د.وائل، أنا سيدة متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات لدي أربع أبناء، ومع كل أسف أنا أتعرض للضرب والإهانة من زوجي بشكل يومي، ومع كل أسف أمام الأولاد، ولا تتخيل مدى الإهانة التي أشعر بها، ناهيك عن الجروح والإصابات التي لا تنتهي، لدرجة ذهابي إلى المستشفى للمعالجة فوق ثلاثة أيام من أثر الضرب، وطبعا لم أذكر لأحد من أهلي السبب، فقط ادعيت أني سقطت من السلم.
المشكلة أني أحب زوجي جدا ولا أتخيل الحياة بدونه، وهو يحسن الصرف على بيته وتربية أولاده، ولا أنكر أنه يندم ويبكي بعد ضربي كل مرة، ويعتذر ويكرر أنه لن يفعلها مرة أخرى.
أحبه ولكن أخافه فما الحل؟ هل أستمر معه أم أكون بهذا دمرت نفسية أولادي؟
وهل سيسبب هذا عدم احترام أولادي لي عندما يكبرون؟ وهل زوجي بتصرفاته هذه مريض نفسيا.. أم ماذا؟؟
13/8/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "م.م" وعليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
من الواضح أنك تقبلين هذا الوضع نفسيا أو استطعت التكيف معه بالرغم من أنك تشعرين بالإهانة؛ لأن استمرار الحياة بينكما بحيث أن لديك 4 أبناء منه معناه أنكِ تحملت هذا وقبلت به، ومعنى أنك ما زلت تحبينه ولا تتخيلين الحياة بدونه أن بهذا الزوج الكثير من المزايا رغم هذا العيب الذي يوجد به!!!
بالنسبة للأولاد أنتِ لم توضحي لنا أعمارهم كم؟ والمعتاد أنهم إذا كبروا فإن الزوج غالبا ما يكف عن إهانتك أمامهم على الأقل بشرط أن تفاتحيه في هذا الموضوع من الآن.
أما بالنسبة لتأثير ذلك على نفسية الأولاد فإنه لا يشترط أن يكون الأمر يؤثر تأثيرات سلبية كما تظنين؛ فقد يؤثر على بعضهم دون الآخر؛ لأن هناك فروقا فردية بين الأطفال في استعدادهم للتأثر نفسيا بمثل هذه الأحداث، وهناك من الأطفال من يتأثرون تأثيرا سلبيا، وهناك من يستطيعون استيعاب الموقف ويرون أن الحياة بينك وبين الأب مستمرة ومتوازنة بالرغم من الضرب.
أما من ناحية سؤالك عن كون الزوج مريضا نفسيا أم لا؟ فمن الممكن جدا أن يكون ذلك السلوك من جانبه تعبيرا عن اضطراب نفساني أو اضطراب شخصية ما، وإذا كان الأمر مرتبطا بالجنس، أي أنه يضرب قبل أو أثناء الجنس، فإن الأمر يكون اضطراب السادية من جانبه، ومن الممكن أن يكون أبسط من ذلك في حالة عدم ارتباط الضرب بالجنس كأن يكون ناتجا عن مجرد أفكار أو مفاهيم خاطئة لدى الزوج، مثل أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يضمن بها الرجل طاعة زوجته له.
ما أراه هو أنك تعيشين حياة فيها معاناة مستمرة ولكنها مقبولة عموما، وليس معنى هذا أنني أقر زوجك فيما يفعل، ولا أدعوك إلى إعلان تقبلك لمثل هذا السلوك، وعليك أن تقاومي دائما وأن تطالبيه بالكف عن هذا، واسألي الله له بالهداية.
أما كونك لم تشتكي لأحد فإن هذا هو التصرف الذي تلجأ له معظم النساء في حالة التعرض للضرب خاصة من الزوج! كنوع من الخجل والوفاء في نفس الوقت! وجزاك الله بصبرك النادر خيرا.
واقرئي أيضًا:
يضربني ويهينني، وتركني عند أهلي!
زوجي يضربني ويطلب جوازي
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.