السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخوتي مشرفي صفحة استشارات مجانين، أعلم مسبقًا أن رسالتي طويلة وتحتوي على بعض التفاصيل المحرجة والخاصة والتي لم أكن لأبوح بها لأحد أيًّا كان لحساسية الموضوع، إلا أن موقعكم وبناء على متابعتي له ولثقتي بمشرفيه وجدت أنه يريح من يبحث عن استشارة أو حل لمشكلته على الأقل لو من باب التنفيس عما يدور في النفس.
ملخص عرض المشكلة: إن زوجتي مقصرة في حقي من ناحية الجنس؛ إذ إنها لا تمكنني من نفسها في كل طهر إلا مرة أو مرتين –بدون مبالغة-، مدعية العديد من الأسباب، لكن أهم سبب هو أنها تتألم من العملية الجنسية ولا أدري ما السبب حتى الآن، ولا أدري هل هذا الأمر طبيعي عند كل الناس أم أنه حالة مرضية أو ما شابه ذلك؟ خصوصا أنه من غير اللائق التحدث مع أصدقائي عن حياتهم الجنسية، وهل يعانون مما أعاني؟ وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية.
التفصيل: متزوج منذ سنتين، عندي طفل عمره سنة، ومنذ أن ولدت زوجتي وانتهت من النفاس تغيرت حياتنا الجنسية ولم تعد كما كانت قبل الولادة وفي بداية أيام الحمل، في الوقت الحالي هي تستخدم حبوب منع الحمل؛ لأننا نرغب في تأجيل الإنجاب التالي، ولا أدري هل هذه الحبوب هي السبب فيما أعاني؟ وقد أخبرتني زوجتي بعد الولادة أنها في المستشفى أجروا لها عملية لتوسيع المهبل أثناء خروج الطفل ثم استخدموا الخياطة للجرح.. فهل يمكن أن يكون هذا سببا أيضا؟
والأدهى من ذلك أنها ليست ترفض الجماع فحسب بل كل أنواع الإشباع الجسدي من ضم وتقبيل وغيره، وهو ما يجعلني أحيانا أتضايق نفسيا ويقع مني الزلل والخطأ بوسوسة من الشيطان فأشاهد بعض الصور الإباحية على الإنترنت أو استرق النظر إلى بعض القنوات الفضائية والتي لا توجد عندي في البيت ولكن أشاهدها بشكل عارض خارج البيت.
وإنني أخشى على نفسي من كثرة اشتداد الشهوة ثم انطفائها بدون تصريف صحيح، وحتى عندما أسيطر على رغبتي في مشاهدة الصور الخليعة على الإنترنت ولا أشاهد أي قناة فضائية تبرز الفتيات أشباه العاريات يبقى المؤثر الأكبر والأكثر واقعية وهو زوجتي نفسها، حيث إني أحبها وأحمد الله على ارتباطي بها فلا ينقصها شيء من ناحية الجمال والجسد لكن تبقى مزاجيتها المتقلبة ونفسيتها المتذبذبة عائقا أمام إمتاع النفس بهذا الجسد الغض.
أرجو أن أختصر عليكم شيئا من الطريق حينما أقول لكم لا تقولوا لي اجلس معها صارحها فاتحها، فسأقول لكم تمهلوا، وأرجو ألا تتعجبوا حينما أقول لكم لقد جلست معها عدة مرات وحادثتها فأحيانا تغضب وتتهمني بحبي الشديد للجنس، وأنني لا أراعي ظروفها ولا أهتم إلا بنفسي ورغبتي فقط.
وأحيانا تتمسكن وتقول لي بأنها ترغب فيما أرغب به لكنها تتألم أو غيره من الأعذار، ولقد حدث موقف ذات مرة حينما حادثتها وصارحتها ووضحت لها ما أريده وما يحصل في الواقع فأظهرت رضاها بما أقول وعندما صحوت بالصباح وجدتها قد كتبت لي رسالة تبين أنها تريد تلبية رغبتي لكن يمنعها بعض الأسباب كما ذكرت وأظهرت لي الحب والمودة في هذه الرسالة، وهو ما جعلني أتعاطف معها وكتبت لها ردا مباشرة (وكنت قد حضرت لتوي من صلاة الفجر).
