مساء الخير مستشاري مجانين
أنت فين دكتورة أميرة أنا مستنياكي من زماااااان أرجو الرد على سؤالي بمنتهى السرعة.
أنا فتاة أبلغ من العمر 26سنة، رومانسية، طالما حلمت بالحب، وكنت دائما أرى ابنة عمى التي تزوجت ابن عمي عن حب 8 سنوات قدوتي دائما في الحب، وكنت أريد أن أكون مثلها، ولكن لم أنل حتى ربع ما نالته، فقد دخلت في علاقة عاطفية دامت سبع سنوات من سن 14 سنة إلى 21 سنة، ولأني كنت عنيدة جدا ومصممة على نجاح هذه العلاقة ولكن كان حبيبي مراهقا جدا وكان ينقصه عقل ناضج.. ففشلت العلاقة.
وبعدها صممت أيضا على الحب فكان كل واحد يتقرب لي مناسب أتخيله زوجا، حتى وقعت في ست علاقات فاشلة من طرف واحد استنفدت كل مشاعري وتحطمت كل قواي وأيقنت أن ليس لي نصيب في الحب، حتى حدثت المفاجأة وتقدم إلي شاب يكبرني بسنة ونصف، مناسب إلى طبيب مثلي، وأبدى إعجابه بي من أول لحظة جلس فيها معي، وكان أبي يشكر فيه منذ ثلاث سنوات ماضية ويتمنى أن يكون من نصيب ابنته.
فأحببته من غير أن أعرفه، وطبقت كل مشاعري عليه بمجرد دخوله البيت، خاصة أني كنت أسمع عنه كل خير، ولكن كانت لديه مشكلة هي أنه كان يريد أن يجلسني في بيت العائلة، وهذا الوضع لا يناسبني، فأنا طبيبة وأريد أن أمارس عملي، ولكنه قال لي هذا طلبي الوحيد فتقبليه وسوف ترين ماذا أفعل لك فتقبلته ولكن ما رأيته بعد ذلك كان غير مطمئن.
فكان يريدني أن أتنازل دائما ولا يشبع.. بل إنه يطمع بالزائد.. متكبر دائما ويحس أنه أفضل من الناس جميعا، دائما يقول: "أنا كده إن كان عجبك، ده اللي عندي".. فلم أتحمل كثيرا وفسخت الخطبة بعد أربعة شهور، والغريب أنه لم يعد إلي أبدا فهو قاس في الخصام، حتى بعد معرفته بقدوم شخص إلي لخطبتي، والآن يتقدم إلي شخص آخر ذو خلق ودين ويحبني بشدة، ولكني لم أعد أثق في الرجال وحبهم ورفضته أكثر من مرة.
وأنا أعرف نفسي فأنا مجروحة بشدة، والشيء الوحيد الذي يرد اعتباري وينسيني جرحي هو رجوع حبيبي إلي واعتذاره إلي ولكني أخاف من هذا الشعور، حيث ينتابني شيء من الانتقام، ولكني أعلم أنه ليس لي طاقة بهذا الشيء، ماذا أفعل؟ لم أعد أستطيع أن أعطي الحب أبدا لمخلوق، خاصة بعد صدمتي الأخيرة، وأخاف أن أظلم شخصا لا ذنب له بهذه الحالة مع العلم بأن من طبيعتي الوسواس للمستقبل الذي يؤرقني دائما ويجعلني أخسر الكثير.
فهل كان علي أن أصبر على خطيبي أكثر من ذلك أم أنني اتخذت الطريق السليم علما بأني تكلمت معه بشأن البيت ولم يستجب، بل كان يريدني أن أترك عملي وأجلس في البيت وكان يعلم أمه وإخوته بكل ما يدور بيننا ولم تعجبهم شخصيتي حيث إنهم يريدون شخصية يستطيعون تسييرها.
أنتظر رأيك بفارغ الصبر فلا تتأخري عليّ
وشكرا من القلب
27/7/2023
رد المستشار
لم يجرحك أحد أبدا يا ابنتي.. فأنت من جرحت نفسك.
وأعلم أن حديثي سيصدمك، ولكنها الحقيقة.. لو فكرت معي قليلا.. سبع سنوات علاقة حب مراهق، وستة من بعهم كلهم باءوا بالفشل وكانوا جميعا من طرف واحد!! فالحب ليس طفلا تائها نبحث عنه حتى نجده! فالحب مسؤولية وعطاء وتبادل واحترام بين الطرفين فإن لم يتوافر ذلك فسيكون الفشل حتما، فأنت لديك طاقة عاطفية وطاقة عطاء وهذا رائع ويتمناه كل حبيب من محبوبته.
ولكن الأهم أن تكون تلك الطاقة رشيدة ناضجة، نعطيها لمن يستحق ويفهمنا ويشاركنا أحلامنا وجهدنا في العطاء؛ لذلك أرجو ألا تكوني قد غضبت مني، فأنا هنا من أجلك أنت، ثانيا كفي تماما الآن عن الدخول في علاقات ولا تفكري بحبيبك المزعوم؛ فهو واضح ولم يكذب عليك ولا أهله كذلك، فهو يريدك زوجة منزل تحتاج لزوجها وتعيش مع أهله في سلام وهذا عكس أحلامك.
فلا تعطي لمن لا يناسبك مرة أخرى، وخذي فترة هدنة أعلني فيها تمردك على وضعك السابق مع نفسك وأنك ستعطين قلبك لمن سيعطيك قلبه وسيبادلك اهتماما باهتمام ومسؤولية بمسؤولية ولا تبحثي عنه فسيأتي وحده وستجدين نفسك زوجة له بقدر من الله.
انتبهي الآن لعملك وضعي مع نفسك تصورا لصفات تريدينها من زوج المستقبل تتناسب معك في كل شيء كشخص وكزوج وكأب وحاولي ألا تقتربي إلا ممن يقترب من هذا التصور ولا تنسي أن الشخص الكامل غير موجود ولكن الاقتراب ممن نتصوره لنا مناسبا يكون اختيارا موفقا ويبشر بزواج موفق.