السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
شيخي الفاضل، أود أن أسألك ما سبب النفاق الاجتماعي هل هو مرض نفسي أم أصبحت ظاهرة عامة؟ وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة؟
وكذلك شخص ينسب ما يقوم به من أفعال تغضب الله عز وجل للغير؟ ما السبب؟
وكيفيه التعامل؟
وبارك الله فيكم.
8/9/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة، يجب أن نفرق بين النفاق الاجتماعي والمجاملة أو الذوق في التعامل؛ ففي الأول يعلي الشخص من قيمة الناس ومن خوفه منهم فيظهر لهم وجها طيبا في حين يضمر لهم العداوة والبغضاء ويفعل في الظاهر ما يفعل عكسه في الباطن، وهذه ازدواجية نفسية ضارة وغير أخلاقية في ذات الوقت، وهي تدل على جهاز نفسي هش وضعيف ومخادع في ذات الوقت. وانتشارها يجعل الحياة مليئة بالأقنعة الكاذبة ويهدر مفاهيم الثقة والأمانة بين الناس.
والسبب وراء انتشار ظاهرة النفاق الاجتماعي ربما يكون ضعف الأخلاق المطلقة المرتبطة بالإيمان بالله الواحد ثم الرغبة في الحصول على مكاسب دنيوية زائلة، على اعتبار أن الناس يضرون وينفعون وهذا مما يجعل جزاء المنافقين شديدا.
أما المجاملة الاجتماعية وحسن اختيار الألفاظ وأساليب التعامل فهي تختلف عن النفاق الاجتماعي؛ حيث إن هدفها هو إشاعة المحبة والعلاقات الطيبة والرفق بالناس وتقوية الروابط الأخوية والاجتماعية.
وبخصوص الشق الثاني من السؤال فإن الشخص الذي يفعل الأشياء السيئة ثم يتهم بها الآخرين فإنه بمفهوم علم النفس يمارس ما يسمى "الإسقاط"، وهو عملية دفاعية نفسية لا شعورية يقوم بها الإنسان؛ لأنه لا يملك الشجاعة للاعتراف بأنه ارتكب خطأ؛ لذلك ينسبه للآخرين فيستريح، حيث أنه يخدع نفسه بأنهم هم المخطئون ويقول أيضا بأن الخطأ شائع ويفعله كل الناس فلا بأس لو فعلته أنا.