وذهبت بعد ذلك لعملي وعندما عدت بعد الظهر وجدتها غاضبة وصامتة ولا تتحدث معي ولم أقل لها شيئا حتى مضت ساعتان أو ثلاث وكنا نستلقي على الفراش عصرا، وحاولت معرفة ما يدور في خاطرها فانفجرت في وجهي قائلة: الآن عرفتك على حقيقتك والآن عرفت ما يدور في نفسك والآن... فقلت لها: مهلا أنا كتبت ردا أعتبره من داخل نفسي على رسالتك فماذا تقصدين؟
المهم أنها غضبت بسبب أنني كتبت لها أستعطفها في رسالتي فيما معناه: أين تريدينني أن أذهب؟ إلى الإنترنت وفتياتها العاريات؟ أم إلى الفضائيات وما تحويه مما يفجر العروق من شدة اندفاع الدم؟ أم أصحب مجموعة من شياطين الإنس إلى بعض البلاد القريبة لأنظر إلى الغانيات (فقط قلت أنظر ولم أقل أزني أو أتزوج عرفيا!!)، وكانت هذه الكلمات سببا في جفاء استمر بضعة أيام بيننا، ولا أدري لماذا غضبت وأنا كنت أسألها فقط مجرد تساؤل، وأنا ولله الحمد بعيد عن ممارسة هذه الأشياء بشكل دائم أو صريح.
ومع ذلك قلت في نفسي سأطبق ما سمعته من الشيخ جاسم المطوع في إحدى دوراته حينما قال: أفضل وسيلة للحصول على الحب هي منح الحب للطرف الآخر، وفعلا كنت أفعل ما بوسعي من الذهاب بها إلى التنزه وإلى التسوق، وكنت أسافر بها في إجازاتي لبعض البلدان القريبة، لكن للأسف هذه الأمور أثرها في زوجتي قليل.
وللأسف أيضا أنها أحيانا تنظر إلى الجنس وكأنه مكافأة للرجل وليس حقا مشروعا، فإذا ذهبت بها أو اشتريت لها شيئا وأعجبها ذلك قالت: أنا أحبك وسأجعلك الليلة تفعل كذا وكذا!! وعلى النقيض فهي تفكر بأنها تعاقبني عندما تحرمني من حقي الجنسي إذا اختلفنا حول أي موضوع. وأنا لا ألوم إلا نفسي فأنا الذي أخرجتها من بيئتها المتواضعة إلى معيشة تتمناها أي فتاة وحتى أخواتها يحسدنها على ما هي فيه معي من راحة ورغد عيش، وأنا أخشى أن تنازلاتي المتكررة وتواضعي لها بشكل دائم هو ما أودى بالجانب الجسدي من علاقتنا.
لقد عرض عليّ في عملي أن أسافر إلى دولة عربية قريبة من أجل دراسة دورة في مجال العمل لمدة شهرين، لكني رفضتها حتى لا تتصور زوجتي أنني أتعذر بهذه الدورة لأجل السفر خارج البلاد وأنا الذي لم أخرج من الحدود منذ تسع سنوات، وإني أتوقع أن يتكرر العرض عليّ لأجل هذه الدراسة بعد سنة تقريبا فهل أرفض لأجل ألا تشك زوجتي بي؟
مهما كتبت ومهما بذلت من جهد لأبين ما أنا فيه فلا شك أن من يده في النار يختلف عمن يده في الماء، ولقد حاولت الاختصار في هذه الرسالة لكن تدفقت مني الكلمات بمجرد أن بدأت الكتابة وإن كنت في الحقيقة أسترق الوقت لأدخل إلى حجرة الكمبيوتر وأكتب حتى لا تراني زوجتي. والمؤسف أننا أحيانا نتجاوز عقبة الموافقة على إجراء العلاقة الجنسية وتكون زوجتي هادئة الطبع ذلك اليوم، وحينما تبدأ المغازلات والأوقات الرومانسية يفاجئني الصغير الذي يصحو من نومه مثلا ويصرخ ويغضب أمه وأكون أنا الضحية.
وحتى لو تجاوزنا أمر الطفل وكان نائما نوما عميقا فإن زوجتي تريد قضاء العلاقة والانتهاء بأسرع وقت، وأما اندماج الأجساد والتحامها والضم بين العشيقين حتى يكونا شيئا واحدا فهذا الشيء أسمع به وأتمناه لكن هيهات!! فهي ترى عضوي وكأنه فك مفترس أو وحش كاسر لا تريده أن يلمسها أو يقترب منها وحتى لو حصل ذلك عرضا فإنها تصرخ وتولول وتنهرني وكأنني أهنتها.
والطامة الكبرى لو أصابها شيء من سائل المذي الذي يخرج عند اشتداد الشهوة فقد يتعطل كل شيء، وعبثا حاولت إفهامها بأن هذه السوائل جعلها الله سبحانه لأجل تسهيل العملية لكنها تدعي أنها لا تتقبل هذا الشيء، فكيف بها لو قرأت في صفحتكم عن العديد ممن يسألون عن الجنس الفموي!!
