السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أنا فتاة أدرس بالجامعة من عائلة ميسورة الحال ومحافظة مشكلتي أني كثيرة الشكوك بمن حولي حتى أقرب الناس لي وحتى صديقاتي.
فأنا إنسانة حساسة للغاية من أي كلمة أو نظرة فأبدأ بتحليلات ليس لها نهاية
وأواجه ذلك بأن أكبت في نفسي أو أبوح بها لأمي والتي تحاول إقناعي وتغيير رأيي ولكن بلا فائدة؟؟
28/8/2023
رد المستشار
أختي الكريمة.
هذا الداء من الأمور التي قد تأخذ وقتا حتى تستطيعين تغييرها، ولكنك ستستطيعين بإذن الله بالصبر والتدرج مع نفسك.
هناك جزء لفظي.. وهناك جزء شعوري.. وهناك جزء روحي.. وهناك جزء عقلي.
أما الجزء اللفظي فهو أن تكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عندما تتعرضين لمثل هذه المواقف.. وأن تكثري من ذكر الله عموما لعل قلبك يطمئن.. يقول تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وأما الجزء الشعوري فهو أن تحاولي أن تكرهي أن تري نفسك علي هذا السلوك.. تكرهي أن تكوني سيئة الظن وتكوني ممن خالف أمر الله تعالى: ."يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم".. وكما تكرهين هذا، فإنك أيضا تحبين نفسك عندما تحسن الظن بالآخرين.
وأما الجزء الروحي فهو أن تحاولي أن تصلي روحك بالله تعالى بالإكثار من المناجاة والدعاء أن يطهر قلبك وأن تكوني ممن "جاء بقلب سليم" يوم القيامة.
وأما الجزء العقلي فهو أن تجلسي مع نفسك بهدوء وتفكري عند كل موقف: هل التفسير السيئ هو التفسير الوحيد لهذا الموقف.. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "التمس لأخيك ولو سبعين عذرا فإن لم تجد فقل لعل له عذرا" .. بالتأكيد هناك دائما تفسيرات طيبة ولو بعيدة.
وأخيرا أقول لك يا أختي أن الكمال لله وحده فحتى لو صدر من الإنسان بعض الإساءة في حقك فهذا لا يعني أنه شيطان أو شرير طالما أن هذا السلوك ليس هو الغالب عليه.. فاحترمي بشرية البشر فأنت أيضا بشر.
أدعو الله أن تكوني كهذا الرجل الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال أنه من أهل الجنة لسبب واحد فقط.. وهو أنه يبيت وليس في قلبه سوء لأحد.