السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أعتذر منكم فقد كتبت اسما مستعارًا وكذلك بلدي. سأحاول الاختصار قد استطاعتي.. بدايةً أنا شاب ملتزم بالصلاة وأقرأ كثيرا فيما ينفعني في ديني، وأجد نفسي في حال جيدة جدا مع ديني وربي ولا أزكي نفسي، ولكن نقطة ضعفي في النساء! ولعلها نقطة ضعف الرجال جميعا.
غفر الله لنا.
كنت كغيري من الشباب أحادث الفتيات على النت وأتعرف عليهن ونتبادل عبارات الغزل وما يستحيا من ذكره.. وكنت عازما على ترك هذه الآفة حال تقدمي لفتاةٍ أرتضيها خلقا ودينا، ليس فقط من أجلها والله، وإنما لأني لست راضٍ عن حالي! أصلي الفجر وأتصدق وأدعو الله في كل يوم جمعة وأتضرع، وأقرأ أذكاري، وأطلب العلم وأدعو إلى الله، وبرًّا بوالدي، ثم أقع فريسة سهلةً في فتنة النساء!!
بعد فترة، تعرفت بالصدفة على فتاة، ووجدت فيها بغيتي وكل ما أتمنى، وبعد فترة من الإعجاب المتبادل الذي لم نصرح به، أخبرت أهلي أني أريد خطبتها وطلبت منها رأيها ورأي أهلها، وبالفعل وافقت وأخبرت والدتها ثم بلغتني بموافقة الأخيرة. والآن دخلت في جمعية حتى أستطيع بعد عدة أشهر خطبتها ودفع مهرها وأنا سعيد بها جدا لأبعد حد، وتحول حديثنا إلى الحب الصريح والغزل المتبادل وصرنا (حبيبين) هذا حدث قبل عدة أشهر.
لكن مشكلتي بعد هذا هي في تلك التركة، تلك النساء اللاتي لم يزل بعضهن على علاقة وتواصل معي، ذلك العبث الذي استمر. وقد كنت عازما جازما على قطعه تماما فور حصول الخطبة! قبل أن يأتيني الضمير على حين غرة ويحرقني حرقا *وهذا حصل قبل يومين..* كيف رضيت هذا لتلك الفتاة الطيبة يا أحمد؟ تلك التي تظن فيك التزاما وطهرا واستقامة! كيف استطعت يا أحمد أن تغشها.. لو كانت تدري أنك منحرف هكذا لما أحبتك، هي مخدوعة بك يا مخادع! وأنا والله قد أعجبتها في كل صفاتي الحسنة، ولكن هذه الآفة هي قاصمة ظهري وأرجو أن لا تكون قاصمة لعلاقتي معها.
عزمت على قطع كل علاقاتي مع النساء وفي مرة واحدة، وفعلت ذلك بالفعل.. نعم فعلته وأقسم أني لن أعود لمثله!! وهذا حدث اليوم! لكن ذلك التأنيب والعذاب الذي يمارسه الضمير علي لم أستطع تخطيه ولا إطاقته، تدفعني نفسي للاعتراف لها وأخاف أن أهدم علاقتي معها وأهدم نفسي من وراء ذلك.
لقد وجدت من أريد والله، لقد جُمِع قلبي عليها وارتحت وسُعدتُ!
كيف السبيل إلى تجاوز هذا التأنيب والعذاب؟
هل لأن الأمر لازال حديثا؟ هل بعد فترة تخفّ وطأة هذا العذاب؟
هل أحاول أن أتحدث معها حول الخيانة لأعرف كيف تنظر للأمر فأقرر بناءًا عليه التحدث من عدمه؟
أنا أعاني
ما الحل بارك الله فيكم
20/9/2023
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الإسان دوماً يبدأ بصنع عادات معينة في رحلة حياته ومنها التواصل عبر الإنترنت مع من تعرف على أرض الواقع أو لا تعرف. هذا التواصل يتميز بعدم وجود مراقبة الآخرين أو الضمير الحي لأنه تواصل بين طرفين على بعد ولذلك لا تسمع عن تأنيب الضمير وترى من هو متمسك بطقوسه الدينية أو غير متمسك بها يمارسه.
بعد فترة تبدأ العادات التي صنعها الإنسان بصناعتها لشخصيته٬ وخطر الاتصالات عبر الإنترنت قد يتجاوز المعقول ويسيطر على الإنسان ويمنعه من تطوير ذاته اجتماعياً. هذا لم يحدث معك كلياً وقررت الانتباه إلى الواقع الحياة وأن تفعل ما يجب أن يفعله الإنسان في عمرك. رغم ذلك فإن الإنسان لا يتغير بين ليلة وضحاها ورغم تصميمك على وقف هذه الاتصالات عدت إلى ممارستها. الإنسان يستاء جدا من انتقاد الآخرين لعاداته لأنه انتقاد لشخصيته التي صنعتها هذه العادات ولكن أشد انتقاد هو انتقاد الضمير والشعور بالذنب لأن ذلك يسبب تنافر معرفي يمزق الإنسان داخلياً وهذا ما حدث معك.
من تتصل بهن عبر الإنترنت يتصلن بغيرك ولست بفارسهن الوحيد . لا تحتاج أن تعترف لخطيبتك ويكفي أن تعترف لنفسك فقط وتتذكر بانتقالك إلى موقع جديد في الحياة. ستكتسب وتصنع عادات جديدة مع زوجتك وهذه العادات ستنصع منك إنسان جديد.
وفقك الله.