السلام عليكم
أنا شاب متزوج وعمري 29 سنة، وأنا مصاب بمرض "الوسواس القهري"، وليس هذا تخميني، ولكن الذي أخبرني بذلك طبيبان نفسيان كنت قد زرتهما منذ فترة.
أولا أود أن أشرح لكم تاريخ هذا المرض معي: أظن أن المرض بدأ معي منذ سن التاسعة أو العاشرة، أي منذ أن وعيت على هذه الدنيا، حيث كانت تراودني أفكار وسواسية، وكانت هذه الأفكار تلتصق برأسي بشدة وتظل تراودني باستمرار. وبالإضافة إلى الأفكار كانت هناك أفعال متكررة معينة أقوم بها باستمرار وكان يلاحظها بعض الناس.
وقد ظلت هذه الأفكار والأفعال الوسواسية ملازمة لي خلال مراحل حياتي، وكانت طبيعة هذه الأفكار والأفعال تتغير حسب المرحلة العمرية التي أعيشها. فمثلا في فترة الطفولة كانت هناك أفكار مثل أن هناك من يريد أن يخطفني، وفي فترة المراهقة أفكار خاصة بالأمراض الخطيرة... وهكذا.
وقد أثر المرض على دراستي إلى حد كبير؛ ففي المراحل الأولى من عمري كنت متفوقا جدا إلى درجة كبيرة وكان معروفا عني الذكاء الشديد وما زلت والحمد لله أتمتع بهذا الذكاء؛ حيث أخبرني الكثيرون بذلك عشرات المرات سواء أمامي أو من ورائي أو في التقارير في عملي أو في المدرسة، حتى إنهم في كل مكان أذهب إليه يسندون لي الأعمال التي تحتاج إلى ذكاء كبير.
ولكن المرض كما قلت أثر على تـفكيري؛ وهو ما جعلني لا أستطيع المذاكرة تماماً وخاصة في الثانوية العامة والتي اشتدت فيها الوساوس بشكل كبير جدا ورغم هذا تمكنت من النجاح والحمد لله والتحقت بالجامعة.
وكنت في طفولتي ومراهقتي أشعر بنوع من الحيرة؛ حيث لم أكن أعلم ما هذا الذي يحدث لي، ولكني في سن 17 سنة رجحت أن هذا ربما يكون نوعا من الأمراض النفسية. وخلال مراحل حياتي واجهت 4 أزمات اكتئاب كلها بعد سن 18 سنة.
ومنذ سنة ونصف تقريبا ذهبت إلى طبيب نفسي حيث أخبرني بأنه مرض الوسواس القهري، ووصف لي دواء اسمه ديبريبان Depreban، وأخذت الدواء بجرعة حبة واحدة صباحا لمدة شهر، ثم لمدة خمسة شهور بجرعة حبتين صباحا وعصرا، وبالفعل تحسنت حالتي كثيرا جدا وأصبحت سعيدا، وكان الطبيب قد أخبرني أن أستمر على هذا الدواء لمدة سنتين.
وقبل فترة الدواء كنت أحتلم مرتين أو ثلاثة وربما أكثر في الأسبوع، أما بعد أن أخذت هذا الدواء لاحظت أنني أصبحت أحتلم مرة كل شهرين تقريبا.
وبعد زواجي وجدت أن هذا الدواء له تأثير على القدرة الجنسية؛ وهو ما جعلني أتوقف عن أخذ الدواء، وذلك بعد أن أخذته لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك لاحظت أن الوساوس بدأت في العودة تدريجيا، إلا أن الوساوس أصبحت في الأفكار فقط وليس في الأفعال كما أنها أقل من الأول بكثير.
وقد ذهبت إلى طبيب نفسي آخر فوصف لي دواء اسمه مودابكس Moodapex وتناولته لفترة ستة أشهر، حيث طلب مني ذلك وبمعدل قرص واحد صباحا، وتحسنت حالتي جدا والحمد لله، إلا إنه أيضا أثر على الناحية الجنسية، وبعد الستة أشهر قال لي الطبيب بأنه يجب أن أستمر في أخذ الدواء مدى الحياة وبجرعة حسب اللزوم؛ لأن الوسواس القهري بشكل عام لا يشفى منه أحد أبدا حيث أنه مرض مزمن.
