أحييكم على موقعكم الملفت الثراء، وأرجو أن يرد على استشارتي د. علاء مرسي لأن أسلوبه يعجبني
بعد فترة قصيرة من الزواج تبين أن الزوج عقيم، وخيّرني بينه وبين الفراق، فاخترته؛ لصعوبة الفراق على نفسي في ذلك الوقت؛ حيث كنت صغيرة السن لا أدرك الحياة كما أدركها اليوم. وكان في نفسي أمل كبير أن يجد علاجًا، ولكن مع مرور الوقت طرق أبوابًا كثيرة للعلاج، ولم يتحسن، بل ازدادت الحالة سوءًا.
والآن بعد مرور الزمن، تقل فرصتي أنا أيضًا؛ حيث تكبر سني، وتجاوزت السابعة والثلاثين من عمري. وأنا والحمد لله صابرة راضية بما قسم الله لي، وأشغل وقتي بما هو مفيد ونافع، ولكن في بعض الأحيان أخاف أن يكون صبري هذا في غير محله؛ حيث كان باستطاعتي في الماضي، كما أنه باستطاعتي الآن مفارقة هذا، ومحاولة بدء حياة جديدة مرة أخرى، ويزداد هذا الشعور كلما كبرت سني، حيث تتضاءل الفرصة أمامي وأخاف أن أندم في يوم ما.
فهل أنا مذنبة في حق نفسي؟
أم أنا على صواب في صبري على ظروف حياتي هذه؟
9/9/2023
رد المستشار
صديقتي
تقولين أنك اخترت أن تبقي مع زوجك لصعوبة الفراق.. وتقولين أن هذه الصعوبة كانت بسبب أنك لم تكوني تدركي الحياة كما تدركينها الآن في السابعة والثلاثين من عمرك.. ثم تقولين أن الحالة ازدادت سوءا وأنك تخافين أن صبرك قد لا يكون في محله.
مبدئيا كل كلامك يدور حول الإنجاب على ما أعتقد إلا إذا كان مصطلح العقم الذي ذكرتيه يخفي وراءه عدم مقدرة زوجك على ممارسة الجنس.
للأسف المجتمع البشري قد برمجنا وطبع في عقولنا أننا لن نكتمل ولن تكتمل سعادتنا ولن تكون لنا قيمة بدون أن ننجب، خصوصا النساء... أصبحت الغريزة شيء مقدس بل ويردد الكثير عبارة "سنة الحياة" وكأننا خلقنا لكي ننجب ونسلم الشعلة لأولادنا عندما نموت.
فماذا عن تقدير الله للرزق وأنه "يخلق من يشاء عقيما"؟
إن كان الموضوع حول الإنجاب فدعيني أسألك:
١. هل الإنجاب هو الشيء الوحيد المهم في حياتك؟ لماذا؟ ونحن نعلم أن الإنجاب ليس بضمان لوجود سند أو مساعدة أو أن يؤنس أولادك وحدتك في شيخوختك.. ليس هناك ضمان في الإنجاب ما عدا أنه سوف تكون عليك مسؤولية كبيرة تمتد لعشرين سنة على الأقل.
٢. من ناحية أخرى، ما هو ضمانك أو دليلك أنك سوف ترزقين بأطفال أصحاء من رجل آخر؟
٣. هل تحبين زوجك؟ وإن كنت تحبين فما الأهم عندك؟ الحب أم الإنجاب؟
إن كنت لا تحبينه ولا تريدينه كشريك حياة لباقي العمر فمن الأفضل أن تتركيه لكي يحظى كلاكما بفرصة وجود شريك مناسب يريد الحياة مع الآخر ولا يبالي بما ينقص هذه الحياة عدا الحب والمودة والرحمة والاستقامة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب