السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكرًا لكم على مساعدتكم لحل العديد من المشاكل التي تواجهنا .. وجزاكم الله ألف خير، في البداية أقول لكم: إنني فتاة أبلغ من العمر 19 عاما.. وأحب أحد أقربائي حبًّا كبيرًا .. وأحس أنه أيضًا يحبني، فهو دائمًا يكلمني إذا خرجنا مع أهلنا ويجلس بجانبي، ويحدثني كثيرًا، ولكن المشكلة أنه ليس من بلدي .. وإنما هو من بلد مجاور لبلدي
وأقول أحيانًا لا أريد إظهار حبي له؛ كي لا يحبني كثيرًا، ويطلبني للزواج؛ لأنني إذا تزوجته فسوف أعيش في بلده، وأنا لا أستطيع فراق أهلي، وأسرتي وأمي وأبي .. وهو أيضًا يحب أهله ولا يستطيع فراقهم .. فما الحل؟؟ والذي يؤكد حبه لي أنه قال لي أحد الأيام كلامًا عن الزواج .. وبعدها قال لي: هل تتزوجينني؟ وكان هذا أمام أخته .. فنظرت إليه، بعدها قال كلامًا مضحكًا بعدها فهمت أنه كان يمازحني .. ربما ليرى نبضي .. بمعنى أنه يريد أن يعرف: هل أحبه أم لا؟.. ولكني دائمًا عندما أفكر في الزواج منه وإظهار حبي له أتساءل: كيف سأعيش معه؟!
ولقد أخبرت صديقتي القريبة مني جدًّا أنني أحبه حبًّا كبيرًا، لكني لا أستطيع فراق أهلي وأمي وأبي .. قالت لي كلامًا حزنت منه، ولكن كلامها كان صحيحًا قالت لي: إنك ستفارقينهم آجلا أم عاجلا، ففارقيهم وأنت مع الذي تحبينه، ولكني أريد أن أبقى معهم أطول وقت،
أرجوكم أيها السادة الكرام الأفاضل ساعدوني
وجزاكم الله ألف خير.
8/9/2023
رد المستشار
احترت مع أي مشاكلك أتعامل بالرغم من قصر رسالتك، وبالرغم من أن الأمر يبدو بسيطاً لأول وهلة، ولكنني عندما تمعنت في الأمر وجدت أنني بصدد عدة مشاكل:
1- الحب الذي تذكرينه .. ما حقيقته؟ وهل هو من طرف واحد فقط؟ وهل تكفي الأدلة التي قدمتها في رسالتك للدلالة على أن الطرف الآخر يبادلك نفس المشاعر والأحاسيس؟ وهي تبدو كلامًا عاديًّا وطبيعيًّا ممكن أن يصدر من أي شاب قريب لقريبته دون أن يعني ذلك حباً أو عاطفة.. ويبدو أنك فعليًّا غير متأكدة من حبه لك؛ لأنك تحاولين في أجزاء مختلفة من رسالتك البرهنة عليه أو محاولة إقناعنا بذلك.. وأظن أن هذه هي المشكلة الأولى والأهم.. حيث إنه إذا كان الشعور من طرف واحد فقط.. فتصبح هذه هي القضية وليس الارتباط، والبعد عن الأهل؛ لأن هذا شيء سابق لأوانه؛ لأن الرجل إذا كان خالي الذهن من هذا الحب والارتباط؛ فيجب أن تكوني واقعية وتفيقي من خيالاتك، ويكون السؤال عند ذلك هو: كيف أتخلص من هذا الوهم أو الحب الخيالي؟
2- البعد عن الأهل.. المفروض أنها مشكلة مترتبة على حل المشكلة الأولى، وهي أنك لو تأكدت من مشاعرك نحوه ومشاعره نحوك بصورة واضحة صريحة لا يلّمح فيها، وإنما صرح ودخل البيت من بابه، وجاء متقدماً طالباً الزواج منك بما تقتضيه عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا هنا نقول أيضا: إن مَن تحب حقًّا تنتقل مع من تحب وترتبط إلى أي مكان في الدنيا، وليس فقط إلى بلد قريب أو بعيد يقيم فيه.. وأما إحساسك بارتباطك بأهلك فهو شيء طبيعي الآن، وأنت ما زلت في كنفهم، ولكن بمجرد ارتباطك بمن تحبين، ويصبح لك زوجًا، فإن مشاعر جديدة وعاطفة جديدة ستنمو، ويصبح هذا الزوج هو عالمك الجديد الذي تحيين فيه، وليس في ذلك تأثير على عاطفتك ناحية أهلك أو إنقاص منها، فهذا نوع وذلك نوع آخر، وهذا مجال وذاك مجال مختلف، والعالم اليوم أصبح قرية صغيرة، وهذا التحول الطبيعي أو لنقل النمو الطبيعي لهذه العاطفة والارتباط بالزوج والانتقال معه حيث يكون ويعيش إنما هو شيء فطري غرسه الله في نفوس الزوجات حتى يجد الأزواج عندهن السكن حيث تسكن لزوجها ويسكن إليها، ويشعر بالأمان.
3- مشكلة الخيال والافتراض.. فبرغم أنني ناقشت معك الجزئيتن السابقتين، وحاولت مساعدتك فيهما، فإن هناك أمراً مهماً يجب أن تعيه، وهو أن كل رسالتك قائمة على الافتراض والخيال، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة مع نفسك حتى تتعاملي مع الواقع، وأنت الآن في بداية فترة الشباب تحتاجين إلى التعامل مع الأمور بموضوعية وعقلانية أكثر، ولا تتركي العاطفة تتحكم فيك بصورة تؤثر على رؤيتك للأمور.. إنك ما زلت صغيرة نوعًا ما وقليلة التجارب، وإن لم يكن هذا الشاب مناسبًا أو راغباً؛ فالفرصة أمامك ما زالت متاحة للاختيار الموضوعي دون أن يتحول الأمر إلى مشكلة فوق مشكلة، ونرجو أن تتواصلي معنا، وأن نسمع منك قريباً بإذن الله.