د. رشــا حســني عــلي
السلام عليكم عندي حالة اكتئاب شديدة وحزن وقلق في كثير من الأحيان وخاصة في حياتي الجامعية يؤثر كثيرا على حالتي الدراسية. لا أستطيع حتى التكلم بسلاسة مع الآخرين يراودني القلب وتسارع دقات القلب. في الجامعة لا أستطيع أن أفعل أي شيء بسهولة حتى الدراسة فقد تؤثر علي
كثرة الأشخاص من حولي وخاصة الفتيات فلا أستطيع فعل أي شيء حتى التقاط صورة لنفسي هناك.
أنا في حالة حزن شديدة وحتى في نومي تراودني أفكار تحزنني كثيرا.
22/9/2023
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل "محمد" حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك، ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك
قرأتُ رسالتك باهتمام، وأسألُ اللهَ العظيم لك الشفاء والعافية، إنَّ ما ذكَرْتَه من أعراض نفسية، بدأتْ على شكل أعراض قلق، ونوبة هلَع، تَحَوَّلَتْ فيما بعد إلى أعراض اكتئابية، مع الاستمرار في القلق والهواجس - هو مرَض نفسيٌّ معروفٌ، نُعالِج مثله كلَّ يوم في العيادات النفسيَّة.
ومع ذلك، فبداية، وقبل أي شيء، يجب عليك أولا مراجعة الطبيب أخصائي الباطنية والقلب في منطقتك لعمل التحاليل والفحوصات اللازمة لاستثناء وجود سبب عضوي لما تشعربه من أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، ذلك لأن بعض الأمراض العضوية قد تتسبب في حدوث ما تشعر به من أعراض نفسية وجسدية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اضطراب إفرازات الغدة الدرقية، فهذا الاضطراب يكون مصحوبا بظهور أعراض جسدية مشابهه لما جاء في رسالتك، مع وجود أعراض التوتر، والقلق، والاكتئاب.
أما إذا أثبتت التحاليل والفحوصات سلامتك من أي أمراض عضوية فيكون ما تشعر به من أعراض ناتج عن اضطراب نفسي وهو اضطراب القلق المعمم المصحوب بنوبات هلع، وأفكار وسواسية، مع أعراض اكتئابية، وما تشعر به من أعراض جسدية مثل ضيق الصدر مع خفقان القلب تعد من أعراضه الشائعة بالإضافة إلى أعراض أخرى، منها:
اضطرابات النوم.
التعرق.
التهيج والعصبية.
صعوبة التركيز.
عدم القدرة على السيطرة على القلق.
الخوف من أمر معين، وأحيانا الخوف بدون وجود سبب واضح
ما أريدُه منك أولا للتغلب على هذه الأعراض هو أن تقوم بممارسة كلِّ ما تجده مريحًا لنفسك، ويبعث فيكَ الطمأنينة، وقد تساهم بعض النصائح والتغييرات في نمط الحياة في التخفيف من الأعراض التي تعاني منها، ومنها الآتي:
اتباع نظام غذائي صحي .
ممارسة تمارين الاسترخاء للحد من التوتر والقلق.
الاهتمام بممارسة الرياضة
المحافظة على الصلوات، وقراءة القرآن
الاهتمام بالقراءة، والاستماع للموسيقى.
الامتناع عن التدخين، وشرب الكحول.
الحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة.
تناول المشروبات ذات المفعول المهدئ كاليانسون والنعناع .
الحصول على عدد ساعات كافية من النوم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن أُشَدِّد هنا على دَوْر الدواء في التعامُل مع هذه المشكلة النفسيَّة لذلك أنصحك بمراجعة الطبيب أخصائي الطب النفساني في منطقتك، وبدوره سوف يقدم لك العلاج المناسب لحالتك، وقد يتضمن العلاج ما يأتي:
العلاج الدوائي.
العلاج السلوكي المعرفي
يجبُ أن أذكرَ هنا أنه – بتوفيق الله – قد وَصَلَ العلماءُ إلى أدْوية نفسيَّة حديثة لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب، لا تُسَبِّب التعَوُّد والإدمان، وليس لها أيَّة أعراض جانبية خطيرة ؛ ولهذا أوصيك بالالتزام بها لفترةٍ جيدة إذا وصفها لك طبيبك، حتى تحصل على المفعول المطلوب، وتعود لحياتك الطبيعية.
أما اذا كنت في منطقة لا يتوفر بها أخصائي للطب النفسي، فيمكني أن أساعدك بوصف علاج مناسب لك وهو السبرالكس 10 ملجم (اسيتالوبرام 10 ملجم قرص)، هذا الدواء مضاد للقلق، ونوبات الخوف، والهلع، والأفكار الوسواسية، والاكتئاب، وسوف تشعر بعد الانتظام عليه بتحسن تدريجي – بإذن الله تعالى – حتى تصل إلى الشفاء التام . تناول منه أولا نصف قرص يوميا بعد الغذاء لمدة أسبوع، وبعد ذلك زد الجرعة إلى قرص كامل يوميا بعد الغذاء، واستمر في تناوله بهذه الجرعه بانتظام لمدة ستة أشهر ثم يوقف تدريجيا بعد ذلك إذا شعرت بالتحسن التام.
أيضا، أريدك أن تتناول – بجانب الدواء الأول – دواء آخر وهودواء ريميرون 30 ملجم (ميرتازيبين 30 ملجم قرص)، تناول منه نصف قرص يوميا بانتظام بعد وجبة العشاء لمدة أسبوعين فقط ثم يوقف بعد ذلك.
أريد أن أطمئنك بأن هذه الأدوية آمنه، ولا تسبب الإدمان والتعود كما ذكرت لك من قبل، وليس لها آثار جانبية، وستشعر بعد الانتظام عليها بكثير منَ التحسُّن – إن شاء الله – خلال فترة وجيزة، ستلاجظ اختفاء الحزن والقلق والأفكار السوداوية، وستتمكن - بإذن الله – من التحدث بسلاسة، والتصرف بتلقائية دون خوف في وجود الأشخاص، وستتمكن من التقاط الصور، والاستمتاع بوقتك مع أصدقائك بعيدا عن القلق .
وأخيرا، أدعو الله أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأشكُرك على ثقتك الغالية، ونحن نتطلع لمتابعتنا بأخبارك، وبالله التوفيق .
ويتبع>>>>>>: حزن واكتئاب وقلق اجتماعي شديد م