بسم الله الرحمن الرحيم
هل لديكم حل لمشكلتي؛ فأنا أم لطفل وحيد وصغير عمره سنة واحدة، والمشكلة هي أن شهية طفلي للأكل قليلة جدًّا؛ فهو لا يأكل إلا ملعقة واحدة في الوجبات الرئيسية، وبينها لا يأكل أي شيء إلا الحليب الذي يشربه أثناء ذهابي للعمل وتركه، بينما تعلقه بالكتب وتقطيعها بأسنانه هو الشيء المحبب لديه؛ لذلك فهو ضعيف
أرجوكم ساعدوني في مشكلتي التي تؤرقني ليل نهار
وشكرا
18/7/2023
رد المستشار
مشكلة ابنك مشكلة سهلة وبسيطة إذا قويت قلوبنا وعزيمتنا في حلها، وهي تعتمد في علاجها على نظرية "التعلم بالعاقبة"، التي تقوم على ترك الطفل يشعر بالجوع إذا ما رفض الطعام في مواعيد الوجبات الطبيعية؛ بمعنى ألا نقدم له بين الوجبات أي طعام من أي نوع حتى موعد الوجبة التالية، وأن نرفض تلبية رغباته في الحلوى أو أي أطعمة أخري غير مفيدة، ولا نسرع ملبين طلبه إلى الطعام إذا ما أبدى رغبته في غير مواعيد الطعام؛ فيتعود على أنه إذا لم يأكل في المواعيد فستكون عاقبته هي الجوع، وذلك بدون عصبية من الأم أو تهديد بالعقاب، فالجوع وحده هو الكفيل بتعليمه الانتظام في طعامه ووجباته؛ لأنه أمر يشعر به هو شخصيًّا ويجربه.. والمشكلة أن كثيرًا من الأمهات يشعرن بالخوف من هذه الطريقة في العلاج، ويقلن :إن أطفالهن لن يطلبوا الطعام مهما جاعوا؛ ولذا فإنهن يبالغن في الإلحاح على أطفالهن من أجل تناول الطعام، فيظل الأطفال مصّرين على الرفض خاصة أن الأمر يتحول إلى وسيلة لجذب انتباه الأم والحصول على اهتمامها، وهذا أمر يزيد من حرص الأطفال على رفض الطعام.
الأمر الثاني الذي يفسد هذا العلاج هو إعطاء الأم طفلها الحلويات والبسكويتات تحت ادعاء أنه أفضل من لا شيء؛ فتستمر الدائرة الخبيثة كأن الطفل يُكافأ على عدم تناوله طعامه بالحصول على ما يفضله من حلوى؛ مما يرسخ سلوك رفض الطعام عنده.
أما ثالث العقبات التي تعوق تطبيق هذا العلاج فهي استعجال الأمهات في الحصول على النتيجة من هذه الطريقة في العلاج؛ بمعنى أنها تنفذه لمدة يوم واحد ثم تعلن بعدها أنها فشلت في الحصول على النتيجة المرجوة؛ في حين أن الأمر يحتاج إلى صبر في تنفيذ تلك الطريقة قد يمتد إلى عشرة أيام حتى يتأكد الطفل من جدية أمه في منع الطعام عنه فيضطر إلى اكتساب السلوك الجديد.