السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر لكم جهودكم المبذولة على هذه الصفحة والتي أوليتها سري الدفين.
مشكلتي باختصار أني تعرفت على شخص في هذا العالم الواسع "الإنترنت" أحببته وأحبني، ولكن لم أصارحه يومًا بهذا.. هذا الإنسان طيب وخلوق ولم يخطئ مرة واحده بحقي وحريص على كسب رضاي، قرأت في يوم من الأيام آية في سورة النساء "ولا متخذات أخذان"، من بعد أن قرأتها وقرأت تفسيرها وأنا في صراع، آية أبكتني بكاء مرًا لم أبكه منذ وفاة جدي.
الآن أريد أن أصارحه، أريد أن أقول له أن ينساني، لكني لا أستطيع، علمت بالصدفة من المواقع التي يرتادها بأنه عاش فترة صعبة حادثته ولمست نبرة الحزن في صوته، ولا أريد أن أرحل نهائيا عن حياته بشكل مفاجأة؛ لأنه أمر صعب، ولا أريد أن أكون سببا في حزن أي ممن أتعرف عليهم، ولا أريد أن يظن أني من الفتيات اللواتي يلعبن بمشاعر الآخرين ثم يرحلن هكذا ويخلفن وراءهن الذكر السيئ، فأنا لست كذلك أنا فتاة تربيت في بيت إسلامي ومسلم ولكن فتنت بهذا العالم وحدث ما حدث.
أنا أحبه وله الفضل في حل بعض مشاكلي وتغييري من أسلوبي وشخصيتي، وأعترف بذلك، ودائما أردد بأن من ترك شيئا في سبيل الله عوضه الله خيرا منه، وأنا على يقين بأني لو تركته فإن الله سيعوضني بمن هو أفضل أو بأمر أفضل، ولكن لا أعرف ما الطريقة التي أوصل له أو أخبره بأني أريد الرحيل عن حياته ولكن ببصمة إيجابية كما فعل هو؟
ساعدوني فأنا في حيرة من أمري.
ولكم كل الشكر
14/9/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة، لو كان أمامنا متسع من الوقت لقضيناه في فك التباسات فهمك لدينك ووضعك في علاقتك بهذا الشاب، أرجو مبدئيا أن تراجعي معنى قوله تعالى: (متخذات أخدان)؛ لأنني أعتقد أنك تسرعت بإسقاطها على حالتك دون تمهل أو تبصر.
إذا كنتِ تجدين في هذا الشخص بدايات مشجعة على إمكانية التفكير في الارتباط به يلزمك الانتقال بعلاقتكما من الخيال الافتراضي إلى الواقع الحقيقي، ولهذا الانتقال أصوله التي تعرضنا لها على صفحتنا مرارا وتكرارا.
ما إذا كنت لا تجدين فيه هذه البدايات، فيمكن قطع العلاقة بأشكال كثيرة ومتعددة، يمكننا معا التفصيل فيها إذا كانت هذه هي رغبتك.
وللجميع أقول إن فهمنا لديننا أصبح مسألة حياة أو موت؛ لأن العديد من الأفهام المتحمسة والمتسرعة تأتي بعكس النتائج المرجوة من وراء الالتزام بالدين، أي أن التعامل الخاطئ مع نصوص القرآن أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحكام الشرع دون فقه أو دون الفقه الضروري اللازم يمكن أن يؤدي إلى العديد من الشرور والمشكلات، والله أعلم.
واقرئي أيضًا:
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love