السلام عليكم
تزوجت حديثًا، ولم أدخل على زوجتي بعد؛ بل تم عقد القران فقط، وهي زوجتي بالحلال وأزورها دائمًا في بيت أبيها ونختلي ببعضنا لفترات طويلة، وكما تعلمون ما يصاحب ذلك من إثارة ورغبة لديّ من ملامستها وتقبيلها واحتضانها، ولكن دون تجاوز ذلك إلى المعاشرة الزوجية الكاملة؛ لما هو معلوم بعدم تقبله في مجتمعاتنا إلى أن تنتقل الزوجة إلى بيت زوجها
وسؤالي هل يجوز أن أمارس ما ذكرته أعلاه معها؟ علمًا بأن هذه الأمور تثيرني بشدة قد أصل معها إلى مرحلة القذف؛ مما يعني أنني قضيت حاجتي، كما أسال: هل هذه الأمور تضر الزوجة حيث إنها تثار وتصل إلى قمة شهوتها دون قضاء حاجتها؟، فكل خوفي أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بها، علمًا بأنني لا أستطيع التحكم في رغبتي وأنا معها، كما أن فترة الخطوبة هذه قد تطول.
أفيدوني،
وجزاكم الله كل الخير
20/7/2023
رد المستشار
من المأثور عن الإمام علي -كرم الله وجهه- أنه قال: "بين النصر والهزيمة.. صبر ساعة".
أعرف ما تتحدث عنه، وكثيرون يمرون بهذه الحالة، وهي مؤقتة على كل حال.
قلت من قبل إن التهيج يؤدي إلى احتقان الحوض وأعضائه في الرجل والمرأة، ويكون هذا تمهيداً للجماع الكامل الذي يكون هذا الاحتقان مهماً لحدوثه، فمن خلال هذا الاحتقان يحدث الانتصاب في الرجل وزيادة الإفرازات في الأنثى، ولا ينصرف هذا الاحتقان إلا بالجماع الكامل، ولو حدث عند الرجل قذف يحدث تخفيف جزئي، ولا يحدث مثل ذلك عند المرأة، وهذا ليس عدلاً.
والأفضل لكما شرعيًّا واجتماعيًّا وصحيًّا وجنسيًّا تأجيل هذه الدورة الجهنمية إلى وقتها، والاستعاضة عنها بالملاطفات المعنوية، إن الحب الرومانسي ـ الذي لا غرض فيه ـ من أجمل ما يكون بين الزوجين، ويكون هذا الحب نادراً بعد الزواج؛ إذ أن كل عاطفة -بعد الزواج - يتم ربطها غالباً بالممارسة الجنسية، وقد رزقكما الله الفرصة لتعيشا هذه العاطفة الرائعة فلماذا تفرطان في هذه الفرصة؟ وفي مقابل ماذا؟! في مقابل أمر سوف يقع بينكما ـ بعد الزفاف ـ مراراً وتكراراً حتى يشكو البعض من الملل والرتابة فيه؟!
أنا لا أدعوكما إلى الصبر والتمهل بعدم الدخول في طريق التهيج والإثارة فحسب، ولكن إلى الاستمتاع بالحب الرومانسي واستكشاف عالمه السحري، وقد يكون الطريق أن تخرجا معاً إلى الأنشطة الثقافية الفنية العامة، وعندكم يا أخي المجمع الثقافي بأبوظبي، وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تصطحب زوجتك إليها؛ لتشاهدا العالم وتستمتعا به، قبل أن يأتي الحب "المادي" وأعباء الزواج الأخرى من أطفال وخلافه؛ مما سيحول دون هذه الفرصة المتاحة حالياً... انتهزا الفرصة، ثم سيكون لكما ما تريدان في حينه، وإضافة إليه ستكون لديكما ذكريات جميلة عن مرحلة "الحب الرومانسي"
أُحِب أيضاً أن أنبهك أن الزواج علاقة مركبة، وبه أدوار متعددة يقوم بها الرجل تجاه زوجته، وتقوم بها الزوجة تجاه زوجها، فالرجل يكون لزوجته الحبيب، وامتداد الأب، والصديق، علاوة على دوره كذكر، وهي تكون الحبيبة، والصديقة، وامتداد الأم أو الأخت "على نحو ما"، إضافة لدورها كأنثى، فهل يمكن أن تستمتعا بالأدوار المختلفة، وتؤجلا إلى حين الدور الأخير: ذكر/أنثى.!!
أرجو ذلك.. تحياتي.. ومبارك لكما.