وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف! م
رجوع الوسواس أقوى
السلام عليكم، أنا أرسلت لكم استشارة من قبل وبعدها الحمدلله خف وتحسنت لكن اليومين هذول عاد الوسواس وبقوة وأخاف أن أعود للوضع الذي اكتئب فيه مشكلتي هي في النجاسة، أنا سافرت إلى بيت أبوي وفي أشياء ناسية هي نجسة أو لا لكن لما أشوفها بتذكر أنها نجسة هل هذا كاف بحكم نجاستها؟ مثلا ريموت التلفزيون عندما أريد مسكه يأتي في ذاكرتي شيء أنه زمان كان نجس قبل لا أسافر ثم لا أمسكه أو مثلا قفص الببغاء لدي أحس أني أمسكته ويدي نجسة دون أن أرى دليل أو علامة وأحكم بنجاسته أو أمسكت الريموت ثم أمسكت القفص وحكمت بانتقال النجاسة ما حكم ذلك؟ فأنا كثيرة النسيان في موضوع الوسواس ولا أستطيع أن أحكم بشيء هل كان طاهر أو نجس
كان لدي جروح في المنطقة المهبلية حولين فتحة الإفرازات قمت بالاغتسال من الدورة ثم بعدها نشفت ولبست ملابسي ولكني أحسسني أني تنسجت لأن الجروح كانت تنزف قبل الاستحمام فأشعر أن الماء المتقاطر بعد الاغتسال كله نجس وقام بتنجس جسمي لأنني بعدها صليت ونمت ودشداشتي لبت رجلي وكانت مبللة ولمست العديد من الأشياء أمي وأختي يقولون أن الدم طاهر وأني لم أتنجس لكن أنا لا أستطيع الأخذ بقولهم لأن الجروح موجود في المنطقة المهبلية فهو بالتأكيد نجس ماذا أفعل؟ حيث أنني نمت على سريري وغطائي وكنت مبللة بالماء هل تنجس سريري؟ عندما سألت دار الإفتاء الأردنية كان يقولون أن الدم نجس ولكن هنالك نص استوقفني (الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الأصل أن الدم نجس؛ لقوله تعالى: (قُل لاّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيّ مُحَرّماً عَلَىَ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنّهُ رِجْسٌ) الأنعام/145.
إلا أن نزول الدم من الجرح لا يبطل الوضوء سواء كان كثيرا أو قليلا، ولكن يستحب الوضوء احتياطا وخروجًا من خلاف من أوجبه من الفقهاء. كما أنه لا يفسد الصلاة. أما حكم وصول الدم إلى ملابس المصلي أو بدنه فإذا كان من الشخص نفسه فيعفى عن كثيره وقليله.
قال الإمام النووي رحمة الله: "احتج أصحابنا بحديث جابر (أن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حرسا المسلمين ليلة في غزوة ذات الرقاع، فقام أحدهما يصلي، فجاء رجل من الكفار فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه، ثم رماه بآخر، ثم بثالث، ثم ركع وسجد ودماؤه تجري) رواه أبو داود في سننه بإسناد حسن، واحتج به أبو داود".