ختاما.. لا يهمني أن تجيبوا على هذه الرسالة علنا أو برد خاص لي، المهم أنني فرجت ونفست شيئا مما يغلي بداخلي والله وحده يعلم كم هي الليالي التي بت فيها تبلل دموعي مخدتي حينما أطلب من زوجتي ما أباح الله وترفض، وإنني في كل مرة أقول في نفسي لقد سامحتها حتى لا تتعرض للوعيد وتلعنها الملائكة حتى تصبح.
وقد رأتني مرة من المرات أبكي فاستغربت، وكادت تبكي لبكائي وألحت عليّ لمعرفة السبب فلما أخبرتها ثارت وغضبت وأعطتني ظهرها ونامت، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تبذلون لمساعدة الشباب وإيجاد أيسر الحلول لمشاكلهم .
15/8/2023
رد المستشار
بل ندرك أخي الكريم مقدار معاناتك وأنت تتألم في صمت وتتضور جوعا وعطشا، والكأس بين يديك، ولكنك لا تصل إليها ويحال بينك وبين الارتواء منها، ولن أبالغ إذا قلت لك بأن كلماتك كادت تبكينا، وما خفف من ألمنا أننا كنا ملاذك الآمن وأنك وجدت بعض الراحة عندما بثثتنا همك، ونتمنى أن يوفقنا الله ويعيننا على مساعدتك وأن يجعلنا عند حسن ظنك بنا.
أخي الكريم، رسالتك بها بعض الأمور غير الواضحة، حيث ذكرت أن علاقتكما قبل الولادة كانت مرضية لك ومشبعة لاحتياجاتك، ثم تغير الأمر تماما بعد الولادة، وأرجعت زوجتك هذا التغير لشعورها بالألم الشديد أثناء الممارسة، ورغم ذلك فقد لاحظت عليها أيضا نفورها الشديد من أي ممارسات جسدية أخرى مثل الضم والتقبيل وخلافه، وكذلك لاحظت عليها أنها تساومك أو تتبع أسلوب المكافأة معك، فهل تواجد هذا النفور وأسلوب المساومة هذا قبل الولادة أم أن هذا الأمر تزامن مع بدء الشعور بالألم؟ وإجابة هذا السؤال تعيننا على فهم أبعاد المشكلة، وتوضح هل هذه الأعراض مجتمعة تعتبر أعراضا لمرض واحد أم عدة أمراض؟ وأي من هذه الأعراض كان نتيجة للآخر؟
وبقدر المعلومات المتاحة في رسالتك يمكننا أن نسلط الأضواء على النقاط التالية:
* عندما شكت لك زوجتك أن علاقتكما معا تسبب لها الألم تقاعست عن طلب العلاج وسؤال المختصين، ورفضت أن تسأل حتى أحد معارفك بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن إفشاء أسرار العلاقة الخاصة بين الزوجين، فهل طلب العلاج لمشاكل العلاقة يعتبر من الأسرار التي يجب عدم التحدث بها والتي نهى الرسول عن الخوض فيها؟ بالطبع لا والرسول الكريم كان يقصد الحديث في هذا الأمر بدون داع وبدون ضرورة والتندر مع الأصدقاء بتفاصيل ودقائق العلاقة، فلا يجوز أن تقول زوجتي فعلت معي كذا وكذا أو أثارتني بكذا.
* الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعل هذه الممارسة متعة للزوجين وهيأ مهبل المرأة لهذه الوظيفة؛ فالشعور بالألم أمر غير طبيعي ويحرم المرأة من الشعور بأي لذة أثناء الممارسة، وأسباب حدوث الألم متعددة، منها ما هو عضوي (كالالتهابات والتقرحات والجروح وغير ذلك) ومنها ما هو غير عضوي، وجفاف المهبل (الناتج عن قصور –سواء كميا أو كيفيا- في مرحلة الملاعبة التمهيدية قبل الإيلاج، وربما ينتج أحيانا عن استخدام الهرمونات في منع الحمل، سواء من خلال الحبوب أو الحقن) يعتبر من أكثر الأسباب شيوعا، والمشكل أن جفاف المهبل هذا يعيق عملية الإيلاج ويؤدي إلى الشعور بالألم، والألم (الناتج عن أي من الأسباب السابقة) يعيق الشعور بأي لذة وهو ما يزيد من حدة جفاف المهبل وشدة الألم، وتجد المرأة نفسها وكأنها تدور في دائرة مفرغة من الألم وعدم المتعة.