وبالمناسبة فإن هذا المرض وراثي في أسرتـنا؛ حيث إن لي أخا أكبر مني بثماني سنوات مصاب بالمرض حتى الآن وبشكل واضح جدا رغم أنه لا يعرف أن هذا مرض نفسي، كما أصيبت أختي بالمرض في فترة مراهقتها.
وطبعا فإن مرضي لا يعرفه إلا عدد محدود جدا في أسرتي؛ حيث أنه في مجتمعاتنا يعتبر المرض النفسي وكأنه جنون.
والسؤال الآن: هل كلام الطبيب الثاني صحيح؟ وهل لا يوجد دواء يعالج هذا المرض للأبد؟ وهل هناك دواء يمكنني أخذه وبدون أن يؤثر على الناحية الجنسية؟
وبماذا تنصحني بشكل عام؟
16/8/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "عبد الله" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
اضطراب الوسواس القهري في أغلب الأحوال مرض مزمن، وكذلك اضطراب الاكتئاب الجسيم مرض مزمن، وأن يكون للحالة تحميل وراثي كما في حالتك، يجعلنا لا نتوقع اضطرابا لن يكون مزمنا والله تعالى أعلم وأعلى، حالتك تحتاج استكمال التشخيص فهو ليس اضطراب وسواس قهري فقط وإنما يواكبه اضطراب اكتئاب جسيم تكررت نوباته مرات ثلاث وقد يكون الاكتئاب (وربما الثناقطبي) هو الاضطراب الأولي وليس الوسواس القهري وهو ما يعني أنك قد تحتاج إلى موازنات مزاج مع عقَّار علاج الوسوسة، ما يعنيك أنت من كل هذا الحديث الطبي هو أن تكفَّ عن الحلم بالحياة دون عقّاقير على الأقل في المرحلة الحالية من تاريخ العلاج في الطب النفساني.
للأسف لا نستطيع ادعاء وجود عقَّار يفيد في علاج الوسواس من خلال تعزيز السيروتونين دون أن تكون له آثار جانبية جنسية محتملة الحدوث، وعقار الفلوكستين هو أحد عقاقير الم.ا.س.ا التي تفيد في علاج الوسواس القهري، ومن آثارها الجانبية الكثيرة الحدوث تأخير عملية القذف في الرجال (وهذا أثر جانبي يعتبره كثيرون من الذكور ميزة لا عيب) أو الوصول إلى رعشة الجماع أو الإرجاز في النساء.
أما من ناحية القدرة الجنسية فإنه لا يؤثر على القدرة الجنسية إلا من هذه الناحية المذكورة، وإن كان هناك تأثير آخر هو تقليل الرغبة الجنسية، أي أنه يقلل الشهية للجنس وليس القدرة على أدائه، وذلك بعد فترة طويلة من استعماله، ومن الممكن أن نتعامل معها بطريقة أخرى، أي من الممكن أن نضع مواعيد محددة للجماع.
أما بالنسبة لمشكلة تأخير القذف فهي أيضا من الممكن إصلاحها وهو علاجها باستخدام عقار مضاد السيروتونين وهو الناقل العصبي الذي حين يضطرب تحدث أعراض الوسواس القهري، ويمكن استخدام عقار التراي أكتين الفاتح للشهية قبل العملية الجنسية بنصف ساعة أو ساعة فهو بهذا الشكل يلغي تأثير الم.ا.س.ا المؤخرة للقذف، أو إضافة عقَّار أريبيرازول أو غير ذلك من الخيارات المشروحة في الارتباطات أدناه
اقرأ على مجانين:
تثبيط الإرجاز والاحتلام بالم.ا.س وعلاج الوسواس
الاستخدام طويل الأمد للم.ا.س.ا
خلل الأداء الجنسي بعد الم.ا.س.ا
الضعف الجنسي وعلاج الوسواس بالم.ا.س.ا أو الم.ا.س
الم.ا.س.ا والشهية للجنس!
الم.ا.س والم.ا.س.ا وتأخير القذف!
متى يمكنني إيقاف الم.ا.س.ا؟
بعد سنة على الم.ا.س.ا هل أوقف العلاج؟
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.