبة لدي بدون أي ندم ولكن سرعان ما عدت إليها مرة أخرى. أخجل من نفسي كثيرا فأنا فعلا أستحق الموت، لا أعلم لما لا أزال أعيش وأتنفس، أنا حقا أكره بيئتنا المنزلية وأريد الهرب بأي طريقة لذا أريد أن أتزوج هربا منهم ولكي يكون لي منزلي الخاص وتربية أطفالي بشكل سليم وبدون أي تدخل.
شخصيتي في الواقع هادئة ومتواضعة وحكيمة ويحبني والداي الآن (على عكس السابق لم يهتم لي أحد ولم يفضلني أحد ودائما ما كانوا يقارنون بيني وبين إخوتي وأبناء عمومتي) لذا على عكس شخصيتي الظاهرة للجميع فأنا وضيعة داخليا فأحب أن أشاهد الجنس وأصبحت أفكر به كثيرا وأمارس العادة بكثرة في بعض الأوقات أنا لا أقوم بإدخال أي شيء فقط بالفرك وأحيانا أستمني وأنا أفكر بمشاهد جنسية (gay) على الرغم من أنني أود أن أمارس مع شاب لكن لا أعلم لما أفكر هكذا، وأريد الزواج لكي أتمكن من ممارسة الجنس بالحلال، وأخاف من أنني لن أتزوج هذه الفكرة ترعبني، وأخاف أن لا يشبعني جنسيا فأنا أحب ال (spanking) سواء كنت الفاعل أم المفعول
أنا معجبة بشخص ما من الأقارب ولا أعلم إن كان يبادلني نفس الشعور أم لا ولا أريد أن أعلق قلبي به وهو لا يعلم بوجودي، لذا دعيت الله أن يكتب لنا الخير إن كان بيننا نصيب وأحاول أن أفكر بزوج يحبني وأدعو ربي أن أتزوج سريعا، أريد التخلص من عاداتي السيئة ولكن أريد خطوات حقيقية لكي أتبعها.
شيء أخير أريد أن أضيفه هو أنني لا أعرف ما هي مشاعري تجاه والديّ لا تعجبني شخصياتهم كثيرا فأمي طفولية في بعض الأحيان وشخصيتها فيها القليل من الضعف وأبي صريح أكثر من اللزوم ويغضب أحيانا بلا سبب، أعتذر عن الإطالة وعن عدم ترابط المواضيع.
27/7/2023
رد المستشار
في مكالمة هاتفية مطولة دعتني أمس معدة برامج في قناة خليجية إلى اختيار موضوع لحلقة أتحدث فيها، وأول ما تبادر إلى ذهني أن يكون موضوع الحلقة سؤالا أحاول طرحه والاجتهاد في الإجابة عليه، والسؤال هو: هل حياتنا الحديثة بيئة مرض نفسي؟؟
قارني بين حياتك وحياة جدتك، التحديات والاستجابات، البنية النفسية والاجتماعية، وتأملي معي في السؤال الذي طرحه مؤتمر جامع انعقد في إحدى الدول الخليجية نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان السؤال: هل النفط نعمة أم نقمة؟
لا أريد الاستفاضة في الشأن العام، فقط أنبهك إلى أن حياتك وحياتنا "الحديثة" تحمل من التحديات ما يجدر بنا فهمه جيدا وإدارة تفاعلنا معه، والكلام حول هذا متناثر ومبتور وتائه بين تناول الباحثين والمتخصصين والمصلحين والساعين إلى الخير وإفادة الغير!!
وسط هذا التيه لا أعرف من يمكنه تقديم ما تحتاجينه وكيف؟
وخاصة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج النفساني وبقايا الوصمة المتعلقة بالمعاناة النفسية وطلب العون النفسي!!
لكن فارقا كبيرا بينك وبين جدتك، بين إنسان الحياة التقليدية وإنسان الحياة الحديثة يكمن في تناول الصعوبات والتعامل معها ... الحياة الحديثة سهلة وميسرة في كل شأن مادي، فلا تفكير ولا تدبير ولا خطط ولا مهارات نحتاجها في تسيير الحياة اليومية... المكنسة تكنس والغسالة تغسل والخادمة تتكفل بشئون البيت التي صارت لا تحتاج إلا للقليل من الجهد أصلا .. الطعام من المطعم أو نصف مطهي من السوبر ماركت والملابس جاهزة في المولات والترفيه متاح بكبسة زر ... الحياة اليومية الخالية من الصعوبات والتحديات تكفل لنا تدريبا منظما على الهشاشة وقلة الحيلة في مواجهة الشأن النفسي والأسري والخاص.. والإجابات السهلة تسعفنا بالطلاق المبكر أو الانتحار للتخلص من درجات عادية من المعاناة لكننا تدربنا على السهولة والحياة اليومية - منزوعة الصعوبات!!
لا أعدك بحل مشكلات حياتنا الحديثة، ولا حل مشكلاتك في إجابة على استشارتك، ولكن دعينا نمسك ببعض المفاتيح وربما نكمل لاحقا.
العزلة في حالتك مجمع ومدخل ومفتاح لمتاعب كثيرة، وبالنسبة لفتاة في مثل سنك، عندما أقرأ أنك تقضين وقتك في الألعاب الإليكترونية والقراءة - أحيانا!! طاقتك في عنفوان تدفقها وهي تبحث عن سبل وخطط استثمار فلا تجد متاحا لاندفاعها غير سبل مخنوقة متحشرجة فهل هذه مسؤوليتك وحدك أم ما تزال البيئة المحيطة بك تحرم الفتاة من الحركة والأنشطة الروحية والفنية والرياضية؟؟
قضاء كل الوقت أو أغلبه في متاهات العالم الافتراضي آفة عقلية واجتماعية وتكريس للبنية الهشة نفسيا ولقلة الحيلة في مواجهة ماضي حمل بعض المعطيات المحتاجة لتعامل أرشد
هذا من ناحية الكم ... يعني عدد ساعات التواجد أونلاين.. ومن ناحية المحتوى فإن الاطلاع على مواد مقالية أو الدخول في خبرات تفاعلية حول خبرات حياتية ونفسية بناءة يمكن أن يكون اختيارا أفضل.
لو أنك قارئة منتظمة لأرشيف مقالات واستشارات مجانين أزعم أنك ستجدين الكثير من الملاحظات والأدوات التي تفيدك في فهم نفسك والتعامل مع ما تطرحينه من تحديات وتساؤلات وخاصة حول الجنس وصورته في حالتك...
أرجو أن تلتقطي بدايات الخيوط التي أدليت لك بها في سطوري السابقة وتبدئي في نسج حكايتك وخطوات رحلتك وسأنتظر متابعتك.