السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
سؤالي في الرضا شخصيا لست راضٍ عن نفسي وأنا دائما أذكر الله في نفسي وأدعوه، ولكن ليس يحتويني الرضا، وإن صح التعبير أنا غير فرح بما يأتيني أو حزين بما أخسره
وعندما سافرت من فتره خارج البلاد لم أتأثر كثيرا ولا أعرف ما يرضيني، والحمد لله أنا مصلٍ وقمت بعمل عمرة وإن شاء الله سوف أعمل أخرى.
19/9/2023
رد المستشار
الأخ السائل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أود أن أعرف إن كانت هذه الحالة من عدم الرضا وعدم الاحساس بالأشياء جديدة عليك أم أنها حالة دائمة، لأنها لو كانت حالة جديدة لها تاريخ قريب معروف فهي عرض اكتئابي يجعلنا لا نملك الشعور بالفرح أو بالسعادة تجاه أشياء كانت تمنحنا هذه المشاعر الإيجابية من قبل فهي حالة من فقد المشاعر تظهر مع الاكتئاب وتزول بزواله.
وإذا كان هذا الاحتمال هو القائم فغالبا ستكون هناك أعراض اكتئاب أخرى مصاحبة مثل المزاج الحزين واضطراب النوم واضطراب الشهية للطعام وفقد الحماس للعمل وفقد الرغبة في الهوايات. وفي هذه الحالة فأنت تحتاج للعلاج الدوائي والنفسي بواسطة طبيب نفسي حتى تزول حالة الاكتئاب الطارئة.
أما إذا كان هذا الشعور يلازمك منذ سنوات طويلة فهو أقرب الى نمط شخصية اكتئابية مع سمات وسواسية تجعلك لا ترضى أبدا عن نفسك وتشعر دائما بالتقصير مهما فعلت.
وفي هذه الحالة نحتاج لتغيير البرمجة النفسية بحيث يتم تصحيح الأفكار السلبية التي تكمن وراء هذه الحالة تلك الأفكار التي تدور حول التوقعات السلبية من الذات ومن الآخرين ومن الحياة عموما والنظرة السوداوية غير الواقعية إلى المستقبل.
وكتطبيق سلوكي لهذا التغيير المعرفي يمكنك محاولة إنجاز أشياء بسيطة والإحساس بهذا الإنجاز ومكافئة نفسك عليه ثم الانتقال إلى إنجاز أكبر مع مكافأة أكبر حتى ينمو لديك شعورا أكثر إيجابية نحو نفسك ونحو قدراتك ونحو مستقبلك.
وسوف يكون من ضمن أهدافك الوصول إلى حالة الرضا عن نفسك وعن غيرك وعن حياتك، فالرضا شعور إيجابي بناء لأنه يدفع إلى مزيد من العمل والإنجاز ويرفع من كفاءة الجسد والنفس والروح، فهو نعمة عظيمة من الله ولذلك ورد ذكره في الآية الكريمة: "رضي الله عنهم ورضوا عنه" ونسأل الله أن يمنحك الرضا والطمأنينة والسعادة.
اقرأ على مجانين:
التعامل مع الاكتئاب(1-2)
اضطراب الشخصية الوسواسية أو القسرية