السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه استشارة حول موضوع "الحب ليس بين الجنسين" بل هو حب بمعنى آخر، وليست غايته مادية أبدا، بل يشبه التعلق الشديد من الطفل بأمه.
أنا مدرّسة لمواد التربية الإسلامية في إحدى مدارس الثانوي الشرعي، هذه المدرسة تدرّس العلوم الشرعية بتفصيل أكبر مما عليه الحال في المدارس الحكومية . وقد انتشرت ظاهرة محبّة الطالبة لمدرّستها انتشارا كبيرا وبشكل عنيف أيضا، لا أقصد أن العنف وصل إلى مرحلة المشاجرات المؤذية، ولكن العنف العاطفي، فإذا لم تر الطالبة مدرّستها التي تحبها فإنها "تتعكر" ولا تحسب هذا اليوم من عمرها. وتحب الطالبة مدرّستها بشكل جنوني، أي أن المدرّسة لا تفارق خيالها، ولا تستطيع الطالبة الابتعاد عنها، وإذا انقطعت العلاقة بينهما تقع الفتاة فريسة للاكتئاب النفسي.
والحقيقة أنني واقعة في مثل هذه المشكلة، ولا أعرف كيف أتصرّف؛ فأنا من جهة أخشى إن شددت على الطالبات أن يؤدي ذلك إلى مشاكل نفسية عندهن، وأخشى إن أبقيت العلاقة قائمة أن أكون مدمّرة لشخصية هذه الطالبة التي يجب أن أعطيها مجالا لتنمو مستقلة ومتفرّدة لا أن تكون نسخة مني. وكذلك أخشى أن تقع هذه الفتاة في "الشرك" حين أكون أنا الماثلة في ذهنها دائما وليس الله عز وجل.
وفي الواقع لقد تحدّثت إلى واحدة ممن يعانين هذه المشكلة من الطالبات، وأبلغتها بقراري قطع العلاقة معها، وبيّنت لها مبرراتي التي ذكرتها لكم، مع العلم أن هذه الفتاة قد جاوزت العشرين عاما، ولا تزال متعلّقة بي كثيرا. لقد رفضتْ وبعنف هذا القرار، واعتبرته حكما عليها بالإعدام، ولكنني صممت على اتخاذ هذا الموقف.
والآن أخشى أن أكون قد أخطأت في هذا التصرّف، وأخشى كذلك أن تكون العاقبة غير جيّدة.. فماذا أفعل؟
أرجو أن ترشدوني إلى الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الظاهرة، وإن كان بالإمكان تفاديها فكيف؟
وجزاكم الله عنا كلَّ خير.
22/8/2023
رد المستشار
شكرًا على استعمال الموقع.
ما تتحدثين عنه من علاقات بين كادر التعليم والطلبة كثير الملاحظة في مختلف الثقافات والتعامل معه ببساطة هو الالتزام بآداب مهنة التعليم. أحد قواعد آداب المهنة هو عدم الدخول في علاقة عاطفية مهما كان إطارها بين الطالب والمعلم. لكل مهنة آدابها التي يجب الالتزام بها وخير ما فعلت هو قطع العلاقة مع الطالبة التي تتحدثين عنها.
التواصل بين الطالب والمعلم هو فقط من خلال المدرسة ضمن حدود لا يجوز تجاوزها. لا بأس من الاستماع إلى مشاكل الطالبة ولكن حل هذه المشاكل ليست من مسؤولية المعلم ووظيفته فقط هو توجيه الطالب إلى الموارد الموجودة لحل المشاكل .إذا كانت الطالبة تعاني من مشاكل نفسانية فعليك إرسالها إلى مراكز الصحة النفسانية سواء كان ذلك في المدرسة أو خارج المدرسة.
تصرفك كان الصواب بعينه ولن تكون هناك عاقبة وإنما العاقبة كانت ستكون أشد لو لم يتم قطع مثل هذه العلاقة وهو درس للطالبة بكل معنى الكلمة.
وفقك الله.