أريد أن أستشير بأمر خاص وهو زواجي من شخص أحبه، فأنا خائفة من هذا الزواج لعدة أسباب:
أولا هو أصغر مني بأربع سنين ولكن شكلي وجسمي صغير ويعطيني أصغر من عمري.
ثانيا ليس من جنسيتي ولكنه مسلم وعربي.
وأخيرا راتبي ضعف راتبه. ولكنه حسن الخلق والدين وبيني وبينه تشابه في الطباع، فهل سيكون زواجي منه فاشلا ويسبب المتاعب لي ولأطفالي بالمستقبل؟
أرجو الإجابة وجزاكم الله ألف خير.
8/9/2023
رد المستشار
أختنا الفاضلة:
أهلا وسهلا بك على صفحة استشارات مجانين. مشكلتك تتعلق بالاختيار الزواجي ومن يحكم فيه؛ العقل أم القلب؟
هناك من يرى أنه لا بد من أن يتساوى العقل والقلب في الاختيار، وإن كان الأمر -في رأيي- يتطلب أن يكون لجانب العقل والعقلانية الثقل الأكبر في الاختيار. والمشاعر المطلوبة في الاختيار تتعلق بالاطمئنان والقبول والشعور بالأمان والراحة النفسية أكثر من أن تتعلق بالحب.
ما يساعدك على الاختيار السليم والتفكير بطريقة أكثر وضوحا أمران:
الأمر الأول:
أن تحددي ما الذي تريدينه من الزواج؟ ما هي مواصفات شريك الحياة التي تتمنينها؟ ما هي الصفات التي لا يمكنك التنازل عنها؟ وما هي الصفات التي يمكن أن تتخلي عنها؟ وكل هذه الأسئلة تتطلب منك التفكير بجدية.. نعم تتطلب منك وقفة حقيقية مع نفسك.
الأمر الثاني:
هو الأخذ من خبرات السابقين الذين مروا بنفس تجربتك؛ فالعمر لا يطول كي نجرب ونجرب!! ومن هذه التجارب نجد من يقول: إن التقارب -وليس التماثل- في المستوى الفكري والخلفية الثقافية أمر هام، كذلك التقارب في المستوى العلمي.
أما الدراسات العربية فقد وجدت أن هناك قدرا من الفروق المسموح بها، إذا كانت في صالح الرجل، أي أن يكون أعلى بعض الشيء علميا أو ماديا أو ثقافيا أو اجتماعيا.. ذلك أن الرجل الشرقي غالبا ما يحب أن يحظى بمكانة أعلى بعض الشيء من زوجته، وهذه المكانة تنبع من جانبين:
الأول وهو الأهم:
أن يكون لديه ثقة بنفسه وإمكانياته الحقيقية، أي لديه ثقة ليست أعلى مما لديه من إمكانيات كما أنها ليست أقل. وتنبع هذه الثقة من كونه مشابها -إن لم يكن أعلى قليلاً- من شريكة حياته فكريا وماديا.
والجانب الثاني: أن تشعر الزوجة بتلك المكانة.
سيدتي بعد أن أعدت التفكير في مشكلتك وجدتني أسأل نفسي: ترى هل مشكلتها تتعلق بالفروق الفعلية بينها وبين من تحبه، ومن ثم هي تخاف الزواج منه؟ أم أن مشكلتها تتعلق بإحساسها بصعوبة تركه؟ وحتى الآن لا أعرف الإجابة، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بالسؤال الأول، فإنك ترين بالفعل الفروق الثلاثة الكبيرة التي ذكرتها ومنها العمر، وهنا أقول لك إن الفارق العمري لا يتعلق بالشكل فقط -كما ذكرت- بل إن الجزء الأكبر منه يتعلق بالنضج واستيعاب مزيد من الخبرات الحياتية.
أما إذا كان الأمر يتعلق بحبك له، فأحب أن أقول لك: إنه ليس بالضرورة أن يكون نهاية طريق الحب هو الزواج.
وفي النهاية أحب أن تقرئي ما ورد على الروابط التالية:
التوافق بين الزوجين: قواعد عام!
حدود فارق السن بين الزوجين
معادلة فارق السن بين الزوجين
في اختيار شريك الحياة: الصورة الكلية أهم!
خريطة طريق لاختيار شريك الحياة
أزمة اختيار شريك الحياة