وموضع الدلالة أنه خرج دماء كثيرة واستمر في الصلاة، ولو نقض الدم لما جاز بعده الركوع والسجود وإتمام الصلاة، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم ينكره انتهى من "المجموع". والله تعالى أعلم. هل هذا يعني ان الدم معفو عنه؟ أنا لا أفهم لأنهم في بداية الفتوى قالوا الدم نجس ثم قالوا يعفى عن قليلة وكثيرة وهل هذا مشمول في الدم حول منطقة المهبل؟ حتى أنني من الوسواس صرت أشك هل الدم يخرج من داخل المهبل أو هو من الخارج حوله
ذهبت إلى معرض كله كلاب وكنت أمسكهم وأحاول أن لا يلعقوا ملابسي ولكن يوجد كلب قفز على حقيبتي وكان وجهه مواجه لحقيبتي وكأنني رأيته يحرك فمه أو أنه حرك فمه ولعق ثم أبعدته وهو أكثر من مرة قفز علي وأكثر من كلب كان يقترب ولكن لا أعلم هل لمسوا عباءتي نسيت والآن مر أيام ونسيت ولكن بعد أن خرجت من عندهم ذهبت وغسلت حقيبتي بالمغسلة وضعتها تحت صنبور الماء لم أحسب عددا فقد قلت أنني سأغسلها لتذهب النجاسة العينية فقط ولكن بعدها عندما فتحت الشنطة وجدت أن داخلها يوجد بلل وداخل شنطتي يوجد جواز سفري وسماعات الأذن السلكية وأدويتي والعديد من الأغراض هل تنجست أغراضي جميها بلعاب الكلب؟ هل غسلي للحقيبة كان كافي في إزالة لعاب الكلب؟ أم أن يدي عندما لمست الحقيبة مرة أخرى تنجست؟ وكان هاتفي وساعة يدي موجدين بجانب المغسلة وكان عليهم ماء ربما تطاير الماء عند غسلي للحقيبة وتنجست؟ أم عندها أمسكتهم بعد مسكت الحقيبة تنجسوا باللعاب؟ وعندها غسلت يدي تبلل كمي بالماء هل تنجس؟ وحقيبتي كنت ألبسها فهل عند تبللها بالماء وملامستها لعباءتي وملابسي تنجست؟
عند عودتي للمنزل قام أبي بغسل ملابسي وعباءتي بالغسالة الأتوماتيكية على مرتين وقال لي أن هذا كافٍ في تطهيرها وأمي قالت أن هذا كاف لكنني غير مقتنعة لكنه ربما لم تلف الغسالة وتغير الماء سبع مرات كيف حكموا بالطهارة؟ ما أفعل هذول المشكلتين يسببون لي الأرق والخوف والفزع؟ أنا الآن أمسك هاتفي وأخاف أن يكون نجس لأنني مسكت كل شيء بالمنزل ومسكت الهاتف ويدي مبللة بالتأكيد انتقلت نجاسة الكلب أو حتى سماعاتي السلكية أو البلوتوث أنا كثيرا أستخدمها ماذا أفعل لا أستطيع غسلهم هل كلهم محكومين بنجاستهم؟ أنا حاولت البحث عن فتوى الأيسر لكنني لا أستطيع الفهم بل زاد وسواسي لا أعرف الآن بماذا أحكم عندها قلت سأتجاهل أتاني تفكير أن الله سيحاسبني يوم القيامة على تجاهلي النجاسة خصوصا أن نجاسة الكلب يجب غسلها سبع مرات ولا يمكنني غسل هاتفي وسماعاتي بالماء وملابسي لا أعلم كم مرة غسلت
أيضا لدي ببغاء نوع روز عندما أخرجه يقوم بإخراج برازه أحيانا على ملابسي أو الكنب ولا أعرف هل برازه نجس أو لا؟
جميع من أسألهم يقولون لي تجاهلي لكنهم لا يستطيعون فهمي أنا أريد أن أفهم لما أتجاهل لو تجاهلت دون أن أفهم أعيش في عذاب حتى النوم لا أرتاح له
أريد حقا أنا أتعالج من هذا فعندما أسأل عن فتوى هم يقولون أن أعرض لأنني موسوسة أو يعطوني حكم لا أستطيع فهمه
20/9/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "دانة"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
1-بالنسبة لنجاسة الريموت ونحو هذا...، أنت موسوسة وسواسًا غير خفيف، يعني القلق يجعلك تحكمين على الأشياء بالنجاسة دون دليل، ثم تنسين لماذا حكمت بذلك، ثم تبقين ثابتة على هذا الحكم حتى لو قمت بالتطهير بنفسك!!
