مساء الخير عليكم
أنا فتاة عمري 18عاما، تزوجت منذ عدة شهور بعدما أنهيت دراستي الثانوية. أنا وزوجي نحب بعضنا جدًا جدًا، ولكنني أعاني من عدم غيرة زوجي عليّ مع أنني والحمد لله جميلة جدًا، وقد كنت وما زلت محط أنظار الكثير من الشباب وزوجي يعلم ذلك، إذ إن ثلاثة من أصدقائه كانوا معجبين بي.
ما يحيرني أنه برغم حبه الشديد لي فهو لا يغار أبدًا. فهو لا يمانع إن ذهبت إلى الطبيب النسائي أو إن مازحني صديقه، أو إن ذهبت مع صهري "لوحدي" في السيارة، أو إن لبست حجابًا لافتًا للنظر، وأشياء كثيرة أخرى.. إنني حساسة وأحب أن أسمعه وهو يقول: "لا تفعلي هذا الشيء فأنا أغار".
أرجوكم أرشدوني.. ماذا أفعل؟ وكيف أجعله يغار علي؟ فأنا أحزن كلما فكرت في الموضوع، مع العلم أنني ألمحت له بما أشعر، فقال بأنه يغار، وعندما سألته: من ماذا، نظر إلي بتفكير وأجاب: "لا أدري". ساعدوني أرجوكم، وجزاكم الله كل خير.
7/9/2023
رد المستشار
أختي الكريمة:
ما أجمل مشاعرك في هذه السن الرائعة؛ حيث كل شيء يكون... جدًا جدًا كما تذكرين.
أختي: طباع الناس تختلف، ولم تذكري لنا كم يبلغ زوجك من العمر؛ لأنه في مراحل أخرى من العمر تختلف طرق التعبير عن المشاعر.
فالسماح بحرية الحركة مثلاً هو نوع من التعبير عن المشاعر والثقة، وعدم لفت النظر أو العتاب على كل صغيرة وكبيرة هو نوع من التعبير عن الحب والتحمل... وهكذا، بعض الرجال كتوم في التعبير عن مشاعره.
والغيرة المحمودة جميلة شريطة ألا يزيد مقدارها عن اللهب الذي يدفئ إلى النار التي تحرق، والغيرة المحمودة هي في مواضع الريبة، وبعض هذه المواضع واضح وبعضها نسبي، وإذا كانت المرأة تحب ثقة زوجها فيها، فإنها أيضًا تحب غيرته عليها، والحكماء من الرجال من يتوازن في مسلكهم مقدار الثقة مع الغيرة في موضعها... هذا من ناحيته.
أما من ناحيتك فأنصحك ألا تغامري بالتورط في أفعال متسرعة بغرض إثارة غيرته؛ لأن ثقته إذا اهتزت فيك ستفتحين على نفسك أبواب الشك، وما أدراك ما الشك!! فاحمدي الله على ثقة زوجك، وسماحه لك بهامش معقول من حرية الحركة، وفي الوقت ذاته لا تَكُفِّي عن محاولة إشراكه في شئونك، بخاصة ما ينبغي أن يكون معك فيه مثل فحص الطبيب النسائي، أو خلوتك برجل قريب، أو بعيد، أو ارتدائك للباس شهرة يلفت للنظر، ففي هذه المسائل أحكام مستقرة، أما ما دون ذلك فلا بأس إن شئت إشراكه في اختيار ملابسك، أو معاونتك في قضاء حاجياتك، أو متابعة اهتمام من اهتماماتك بحسب ما تسمح ظروفه وميوله،
وأتمنى لك حياة زوجية سعيدة "جدًا" فيها من نار الغيرة ما يدفئ قلبك الأخضر دون أن يحرقه.