السلام عليكم ورحمة الله
لمست الاهتمام بالدين في موقعكم في نفس وقت اهتمامكم بتخصصكم، ولذلك قررت طرح تساؤلي هنا لعله يفيد متابعي موقعكم.
كثيرا ما نرى تفسير ظاهرة الصرع على أنها مس جان، فما تفسيركم لذلك؟
ومتى يقول الطبيب المعالج بأن المريض بحاجة إلى علاج قرآني؟
18/8/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "بلال" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تتفتح في سطريك هذين موضوعين كلاهما يحتاج مقالات، فأما الأول فعن علاقة الجن بمرض الصرْع والثاني عن العلاج بالقرآن الكريم، وكلاهما نوقش باستفاضة من قبل كما سترى.
الصرع هو أحد الاضطرابات النفسية العصبية التي نجد في بعض حالاتها أسبابا واضحة في التركيب أو الوظيفة للمخ، إلا أن بعض الحالات لا نستطيع فيها الوصول إلى أسباب حيث يظهر أي تغير في النشاط الكهربي للمخ ولا يظهر أي عيب في التركيب، وتصنف على أنها مجهولة السبب. وبما أنها مجهولة السبب لدينا فإننا لا نستطيع نفي إمكانية وجود علاقة للمخلوقات الغيبية بها خاصة عندما لا تستجيب للعلاج مثل هذه الحالات قد يكون من الممكن علاجها بطرق أخرى، لكننا كأطباء نعتبر هذا واقعا خارج ما نستطيع العمل فيه.
كما أنه ليس هناك من دليل من القرآن أو السنة على أنه يجوز أن نعالج مثل هذه الأمراض بالقرآن حتى ولو لم نكن نعرف السبب، وهناك حديث مشهور للرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي كانت تصرع، وطلب منها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تصبر ولها الجنة.
وعلماء المسلمين القدماء قسموا الصرع إلى صرع الأخلاط أو الأبدان وصرع الأرواح، لكن مع الأسف الشديد ليست لدينا دراسات نستطيع الاعتماد عليها لكي يكون كلامنا كلاما علميا، بمعنى آخر لم يتعامل أحد المعالجين التقليديين مع الأمر بصورة نستطيع الاعتماد عليها أو البناء عليها، وسأضع لك أدناه عددا من الارتباطات تحيط بالموضوع فهما وتصنيفا حديثا ووصفا لواقع الحال في مجتمعاتنا العربية.
اقرأ على موقعنا مجانين:
مفهوم الصرْع والجن
الصَرْع Epilepsy
صرع الفص الصدغي
الصرْع بين العلم والدجل والطب النفسي
منشأ وأسباب الصرْع
تصنيف الصرع: تصنيف النوبات الصرعية
الصرع.. أما آن الأوان أن نغير هذا المصطلح؟
وأما موضوع العلاج بالقرآن الكريم، فحديث ذو شجون وسأكتفي بوضع ارتباطات توضح لك موقفنا من الموضوع:
القرآن يتحدى مشاركة
المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن
الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر
توصيات مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب
بعد هذا المؤتمر الأخير الذي اجتمعت فيه كوكبة من الأطباء والمعالجين النفسانيين، ومثلها من المعالجين بالقرآن الكريم، من كل الوطن العربي اجتمعنا وعرضنا أفكارنا وسمعنا أفكار الآخرين وتناقشنا واتفقنا على العمل والتواصل، ثم خرجنا كحال كل المشاريع العربية لم يتبع المؤتمر إلا الذكريات، ومن المهم أن نشير إلى أن المؤتمر كان في الوقت الذي عقد فيه بمثابة الثورة ضد كل منكر من الطرفين للآخر... لكنه للأسف جهد لم يستمر.... وفي الوقت الحالي بعدما انقلبت مفاهيم الغرب القديمة عن ضرورة إبعاد الدين عن العلاج، وأصبحت منظمة الصحة وغيرها من الجهات الغربية تطالب المعالجين النفسانيين بالاستعانة بمعتقدات المريض الدينية ما أمكن.. رغم ذلك كان المؤتمر نبضة لم يعقبها لا دفق ولا نبض.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.