السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه من نصائح لخدمة المسلمين. سؤالي يتلخص في أنني مقبل على التقدم لخطبة فتاة زميلة لي في العمل، ربطني بها الود والألفة، وأيضا نتفق معًا في مجموعة من الصفات والأخلاق، وأحس أنها ستكون إن شاء الله زوجة جيدة، غير أنني متردد قليلا؛ حيث إن فارق الطول بيني وبينها كبير؛ فهي أطول مني بحوالي 20سم؛ فأنا طولي 160سم وهي طولها 180سم.
غير أن هذا الفارق لا يؤثر على العلاقة بيننا؛ فهي تحبني وأنا أحبها، ولكني أعلم أن الحب وحده لا يكفي ليقيم علاقة زوجية متكاملة.. بل هناك اعتبارات يجب أخذها في الحسبان، وهي اعتبارات أساسية ومهمة كالدين والخلق..
فهل لو كانت هذه الفتاه تحقق لي هذه الاعتبارات بجانب أنها تحبني وترغبني..
أتقدم للزواج منها، وأتجاوز مسألة الطول وكلام الناس السخيف، أم ماذا أفعل؟
26/8/2023
رد المستشار
الأخ الكريم، في مسألة اختيار شريك الحياة نحن نؤكد دائما على أنه لن توجد الصورة الكاملة؛ لأن الكمال لله وحده، وعلى كل منا أن يحدد ما يريده بالضبط في شريك حياته، وما يتحمل غيابه، ولن يحدد هذا إلا الشخص نفسه، وأنت ترى أن كثيرًا من الصفات التي تريدها في شريكة حياتك قد توفرت في هذه الفتاة، وهذا بالإضافة لحبك لها، ولكنك قلق من أمر طولها ومن كلام الناس السخيف، ولن يفصل غيرك في هذا الأمر؛ لأنك الأدرى بنفسك: هل أمر الطول يعتبر بالنسبة لك من المسائل الحيوية التي لن تتنازل عنها في الصورة التي استقرت في ذهنك لشريكة حياتك أم أنه أمر ثانوي ويمكن التغاضي عنه؟
إذا كان هذا الأمر ثانويا بالنسبة لك، وكنت تستطيع أن تتحمل كلام الناس ونظراتهم السخيفة.. فتوكل على الله وتزوجها، وتذكر دائمًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم".
وإن كنت لا تقدر على ذلك فلا تتزوجها، ولكن عليك أن تضع في اعتبارك وحساباتك أن الأخرى التي سترتبط بها سيكون بها عيوب أخرى، والأمر لك أولا وأخيرا، وقد يفيدك أن تطلع على: اختيار شريك الحياة.. الصورة الكلية أهم، ولا تنس استخارة المولى عز وجل. ونحن قد تناولنا من قبل مشكلات الطول والقصر والبدانة والنحافة في إجابات سابقة، مثل:
أيزو الجسد...واستخدام الميكروسكوب مع عيوب الشريك
نحيفة.. سمينة هكذا أجساد الأمهات
البدانة من الجمال إلى القبح
الزواج من بدينة.. تنفيذًا للوصية
هل عبادة الصورة شرك؟
أخي الكريم، كلمة أخيرة أحب أن أقولها للتافهين ممن يتخذون خلق الله مادة لسخرياتهم السخيفة؛ حيث إنني وفي ظل هذه الظروف والكرب والهم الذي تعيشه أمتنا أجدني لا أستطيع تحمل أن تهدر طاقاتنا النفسية والجسدية وأوقاتنا في توافه الأمور-: الدنيا من حولنا تتحرك، وأعداؤنا لا يضيعون وقتهم، ونحن –للأسف- غارقون في توافه الأمور وفي الاختلافات وتدبير المكائد وتدمير نفوسنا بالأحقاد والضغائن.
ومن عجب أنني كنت أتحدث مع إحدى صديقاتي التي تدرس الدكتوراه في ألمانيا، فسألتها عم يفعل العرب والمسلمون في ظل الأحداث الراهنة؟ وهل لهم تواجد مؤثر في دعم قضايانا وفى فضح ممارسات الصهاينة والأمريكان؟ فردت عليّ بقولها: للأسف الشديد هم غارقون في تدبير المكائد؛ فهل بعد ذلك ننتظر نصر الله لنا ونحن لم ننصره بأي عمل إيجابي؟!!