السلام عليكم
أنا متزوجة منذ سنة تقريبا، ومشكلتي أنني أعاني من الغيرة لدرجة أنها باتت تنغص عليّ حياتي ولا أستطيع السيطرة على مشاعري.
فمثلا إذا رأيت أخا زوجي يدلل زوجته أمامي أشعر بالغيرة كثيرا.. هذا مجرد مثال، مع أن زوجي رجل محترم ويفي بمتطلباتي.
أرغب بشدة في أن أتغلب على هذه المشكلة...
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
22/8/2023
رد المستشار
أختي الكريمة، المتأمل في حال الأطفال الصغار وهم يلعبون يجد كل طفل منهم لا يتشبث إلا باللعبة التي يمسكها غيره؛ فالطفل لا يشعر بقيمة اللعبة إلا وهي في يد غيره، وكلنا كنا أطفالا وعندنا نفس الأحاسيس؛ وكبرنا وكبر الطفل الصغير بداخلنا، فنحن لا ندرك قيمة الشيء ومعناه إلا إذا وجدناه بأيدي من حولنا.
كلنا بداخلنا هذا الطفل الصغير، ولكن العاقل منا من يعمل على ترويضه، لماذا؟ لأن الدنيا ليست دار كمال، لسنا في الجنة لنجد ما نشتهيه بين أيدينا بمجرد أن نفكر فيه، كل منا لا بد أن ينقصه شيء ما في دنياه، ونحن ننقسم في هذا الأمر إلي فريقين؛ فريق منا ينظر بعين الرضا إلى نصف الكوب الممتلئ فيسعد بحياته، وفريق آخر ينظر بعين السخط إلى نصف الكوب الفارغ فتصيبه الأمراض والعلل كمدًا على ما ينقصه.
احسمي أمرك، وحددي لأي الفريقين تحبين أن تنتمي، فإذا وجدت أنه من الأفضل أن تنتمي إلى فريق الرضا، فابدئي من الآن بجلسة مع حسنات زوجك وميزاته، اكتبي بصراحة وبكل موضوعية كل ما يميز زوجك، واجعلي هذه الميزات نصب عينيك دائما، وعندما تصلين لمرحلة الرضا عن حياتك فعليك بتحديد ما يضايقك في زوجك من تصرفات وما تحتاجينه منه، اذكري له هذه الأمور بكل رقة وفي لحظات الصفاء، وابدئي بما تعتبرينه أكثر أهمية بالنسبة لك، وشجعيه مع كل تقدم ولو كان بسيطا، ولا تترددي في أن تكوني أنت البادئة لتقدمي له نموذجا وقدوة.
أختي الفاضلة، يجب أن تضعي في اعتبارك الاختلافات الشخصية بين الرجال؛ فبعض الرجال – وقد يكون زوجك منهم – لا يحب أن يطلع غيره على خصوصيات علاقته بزوجته؛ فلا تلومي زوجك إذا لم يفعل مثل أخيه، ويكفيك أن يعطيك ما تريدين منه بعيدا عن أعين الناس.
وأحب أن أهمس في أذنك وأذن الكثير من الزوجات؛ لأنني كما قلت دائما: لا أتحمل إهدار الطاقات فيما لا يفيد، ويعز عليّ أن أرى امرأة مثلك وتحمل مؤهلك وفي سن الشباب والحيوية والطاقة والحماسة والقدرة على العطاء والبذل، ولكنها فارغة الذهن من كل الاهتمامات الهادفة، ولذلك فهي تهدر طاقتها النفسانية والذهنية والجسدية فيما لا يفيد، وتخسر سلامها النفساني؛ لأن زوج فلانة أحضر لها هدية ثمينة أو غيّر لها فرش منزلها أو غير ذلك من متاع الحياة الزائل... ويدفعها هذا لاختلاق أسباب الشقاق والنكد، وتنسى أو تتناسى أن المعادلة وحساباتها بهذه الصورة لن تكون في صالحها، وسيكون زوجها أول الفارين من عش النكد المصطنع.
والأولى بنا أن نبحث في داخلنا عن غاية وهدف نعيش لتحقيقه وننشغل به عن صغائر الأمور، فمتي أرى في بنات أمتنا العربية نموذج المرأة التي تتوقد حماسة وحيوية، وتمتلك من المهارات اللغوية والتقنية ما يمكنها من عرض مشروعها، ثم تتفاعل وتناقش وترد. فمتى تعي نساؤنا حجم التحديات التي تواجهنا؟! وهل يقدر لي أن أعيش وأرى النموذج الذي أحلم به للمرأة العربية؟!
ونرجو منك في النهاية، مراجعة إجابات سابقة لنا عن الغيرة، منها:
الغيرة ووهام الغيرة
أغار على زوجي من أمه وأخته!
صديقتي كثيرة الغيرة: أكمل ولا؟؟
أشك وأغار ولا أستطيع السيطرة على نفسي
الشك: أشك في زوجي!
من غيرتي عليه أصبحت لا أطاق!