وهذا يجعلك ويجعلنا لا نتيقن صحة ما تقولينه، هل فعلًا الشيء الفلاني نجس، أم لا؟ ولا تنجيس بالشك. أي نبقى نحكم على الأشياء أنها طاهرة. هذا أولًا. ثانيًا: لو فرضنا أن هذه الأشياء متنجسة، فإن نجاستها لا تنتقل إلى يدك لأن النجاسة الجافة لا تنتقل لا إلى الشيء الجاف، ولا إلى الشيء الرطب إذا لامسها إلا إذا رأيت عين النجاسة أصبحت على يدك، وهذا مستحيل في النجاسة التي لا ترينها على الريموت مثلًا؛ هذا عند الحنفية.
وعند المالكية إذا قمت بمسح الأشياء المتنجسة، فإن نجاستها لا تنتقل إلى غيرها في جميع الأحوال والاحتمالات، يعني أصبحت مستحيلة الانتقال. ولا أرى أجمل من هذا الحكم للتخلص من مشكلة الانتشاري السحري للنجاسة. هناك رخص أكثر من أن تحصى في المذاهب، تستطيعين من خلالها أن تحصري النجاسة في محلها، وتعيشي مرتاحة
2-الجروح التي عند فتحة المهبل (والتي أظنها من كثرة تنظيفك للمنطقة)، قلت إنك نشفتها، ولم تذكري أنك عند التنشيف وجدت أثرًا لدم الجروح. وهذا يعني أن النجاسة غير موجودة، وأن الدم قد انقطع.
ثانيًا: الدم نجس باتفاق، ولكن الاختلاف في رخص تجعل الدم لا يؤثر على صحة الصلاة، أو تحكم بعض المذاهب بطهارته بشروط معينة، إذا كان ليس ((دمًا مسفوحًا)) كما في الآية... ولهذا تفصيلات كثيرة جدًا عند كل مذهب، من المستحيل شرحها هنا.
المهم أن تعلمي أن أمر الدم لا يخيف وإن كان نجسًا، ذلك لأن الإنسان معرض كثيرًا للجروح وخروج الدم، وتطهير كل ذرة منه فيه مشقة بالغة، والمشقة تجلب التيسير، لهذا هناك أحوال لا يؤثر وجود الدم فيها، أي وجوده وعدمه سواء بالنسبة للتنجيس.
3-سؤالك عن الكلاب محلول من أوله (لا تعلمين هل لمسوا عباءتك أم لا؟) ولا تنجيس بالشك، إذا لم تتيقني 100% أنهم لمسوها، فالشرع يقول لك: إنها ما زالت طاهرة... كل ما فعلته بعد ذلك من عمليات التطهير لا داعي له، والماء الذي غسلت به الحقيبة طاهر، وعباءتك طاهرة لا داعي لإعادة تطهيرها لا بالغسالة ولا بغيرها.
ثم إن الكلب طاهر عند المالكية فنامي قريرة العين... طنشي لأن الوضع ليس خطيرًا
4-براز الطيور التي تطير طاهر عند الحنفية والمالكية والحنابلة، نجس عند الشافعية. ورغم أنني شافعية فإنني أقلد مذهب الطهارة عندما أخرج عصافيري من القفص... وبالمناسبة، المالكية والحنابلة يقولون بطهارة فضلات مأكول اللحم سواء طير أم غيره، وسواء كان الطير يطير أم لا كالدجاج والنعام.
أترين أن الأمور أهون بكثير مما تظنينه؟ وأنه يمكنك أن تعيشي مسترخية دون قلق ولا خوف؟ وأن المرض هو الذي يوحي إليك بعكس ذلك؟ وأنك أنت من صدقتِ الوسواس بدل أن تتجاهليه؟
ابدئي بالتجاهل، مع القناعة بأنك غير مؤاخذة لأنك مريضة، ولأن الأولى لك اتباع الرخص في المذاهب، والأمور عال العال.
عافاك الله