أنا شاب عمري 24 سنة، تخرجت في الكلية سنة 2020؛ وطوال فترة حياتي ودراستي وأهلي ينفقون الأموال من أجل إكمال دراستي، ولم يبخلوا علي في شيء، وكنت على أمل أن أتخرج في الكلية وأعمل لأرد لهم الجميل. ولكن في بداية 2021 حدثت بعض المشاكل؛ وهي أني كنت أحلم بالعمل الذي يكفيني ويكفي عائلتي رغم أنها لا تحتاج إلى مرتبي.
والمشكلة كالتالي:
أرى أن الزواج بالنسبة لي غير مناسب في الوقت الحالي، ولكن أهلي تقدموا إلى بنت عمي لطلب يدها وأنا أحبها وأتمنى أن تكون زوجة لي، ولكن ليس في الوقت الحاضر.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من أزمة نفسية شديدة؛ حيث إني عندما أخرج من موقع العمل لا أرغب بالذهاب إلى بيتي وإنما إلى بيت أحد أقاربي الذي هو صديق حميم لي. وعندما أذهب إلى البيت لا أستطيع التكلم مع إخواني ووالدي، في حين أني كنت كثير الكلام والمرح معهم، وهم الآن يحاولون التكلم معي وسؤالي، ولكني أجيب على قدر السؤال وأسكت، في حين أني لا أرغب بذلك؛ فأصبحت أعاني من أمرين: الأول هو حالتي النفسية وتدهورها. والثاني هو أني أتعبت أهلي الذين صرفوا مبالغ كبيرة لخطوبتي، وقد حُدد موعد الزفاف بعد شهرين من الآن. وبذلك زادت مأساتي؛ حيث إني أخاف ألا أسعد المرأة التي أحبها، والتي كنت أتمنى أن تكون زوجتي ولكن ليس الآن.
أما سبب أزمتي هذه فهو أني أجبرت على أمور لا أريدها في الوقت الحاضر، وحيث إن هذا الأمر سيمنعني ربما من السفر الذي طالما حلمت به
أرجو أن يكون الجواب حلا لمشكلتي وشافيا لقلبي، ولكم الشكر والتقدير.
9/9/2023
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الزواج حدث في الحياة ينقل الإنسان إلى موقع جديد في الحياة. هذا الحدث يصاحبه الكثير من القلق٬ ولكن في نفس الوقت قرار الزواج قرار شخصي بحت. ما هو واضح بأنك لا ترغب في الزواج الآن ولا تجد نفسك مؤهلاً للعيش مستقلا عن أهلك مع شريكة حياتك. لا يوجد زواج بإكراه وما يجب أن تفعله هو أن تكون صريحاً مع أهلك كما أنت صريحاً مع نفسك.
التناقض يظهر في رسالتك مع حديثك عن حبك لابنة عمك٬ رغبتك في تحقيق طموحات أخرى قبل الزواج٬ ولكن لا تذكر إن كنت ترغب فعلاً في الزواج من ابنة العم أو غيرها. لا أظن أن لديك تجارب عاطفية سابقة وربما انعدام مثل هذه التجربة يفسر التنافر المعرفي الذي تشعر به حول تنفيذ رغبة الأهل أو تحقيق طموحات أخرى. كذلك لا تذكر ما الذي حدث عام ٢٠٢١.
إن كنت لا ترغب بالزواج فما عليك إلا النطق بكلمة كلا. إن كنت فعلاً تحب ابنة عمك وتشعر بتأنيب ضمير فما عليك إلا أن تتقرب منها أكثر وتتكلم معها. كذلك اطلب من أهلك تأجيل الزواج لفترة. بعد ذلك تقرر أنت لوحدك إن كنت فعلاً ترغب بالزواج أم لا. إذا الجواب هو النفي فعليك النطف بحرفين فقط بكلمة كلا.
وفقك الله.