الطب النفساني الديني: الجهود والجن!

رد المستشار

الأخ المتصفح الفاضل "مسعد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
 
رغم أن صفحة استشارات مجانين مخصصة للرد على الاستشارات الخاصة بالمرض النفساني والمشكلات الحياتية والبيشخصية، إلا أن دور الموقع بصفة عامة هو التثقيف النفساني ولهذا السبب لا نجد حرجا في الرد على سؤالك باختصار، فهو سؤال يحتاج كتابين على الأقل للرد عليه، الحقيقة أن هناك جهودا كبيرة بذلها علماء نفس مسلمون في العصر الحديث، منهم الأستاذ الدكتور محمد عثمان نجاتي والأستاذ الدكتور مالك بدري (رحمهما الله) وكثيرون غيرهما، وهؤلاء قاموا بجهد كبير في البحث في التراث الإسلامي، وقد صدر فعلا مجموعة كتب علم النفس في التراث الإسلامي ضمن سلسلة تيسير التراث عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وفيها كثير مما نستطيع اعتباره مقدمات، وفيها ما نستطيع اعتباره نظريات كاملة.
 
 كما أن هناك جهودا يبذلها أطباء نفسانيون من أمثال الزميل الدكتور محمد المهدي؛ حيث كتب نظرية عن مستويات النفس الإنسانية وعن العلاج النفسي في ضوء الإسلام، وهذا طبيب نفساني وليس مختصا بعلم النفس، وكذلك د. محمد كمال الشريف صاحب النظرية الإسلامية الأولى، وهناك إصدارات الشبكة العربية للعلوم النفسية وهناك إسهامات موقع مجانين في اضطرابات الطيف الوسواسي، وبشكل أخص ما يتعلق بالعلاج السلوكي المعرفي لأعراض الوسواس القهري ذات المحتوى الديني، ومن المؤكد أن هناك ما هو أكثر لكنه متناثر، وما زالت كل جهود المهتمين بهذا النوع من البحث، نفتقد الاهتمام من الجمعيات والهيئات الرسمية، واقرأ في ذلك:
 الدين والعلاج النفساني2
 
 أما شق السؤال هل هناك طب نفسي إسلامي دون أن يكون هناك علم نفس إسلامي، فإن الإجابة عليه هي أن هناك علم نفس إسلاميا بالفعل لكنه متناثر، وتعتبر أول محاولة لتجميعه هي محاولة المعهد العالمي للفكر الإسلامي المذكورة، وبالإضافة إلى ذلك هناك بعض الكتب المتناثرة التي رأيت بعضها، منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب عن أنواع الشخصيات للحاكم بأمر الله الفاطمي، وقد وضع فيه تصنيفا للشخصيات أستطيع وصفه بأنه أفضل من التصنيفات الحديثة، وأقرب إلى شخصية الإنسان العربي المسلم. ولكن هذا الكتاب غير منتشر ومثله الكثير.
 
 إلا أن هناك نقطة في منتهى الأهمية تتعلق بتسمية طب نفسي إسلامي والتي أصبحنا نرى أنها انطلقت بسبب انطباع سطحي أخذناه عن ممارسة الطب النفساني الغربية حيث اعتبرنا التيار السائد أو الرسمي في الطب والعلاج هو الوحيد الوجود، وأن كلا من الطبيب النفساني المسيحي أو اليهودي لا يمتلك في دينه ما ينفع به الناس على مستوى العلاج وهذا انطباع ثبت خطؤه، وبالتالي أصبح من الإنصاف أن نتكلم عن علم نفس ديني وطب نفساني ديني والواقع أن ما نستطيع مساعدة الناس به موجود في كل دين والعناصر الأساسية المطلوبة تكاد تكون واحدة بغض النظر عن الدين خاصة بالنسبة للديانات السماوية، أي أن يكون هناك طب نفساني ديني أو يعترف ويهتم بتفعيل المفاهيم الدينية بحيث تساعد المريض في التغير أثناء العلاج.
 
 وأما بالنسبة لموقف الطب النفسي من الجن والسحر وتأثيرهما على الإنسان، فإن الطبيب النفساني المسلم يؤمن بوجود الجن والسحر والحسد والمس؛ لأن هذه كلها أشياء مذكورة في القرآن الكريم لوجودها (هذا من ناحية وجودها)، ومن ناحية أنها تؤثر في الإنسان، أما ما يختلف فيه الطبيب النفساني المسلم مع الآخرين فهو أعراض السحر أو المس أو الحسد؛ فهناك أعراض معروفة بأنها أعراض اضطرابات نفسية يعرف الطبيب النفساني طرق علاجها وكيف يتعامل معها، ولا يجد أثناء عمله ما يستدعي إدخال الجن أو السحر أو الحسد أو المس في الموضوع، أي أنه يستطيع أن يتعامل مع معطيات عالم الشهادة.
 
 نحن لا نستطيع أن ندعي العلم الكامل بتأثيرات هذه القوى الغيبية على الإنسان، وندعو من يستطيع أن يقدم لنا ما يمكن اعتباره علما في هذا الموضوع بحيث تكون معطياته قابلة للتكرار إذا توافرت لها نفس الشروط ونفس الظروف تكررت بهذا المعنى فهنا تكون ظاهرة علمية نستطيع أن نعتمد عليها.
 
 واقرأ على مجانين:
 الطبيب النفسي ينكر أثر الجن والسحر والعين مشاركة
 وجود الجن بالعقيدة الإسلامية
 هل صحيح أن الجني يدخل جسد الإنسان؟
 الجن بين الدين والطب والعلم
 الجن وعقل الإنسان
 نفس اجتماعي: سحر وحسد وتلبس، جهل نفسي
 
 ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.

المستشار: أ.د وائل أبو هندي