أود في البداية أن أوجه تهنئتي لأسرة مجانين على هذا الموقع العظيم، كما أود أيضا توجيه عميق شكري وتقديري لكل مستشاري صفحة الاستشارات، فكم استفدت وما زلت أستفيد من توجيهاتكم وآرائكم ونصائحكم، فجزاكم الله عني خيرا... وبعد.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، عقدت قراني منذ 3 أسابيع، وهناك سؤال يدور بخاطري من فترة:
كيف يتعاون الزوجان في أداء مهامهما الدعوية؟ وكيف يخططان معا أن يصلا لأفضل مستوى في الدعوة؟
في الحقيقة، كنت لا أتناقش مع خطيبي في هذه المسألة في فترة الخطوبة، لكنه على علم أن لي نشاطا دعويا، وأن لي فكرا أعمل من خلاله، وإن كان هو لا يتبع فكرا معينا، وبعد عقد القران شعرت بالتقصير في هذه النقطة، كما أنني على اقتناع أن هذه الفترة هي أفضل فترة للتخطيط للحياة الزوجية في كل جوانبها، ومن أهم الجوانب الجانب الدعوي، الذي هو أيضا أحد نوايا الزواج.
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على حسن استماعكم وصدق نصيحتكم،
وتقبل الله منا ومنكم.
22/9/2023
رد المستشار
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
أول ما يهمني أن أبدأ به كلامي هو أن أوضح لك أن نجاح الحياة الزوجية والعلاقة الإنسانية بينكما هي أصل كل نجاح في كل الجوانب الأخرى سواء الدعوية أو الاجتماعية أو الدينية... إلخ.
وأقصد بالحياة الزوجية الإنسانية أن يجمعكما العشرة الطيبة وحسن المعاملة وصدق القول والمشاعر والثقة والصبر وتحمل الزلات و... إلخ.
هذه المعاني هي التي تقوم عليها البيوت، ولو لم تكن موجودة تسقط كل الخطط والاتفاقات والعهود.
والآن.. آتي للجانب الدعوي.. يجب أن تتفقا منذ الآن على هذا المبدأ، وتقرآ معا بعض الكتب أو تستمعا لبعض الأشرطة التي تؤكد على ضرورة الدعوة إلى الله والإصلاح وإعمار الأرض حتى يصل كل منكما إلى قناعة مؤكدة بهذه الفكرة، وتتفقا بعد ذلك وتعاهدا الله على أن هناك حدا أدنى لا يقل أداؤكما عنه مهما تغيرت الظروف.
ولكن تبقى نصيحة أخيرة: تعاونكما سويا لا يلغي دور كل فرد مع نفسه..!! بمعنى أن هذا التعاون يأتي في المرتبة الثانية بعد الدور الذاتي.
فلا تلقي بتقصيرك في يوم من الأيام على عدم تشجيعه لك، وخاصة لأنك قد ارتبطت به وأنت على علم بأن ليس له اتجاه مثلك. فإن استجاب لعروضك فلا بأس، وإذا لم يستجب فهو حر، ولا يجب أن ينتقص هذا من حبك واحترامك له فهو زوجك قبل أي شيء آخر وعليك أن تستمري عندئذ معتمدة على الله ثم على نفسك.
والله معك.