السلام عليكم..
الدكتورة الفاضلة فيروز عمر، أنا فتاة كتب كتابي من شهرين تقريبا، وأنا في حيرة كبيرة بين أهلي وزوجي؛ خاصة والدتي فهي حساسة جدا وتهتم لأمري.
قد تطلب أمي شيئا أو تكون لها وجهة نظر، ولكن زوجي يعترض، وذلك على كافة المستويات؛ الفرح وشكله، اختيار الأثاث، وغيره من المعاملات.
أحيانا أطيعها فيغضب، خاصة بعد أن نكون قد اتفقنا على شيء وأغيره لطلب أمي.
فإلى أي مدى أسمع كلامها، وهل أسمع كلامه هو؟ وإن لم أسمع كلامه فهل في ذلك إثم؟
22/9/2023
رد المستشار
ابنتي الكريمة، أحب أن أبدأ كلامي بتوضيح نقطة مهمة، وهي أن فترة العقد التي نعيشها على شكلها الحالي أو في هذا الزمن هي صورة جديدة ربما لا نجدها في كتب الفقه القديم، لذلك فهي لم تأخذ حقها الكافي في البحث الشرعي.
وعادة ما نجد في كتب الفقه أن العقد مرادف ومتزامن مع النكاح أو الزواج الكامل، ونجد حقوق الزوج وحقوق الزوجة الموجودة في هذا الباب هي حقوق الزوجية الكاملة، أما في عصرنا الحالي فالعقد لا يشترط تزامنه مع النكاح، مما أوجد حالة جديدة نحاول جميعا أن نجتهد لنصل لأقرب وضع للصواب فيها من الناحية الشرعية والاجتماعية.
أقول لك يا ابنتي:
أمرنا الله تعالى بـ(طاعة) الزوج، و(بر) الوالدين على ألا يطغى أحدهما على الآخر، فلا تطغى طاعة الزوج على بر الوالدين ولا العكس.
ولعلك تلاحظين معي الفارق بين الطاعة والبر؛ فأنت وزوجك مؤسسة مستقلة عن الأب والأم، ولا سلطة لأحد على هذه المؤسسة، ولكن الصعوبة تكمن في أن تحتفظا باستقلالكما بما لا يتعارض مع اللطف والإحسان والبر بالوالدين سواء قبل الزواج الكامل أو بعده.
ابنتي الكريمة: تعودي أن تكون قراراتك أنت وزوجك مستقلة عن والدتك، ولكن احرصي كل الحرص على إرضائها بكل الطرق والتودد إليها وإقناعها باختياراتك، وتوضيح أن هذا يسعدك، وهي بالتأكيد تهمها سعادتك.
وأخيرا: احذري من أن تجرحي مشاعرها، أو أن تشعريها أنك قد استغنيت عنها.
واقرئي أيضًا:
ممزقة بين زوجي وعائلتي!
ما بين أمي وحبي أين أنا؟
حائرة بين أمي وقلبي: رهان العمر