السلام عليكم ورحمة الله،
أعزائي فريق "موقع مجانين" أهنئكم على موقعكم الأكثر من رائع، وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.. مشكلتي هي أنني حددت هدفاً في حياتي، وقد تستغربون منه وهو الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية، عمري الآن 23 عاما، لست سعوديا لكنني ولدت بالسعودية وأعمل بها، ولا يوجد استقرار وظيفي لأسباب منها أني أجنبي. وكنت أتمنى إكمال دراستي الجامعية، ولكن القانون يمنع من لا يحمل الجنسية السعودية من إكمال دراسته الجامعية.. فكرت وحاولت الهجرة لألمانيا.
سؤالي: هل ما أفعله صحيح بأن يكون هدفي في الحياة الهجرة لأمريكا ثم الحصول على عمل لتأمين حياة كريمة ثم الزواج؟ وبماذا تنصحوني؟
أعاني بعض الأحيان كذلك من ارتباك في التفكير؛ تارة أفكر في الزواج، وتارة في إكمال دراستي، وتارة في محاولة الهجرة بين الأمور الثلاثة هذه، وتمضي السنون دون أن يتحقق أي شيء، حاولت مراراً تخطيط حياتي لكن لا شيء؛ أبدأ بحماس وفي اليوم الثاني مباشرة لا شيء، ولا أدري لماذا؟
قرأت كتبا عن قصص النجاح وغيرها لمؤلفين معروفين مثل: فيلكس جاكسون، ودايل كارنيجي؛ لعلّي أستطيع ترتيب حياتي، وللأسف أبدأ بكل حماس ورغبة وإرادة، وبمجرد أن يمضي يوم أو يومان حتى ينتهي كل شيء.
والآن كل همي وتفكيري هو الهجرة لأمريكا لكن كيف؟ لا أدري؟!
شكرا لكم كل الشكر
13/8/2023
رد المستشار
أهلاً بك يا أخي السائل الكريم، أحسنت بالمراسلة معنا، فإن مجرد البوح بما يقلقك سيعينك على فهم نفسك أكثر، وسيريحك بعض الشيء من مشاعر التوتر والوحدة.
لو كان الأمر بيدي لقلت لكل شاب وفتاة إننا محتاجون جميعًا لبرنامج متكامل لإعادة بناء الذات، ربما أقول مبدئيًّا إنه يتضمن بنودًا ثلاثة: الوعي والمعرفة، وإعادة التأهيل والبرمجة، والعمل المباشر.
فعلى صعيد الوعي والمعرفة يمكن أن نتحدث عن البرامج التعليمية بأنواعها، وعن الوعي بالذات ثقافيًّا وتاريخيًّا، وعن المعرفة بالعالم الذي نعيش فيه. وعلى صعيد التأهيل والبرمجة نحتاج إلى التدرب على التفكير السليم، وإدارة ذواتنا بشكل إيجابي، وتخطيط يقوم على الواقعية واستثمار المتاح..... ولعلي أتحدث عن العمل المباشر في فرصة أخرى أوسع.
وبالنسبة لك فإن الهجرة وحدها لا يمكن أن تكون حلا لأي مشكلة، وأعرف شابًّا تخرج في كلية الطب، ولم يقتنع إلا بأن وصوله إلى أمريكا هو الشرط الحتمي، والبداية اللازمة للنجاح، وأن الفرص هناك ملقاة على قارعة الطريق... إلخ من الأوهام والأساطير التي تعشش في أذهان أغلب شبابنا!! والنتيجة أن صاحبنا أنفق مالاً وجهدًا كثيرًا، وقام بالعديد من التلاعبات التي وضعته هناك بتأشيرة سياحية لا تزيد عن العام عاد بعده يجر أذيال الخيبة، اللهم إلا من بعض هدايا لأطفال العائلة!!
والمقصود هنا أنه لا بد من تحديد برنامج تذهب إليه هناك، مثل تسجيل في دراسة أو مراسلة جامعة لاستكمال التعليم، وكذلك لا بد من تدبير الأموال اللازمة للإقامة هناك سواءً بمنحة ضمن الدراسة أو غير ذلك من المصادر، أو أن يكون هناك وظيفة محددة تعرف أبعادها، وتتسق مع بقية طموحاتك في الدراسة أو غير ذلك.
أما السفر هكذا دون تخطيط لهذه الأساسيات، ففي أحسن الأحوال سيضعك في عمل مؤقت ينهك بدنك، ويعطيك القليل؛ لأن مستوى الحياة هناك ليس بالبسيط، وبخاصة لمن يريد تكوين أسرة. ليس العيب في تفكير الهجرة نفسه، ولكن في عدم وجود خطة واضحة لما ستفعله هناك، وكيف ستفعله؟!!
أعرف طبيبًا آخر أحب أن يسافر إلى الخارج فبدأ بالعمل لسنوات في بلدك الأصلي، ومن مدخراته هناك ذهب إلى بريطانيا، وأنفق منها حتى استطاع استكمال الدراسة والحصول على عمل، فهل لديك قدر من المدخرات يكفيك لتدبير الاستقرار في الغربة ريثما تنفذ تخطيطك فيما يخص الدراسة أو العمل؟! بل هل لديك تخطيط أصلاً فيما يخص هذه أو تلك؟!
وترتيب الأولويات والمفاضلة بينها يبدو هامًّا للغاية في حالتك، وأعتقد أن استكمال الدراسة يبدو أسهل في بلدك الأصلي، وجمع المال يبدو نسبيًّا أفضل في بلد إقامتك الحالية، والهجرة تحتاج إلى ما حدثتك عنه، والزواج يحتاج إلى استقرار على خط المستقبل
وتابعنا بأخبارك.. ولعل إجابتي هذه عليك قد أضاءت بعضًا من جوانب المشهد.