هل الوسواس القهري له علاقة بالغباء
السلام عليكم، سؤالي هو هل يمكن للوسواس القهري أن يكون له علاقة بالغباء أو قلة الذكاء فأنا منذ أن كنت صغيرة وأنا أعاني جدا في الدراسة مع إني أبذل مجهودا كبيرا، أبذل مجهودا أكبر من زملائي في الدراسة أو إخوتي ودائما درجاتي أقل منهم.
حتى أنني أذكر دائما عندما كنت صغيرة أهلي كانوا دائما يصفونني بالغبية، ولا أستطيع لومهم لأني بداخلي أعرف أن هذا حقيقي أنا فعلا استيعابي بطيء جدا وتركيزي قليل ومشتت أمي كانت تقضي وقتا كبيرا لتشرح لي أبسط الدروس وأنا لا أفهم أو أفهم ببطء شديد.
وبمجرد أن تركت أمي تدريسي استسلمت لفشلي لأني لا أستطيع التركيز والفهم في المدرسة، مهما حاولت إلى أن وصلت للسادس ابتدائي وفي مرة رسبت وعاقبتني المعلمة أمام الجميع بل واستدعت أمي، في وقتها بكيت فعلا شعرت بالإهانة، شعرت كأن غبائي لقد تتوج وأن كلام أهلي صحيح وشعرت فعلا أنا غبية لا نقاش، ولكن بعد ذلك قلت إنني لست غبية سوف أثبت هذا لهم وفعلا درست ونجحت بدرجات جيدة ولكن مهما درست لا أصل أعلى من الثمانينات أعلى شيء قد وصلته 88 وهذا كان في هذه المادة فقط لأنني لم أكن أستطيع أن أدرس غيرها أقضي كل وقتي في دراسة هذه المادة فقط، أما باقي المواد فلم أهتم غير أنني أنجح كنت فقط أريد أن أثبت لهم ولنفسي أنني لست غبية.
أما الآن في الجامعة فاخترت لتخصص علمي ممتاز لا أعرف أن ما فعلته صحيح لكن لطالما أردت أن أختار هذا التخصص لا أعرف السبب هل لأنني أحب التخصص فعلا أم لكي أثبت أنني لست غبية، ولكن أعاني من نفس المشكلة في الجامعة، أنا أدرس أقضي وقتا طويلا في الدراسة لا أقول كل وقتي طبعا، ولكن أكبر من وقت زملائي بكثير وفي النهاية أحصل على نفس درجاتهم. حتى هم يستغربون كيف بعد هذا درجاتنا قريبة غير هذا حتى هم دائما يلمحون على غبائي لا يقولون هذا بشكل صريح لكن دائما يلمحون أنا أفهم قصدهم لكن أتجاهله لأنني لا أريد أن أواجهه غير هذا دائما ما أوصف من قبل الأهل أو الأصدقاء بالخرقاء وأنا فعلا هكذا صحيح أني هادئة جدا حتى في حركتي بالطبيعي، ولكن عندما أفعل مهمة دائما ما أكون خرقاء أفعل أشياء خاطئة بشكل سريع ومتتالي كأنني لا أستطيع إيقاف نفسي أحيانا كثيرة.
حتى عندما نكون في الدرس لا أركز لا أستطيع، أحاول أن أركز كل يوم أقول سوف أركز، ولكن عقلي دائما مشتت ودائما ما أكون شاردة وضائعة في الصف وأسأل من حولي ماذا قال الدكتور للتو ماذا فعل وعندما أنجح في التركيز وفهم ما أستطيع من المحاضرة فأكون قد بذلت مجهودا كبيرا وأشعر أني حسنا لقد فهمت على الأقل شيئا لكن بمجرد سماعي لزملائي وهم يتناقشون أوقن بأنني لم أفهم شيء.
أحيانا كثيرة أختار أن أسكت أو أجلس ولا أتحرك حتى أظهر غبائي. غير أنني أنسى كثيرا يعني إن قال لي أحدا شيء ممكن أن أنساه في لحظتها خصوصا عندما يكون طلب ما . حتى عندما أشاهد فيلما أو مسلسلا أنا كل دقيقتين أوقفه وأرجعه ثواني لأني لا أشعر أنني فهمت أو سمعت
ما جعلني أربط الوسواس القهري بقلة الذكاء هو أنني تذكرت أنني عندما كنت طفلة بين عمر 6 و10سنوات ظهرت أعراض الوسواس، ولكن ربما مرة أو ثلاث مرات في فترة من طفولتي كان لدي وسواس سب ديني أتذكر كان يأتيني في الليل فقط ولأيام معدودة، ولكن كنت بمجرد أن أستيقظ كنت أنسى كل شيء وأمارس حياتي طبيعي ولم أذكر هذا لعائلتي أبدا فأنا أتذكر أنني كنت طفلة هادئة وقليلة الكلام وحساسة حتى طريقة لعبي كانت هادئة جدا.
وأذكر مرة في طفولتي أيضا أصبت بوسواس أن أؤذي الأطفال في سن الـ 7 سنوات تقريبا طبعا في وقتها لم يكن لدي أي فكرة عما يحدث، ولكن أتذكر أنني كنت أخاف أن أؤذي طفل كانت تأتيني خيالات أنني أؤذي أي طفل أراه كنت أخاف كثيرا وأبتعد عنهم كي لا أؤذيهم إلى أن أصبح لدي إخوة صغار هذا بعد سنة تقريبا ومن يومها ذهبت هذه الأفكار ربما لأنني كنت أعتني بإخوتي الصغار كثيرا وأقضي وقت كبير معهم. ولكن عندما كنت طفلة الوسواس كان خفيف جدا يكاد لا يذكر فقط عندما شيء يذكرني به كأن أرى طفلا.
فهل الوسواس له علاقة فعلا بقلة الذكاء والتركيز والتشتت وأن يتصرف الإنسان بخراقة.
أنتظر ردكم
30/7/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "Amani" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
قديما كان يشيع عكس ما تتوقعين أي أن مرضى الوسواس القهري أذكى؛ وأكثرُ قدرةً على التركيز من غيرهم، وأغلبَ الظن أن سببَ ذلك المفهوم كان نظرةَ الأطباء النفسانيين الأوائلِ الذينَ وصلتنا آراؤهم لمريضِ الوسواس القهري فقدْ كانَ يُعْجِبُهم "حسب رأيِّ كاتب هذه السطور" ذلك التعايشُ الغريبُ بينَ أفكارٍ وأفعالٍ خارجةٍ عنِ المنطقِ وتكادُ تخرجُ عن الإرادةِ؛ وبينَ بصيرَةٍ واضحةٍ جَـلِيَّـة لدى المريض نفسه! إذنْ فذلك مريضٌ ذكيٌّ ويضافُ إلى ذلك ما يحدثهُ سماعُ المريض وهوَ يصفُ أعراضه بصورةٍ دقيقة مرتَّـبَـةٍ وهوَ ما يعْتبَرُ دليلاً على الذكاء في أذهان الناس ولذلك أجريت دراساتٌ في فترة الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي تمتْ فيها مقارنة مرضى الوسواس القهري بمجموعات من أمراض نفسية أخرى وَأثبتت الدراساتُ أيامها ما كانَ يوصفُ بأنهُ ملاحظات الأطباء السريرية على مرضاهم؛ وهوَ أن مرضى الوسواس أكثرُ ذكاءً من غيرهم.
وأما الدراساتُ العلمية الحديثةُ التي اشتملت على أعدادٍ أكبرَ من المرضَى فلم تجد فروقًا ذات دلالةٍ إحصائية في معاملات الذكاء بين مرضى اضطراب الوسواس القهري وغيرهم من الناس، وإن وجدت بعضُ الدراسات أن معاملات الذكاء مرتفعةٍ في مرضى الوسواس من المراهقين كما وجدت دراسةٌ أحدث أن زيادةَ معامل الذكاء في المراهقة المبكرة في مرضى اضطراب الوسواس القهري يمكنُ أن تُساعدَ على التنبؤ بزيادة شدة أعراض الوسواس القهري في المراهقة المتأخرة ومرحلة الرشد، إذن أعراض الوسواس القهري يمكن أن تظهر مع أي معامل ذكاء، وربما كأغلب الاضطرابات النفسية تكون أكثر شيوعا في المستويات الأعلى من الطبيعي والأدنى من الطبيعي كذلك، كذلك كثيرا ما يتواكب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة "ن.ا.ف.ح" ADHD مع الوسواس، و"ن.ا.ف.ح" يمكن أن يكون سبب مشكلتك، خاصة وأن كثيرات من المريضات لا تظهر عليهن إلا الأعراض الناتجة عن نقص الانتباه والتركيز، وفي غياب الحركة المفرطة ربما لا ينتبه أحد للتشخيص.
لا يبدو أن لديك أعراض وسواس قهري نشط الآن، أو بهذا توحي سطورك، وما تحتاجه حالتك هو تقييم طبنفسي وقياسات نفسية لمعامل الذكاء وللانتباه والتركيز وربما يكون السبب بعيدا تماما عن الغباء، بل إن سطورك ربما توحي باحتمال وجود ا.ن.ا.ف.ح في البالغين Adult ADHD خاصة وأن شكواك الأساسية هي التشتت وعدم التركيز، وإذا أردت نصيحتي فهي أن تتوجهي صوب العيادة النفسية بمستشفى الطلبة في الجامعة التي أنت طالبة فيها واطلبي ما تشائين من طبيبك النفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.