السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل، أنا لدي مشكله وأرجو إيجاد الحل لديكم ألا وهي كيفية التعامل مع زوج بخيل وكتوم ولا يحب الكلام ويحب معرفة كل شيء عن الآخرين ولا يريد أن يعرف عنه أحد شيئا حتى لو بسيطا.
وهو دقيق الملاحظة، ويترقب كل شيء ويدعي عكس ذلك... وسيئ الظن وعديم الثقه بالآخرين، ويتدخل بأبسط الأمور الشخصية وتفاصيلها... دائم التفكير... لا يبوح بأي شيء يخصه مهما كان بسيطا... ينتقد كل شي وبدقة... ولا يشجع على عمل جيد أعمله... دائم الانتقاد... ويتدخل في أمور شخصية لا يعرف عنها شيئا وليس لديه فكرة عنها.
وإن أعجبه شيء من تصرفاتي لن يمدحني... وإن رأى مني شيئا جميلا لا يبينه وينظر إليه من طرف خفي... إذا عملت شيئا يحبه لا يشكرني... وإن سألته عن أي شيء مهما كان بسيطا يصمت لا يرد، وإن هو أخطأ في حقي وهو يعرف ذلك أبدا فلا يعتذر.
ومهما كان شعوره تجاهي جميلا لا يبينه... وأحيانا أشك في حبه لي... ولا يحب الكلام والعتاب والمواجهة... وإذا واجهته يرد بكلمة واحدة ولن يكثر، ويجعل أفكاري وشكوكي تتسع وتأخذني الأفكار بعيدا، وبصمته الرهيب يجعلني أشك فيه. بالرغم من هذا كله أيضا له إيجابيات لا تنكر... ونحن البشر كلنا إيجابيات وسلبيات.
السؤال هنا: أنا لا أريد أن أخسر زوجي وأهدم عش الزوجية وأنا سعيدة معه، وبه أيضا صفات أخرى لا توجد في أي رجل في هذا الزمان من الطيبة والوقار واحترام ذاته ولا يعمل المنكرات وملتزم خلقيا وأدبيا ودينيا... وأنا حائرة في كيفية إصلاحه... كيف السبيل لذلك؟ أرجو المساعدة أو كيفيه التعامل معه؟ أرجو منك إرشادي ونصحي. وجزاكم الله خيرا.
5/9/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة، زوجك ينتمي إلى نمط الشخصية الوسواسية، وهذه الشخصية تتسم بالبخل في المال والبخل في المشاعر والاهتمام بالتفاصيل وكثرة الانتقاد والالتزام بالنظام والدقة في كل شيء، وهذا يستدعي التدخل في كل صغيرة وكبيرة في محيط حياته وحياة من معه.
وهذه الشخصية تتسم كثيرا بالعناد وأحيانا بالجفاف وأحيانا بالقسوة. ومع كل هذه الصفات المزعجة هناك وجه آخر لهذه الشخصية الوسواسية لم تغفليه في رسالتك، وهو أنه إنسان وقور ومحترم وحي الضمير، وغالبا ما يكون متمسكا بالقواعد الدينية والأخلاقية ومحافظا على بيته ومتحملا للمسؤولية.
وهكذا نجد أن الشخص الوسواسي لديه من العيوب بقدر ما لديه من المميزات، وبالتالي فإن الحياة معه ليست مستحيلة على الرغم مما يشوبها من المصاعب، خاصة عدم قدرته على التعبير عن مشاعره الإيجابية تجاه زوجته وتمسكه الدائم بالموقف النقدي والتركيز على السلبيات والعيوب.
وإذا عرفت أن هذا نمط لشخصيته له جذور عميقة في طريقة نشأته المبكرة فربما تلتمسين له بعض العذر وتحاولين تركيز نظرك واهتمامك على جوانبه الإيجابية، وهي موجودة بالفعل ولا يوجد إنسان خال من العيوب، وعيوب الشخصية الوسواسية ربما تكون أخف وطأة من عيوب شخصيات أخرى ربما يستحيل أو يصعب تحملها.
وتذكري وأنت تتحملين عيوب زوجك أنك تؤجرين على ذلك، وأن هذا ابتلاء لك إذا نجحت فيه كان لك الجزاء العظيم عند الله، وأن معاناتك من صفاته السلبية وصبرك عليها عمل عظيم تبتغين به وجه الله.
واقرئي أيضًا:
اضطراب الشخصية الوسواسية أو القسرية
طيف الوسواس OCDSD شخصية قسرية وسواسية
التعليق: أخاف أن يكون ما أكتبه من الأسباب التي قد تسبب شقاقًا بينك وزوجك ولكن الحقيقة أن الكثير مما ذكرته يذكرني بأبي -للأسف- كما أن كلامك عن زوجك وتدينه وأدبه استفزني، مثل الكثير من الاستشارات التي إما يصف أصحابها أنفسهم بالالتزام الديني أو يصفون به الطرف الآخر في الصراع الذي يعانونه مع أن تفاصيل ما يحكونه تطعن في ذلك بشدة.
البخيل بعيد عن الناس بعيد من الله وبعيد عن الجنة. البخل وعبادة المال أصلا تعني أن البخيل لا يصدق أن الله يعطيه من الثواب ما هو أكبر من ماله أو صدقته كما أنه يشير إلى قسوة وعدم إحساس بالآخر لأنه حتى الكافر يتصدق شفقة على متلقي الصدقة. هل هذا التزام ديني؟ حسن خلق؟ أدب مع الله؟ جاوبيني أنت!
من لم يشكر الناس لم يشكر الله. وزوجك يرتعب من الإقرار لآخر بفضله عليه. أنا ممكن أستمر في تحليل كلماتك وربط كل منها بحال قلب من يحب أن يكون من أهل الله ولا أعتقد أن ذلك سيكون في صالحه للأسف
فكري في نفسك وحالك أنت وأولادك في المستقبل بعد قرن بلا شكر ولا اعتذار ولامشاركة في شيء.
نصيحتي والتي أرجو ألا تضيقي بها أن تصري عليه في طلب العلاج لأن مسائل مثل الشك في الآخرين ومراقبتهم ستؤثر عليك مع الوقت حتى ولو بلغ صبرك صبر الأنبياء والصديقين