ومما يضاعف من حدة المشكلة شعورها أن الزوج لا يهتم بمشاعرها ولا يشغله إلا قضاء وطره ولسان حاله يقول: "يجب أن تتحملي أنت لأنني لا أستطيع التحمل"، هذه الرسالة تضاعف من نفور المرأة وزهدها في الممارسة الجنسية؛ لأنها تكرس عندها قناعتها بأنانية الرجل وإيثاره لسعادته على مشاعرها وأحاسيسها المرهفة، فالقاعدة الذهبية الواجبة الاتباع: "يجب تجنب الإيلاج طالما كان مؤلما، ويمكن الاستمتاع بالممارسات الأخرى -مع تجنب الإيلاج- حتى يتم علاج مسببات الألم".
* البداية في التعامل مع مشكلتك لا بد أن تكون بالتفاهم مع زوجتك وإقناعها بأهمية هذه الممارسة –ليس لك فقط– ولكن لحياتكما معا، وضح لها أن غياب العلاقة الزوجية الصحيحة والتي تشبع احتياجات الطرفين تؤثر وبشدة على مستقبلكما، وكن حازما في رفض أسلوب المساومة، مع التأكيد على أنك لن يهنأ لك بال وهى تتألم؛ ولذلك فإن عليكما الآن البحث عن مسببات الألم وعلاجها، وذلك باستشارة متخصص في أمراض النساء لاستبعاد الأسباب العضوية، وعلاجها إن وجدت.
إذا اتضح لكما غياب الأسباب العضوية، فإن جفاف المهبل نتيجة غياب أو ضعف استثارة زوجتك يصبح هو السبب الراجح، وفى هذا الصدد يفيدك أن تطلع على إجابات سابقة لنا حول برود الزوجة ومنها :
باردة كأخواتها.. زرعنا الثلج فحصدنا الجليد
أ.ر.ق النساء: الرغبة الجنسية قاصرة النشاط في النساء
البرود الجنسي في النساء
في علاج البرود والخيبة.. وصايا خبيرة
الزواج الثاني.. وفتور الزوجة الأولى
فتور الزوجة –الماء والتيمم- نصيحة وعتاب
ويجب عليك مراعاة الاهتمام بالمداعبة قبل الجماع والاهتمام ببث زوجتك مشاعر الحب بعده، حتى تجد في هذه الممارسة الجنسية إشباعا لاحتياجاتها العاطفية، وهذا الإشباع يجعلها تقبل على الممارسة بحب، ويفيد زوجتك أن تكثر من التعبير عن حبك لها بالقبلات والضم بعيدًا عن الفراش وبدون أن تربط هذه الأفعال بالممارسة الجنسية دائما، فاستمتاعها بتعبيرك عن حبك لها يجعلها تحب منك هذه الأفعال. وربما يستلزم الأمر تغيير الحبوب كوسيلة لمنع الحمل أو استعمال (جل) مهبلي قبل الجماع لترطيب المهبل وتسهيل الإيلاج.
* إذا لم تتحسن حالة زوجتك فقد تحتاجان معا للعرض على إخصائي نفسي متخصص في شئون العلاقات الزوجية ليساعدكما معا على تخطي أزمتكما الحالية؛ لأن الأمر قد يحتاج عندئذ لعلاج بنفس طويل.
أخي الكريم، في كل الأحوال لا بد أن تبذل كل السبل للوصول إلى صيغة تحقق الرضا لكما، فإذا فشلت في تغيير الوضع الراهن رغم سلوكك كل السبل، ورغم حرصك على التحاور معها والتعرف على احتياجاتها ومصارحتها باحتياجاتك، ورغم كونك التمست لك ولها الثقافة الجنسية اللازمة، فلن يكون الحل أبدا أن تبيت طاويا تبكي آلام الرغبة، ولن يكون الحل بالهروب للإنترنت أو الدش، قد يكون الحل في دراسة أمر الزواج الثاني، ومناقشة هذا الأمر مع زوجتك -بعد استنفاد كل سبل العلاج– قد يجعلها تعيد حساباتها ويستثير غيرتها لتتحرك لإرضائك، وهذا الأمر تستقل بتقديره بناء على ظروفك الحياتية.
أما بالنسبة لأمر المنحة الدراسية، فرجاء أن تدرس الأمر من كل جوانبه، وأن تضع نصب عينيك مستقبلك العلمي والمهني والخبرات التي سوف تحصل عليها خلال هذه المنحة، وكذلك عليك أن تضع في اعتبارك مصلحة طفلك، وقد تجد الحل في اصطحاب زوجتك وطفلك ليكونا في كنفك ورعايتك، ولكن لا تجعل خوفك من شك زوجتك يثنيك عما يحقق لكما جميعا المصلحة، وتأكد أننا معك دائما فبثنا همومك وتابعنا بالتطورات.