وسواس من نوع آخر أم إنني سيئة؟!
السلام عليكم، كنت أبحث في محرك البحث عما يتعلق بمرض الوسواس القهري، فوجدت موقعكم، تعجبت من الاسم فدخلت أقرأ، وتشجعت أن أرسل إليكم استشارتي، ولأنني للأسف أشعر أن الأمر ليس مثل باقي مرضى الوسواس، فأنا أشعر أن ما يحدث معي شيء جديد لن يعرفه الأطباء، ومع ذلك، فأنا أود أن أطلعكم على الأمر لأن في داخلي شعور آخر بأنكم تعرفون ما أمر به، أو مر عليكم مرضى لديهم نفس حالتي، وأن لديكم تشخيصا لما أمر به،
تأتيني وساوس ردة، وأي فكرة تشعرني بأنني سيئة أو بشيء عكس ما أنا عليه أعتبرها وسواس وأستعيذ بالله منه، وأنا أعلم وكلنا نعلم أن الوسواس عبارة عن أفكار غير مرغوب فيها تجبر الشخص على فعل طقوس قهرية، كانت الأفكار عن الردة، فهذه هي الأفكار الغير مرغوب فيها، أما الطقوس القهرية هي نطق الشهادتين، لأنني بعد هذه الأفكار أشعر بالكفر،
تطور الأمر فأصبحت تأتيني وساوس كفرجنسية عندما أفعل ذنب معين، كنت أتجاهل هذه الوساوس، فأقول اطردي الوسواس، تجاهلي الوسواس، أستغفر الله أعوذ بالله، كنت أقول جملة من الجمل السابقة عندما تأتيني هذه الأفكار الكفرجنسية، بعد مرور أشهر وعندما كنت أفعل هذا الذنب المعين أتتني فكرة (إن الله يراك، كيف تستهينين بنظر الله؟، أنت منافقة لأنك ترتكبين هذا الذنب ولا يهمك الله ولا رؤية الله لك) الفكرة تدور حول ما قلته لكم في بين القوسين وأريد أن أقول لكم أن الأمر ليس كلاما، وإنما شعور، لا أستطيع أن أصف لكم الذي يحدث في داخلي، الأمر ليس فكرة أو حديث ولا كلاما وأحرف، هو شعور داخلي به كم هذا الكلام الذي سردته لكم.
المهم، الإنسان العادي ماذا سيفعل؟ هذا الشعور سيردعه وسيترك الذنب، ولكني كنت أعلم أن الفكرة تدور حول أنني أبارز الله بمعصيتي وأنني منافقة وأستهين بنظر الله ولا يهمني الله فهذا تحدي فكنت أستعذ بالله ليس من فكرة أن الله يراني، إنما من تطور الفكرة لأعلى من ذلك، وهو أنني أتحدى الله وأبارزه بمعصيتي، فكان الأمر يبدو لي طبيعيا، فأنا أعرف أن هناك وسواسا يدور حول فكرة أنني كافرة أو أنني أبارز الله وأتحداه وأنني منافقة، فكنت أستعيذ بالله منه وأقول اطردي الوسواس وتظهر علامات رفضي على وجهي للفكرة.
ثم بعد ذلك أصبح الأمر أنني إذا فعلت هذا الذنب بالعين تأتيني فكرة أن الله يراك فقط، دون اتهامي بأنني أبارز الله بمعصيتي أو أنني منافقة، ولأنني عند فعل هذا الذنب لا أكون إلا متوترة وخائفة ومتأهبة لورود أي فكرة تشعرني بالكفر سواء الأفكار الكفرجنسية أو الفكرة التي سردتها لكم في الاستشارة، فكنت أي فكرة تأتيني أستعيذ فورا ودون تردد، ودون حتى مراجعة الفكرة في ذهني هل هي وسواس أم مجرد فكرة عادية، فعندما أتتني فكرة أن الله يراني قلت اطردي الوسواس وعقدت حاجبي واستعذت، فاستغربت، لماذا عقدت حاجبي!!!، لماذا استعذت بالله أصلا، لماذا قلت اطردي الوسواس!!، طبيعي أن الله يراني، فكيف أستعيذ من هذا الأمر؟، هل أصبح وكأنني أعترض على أن الله يراني؟، هل أصبحت النفس اللوامة وضميري الذي ينهاني عن فعل الخطأ ويشعرني بأن الله يراني حتى أبتعد عن الذنب وسواسا أود أن أطرده من ذهني؟!!!!،
أصبحت أشعر بالكفر، لأنني قلبت الخير شر، حولت الأفكار الدينية التي تقربني من الله وتبعدني عن الذنوب وسواسا أستعيذ منه وأحاول طرده من ذهني ووجهي يعبس منه!!، ولكن أقول لكم بصراحة إن ردات فعلي تخرج مني سريعة ولا أحسبها، فأنا تفاجأت بعبوس وجهي واستعاذتي وقولي اطردي الوسواس، حتى إنني سألت نفسي لماذا عبس وجهي عند ورود فكرة أن الله يراني!، ثم قلت لنفسي، أنت في أغلب أفكارك إذا لم تعجبك فإنك تستعيذين بالله منها ويعبس وجهك، وأنت الآن يعبس وجهك وتقولين اطردي الوسواس عند ورود فكرة أن الله يراك، فمن الممكن أن هذه الفكرة لا تعجبك!
بعد سردي لتطور الأمر، هل هذا وسواس؟، إذا كانت الإجابة بنعم فكيف ذلك؟؟
هذه الأفكار لم تكن غير مرغوب فيها مثل تعريف الوسواس المعتاد، كيف تكون غير مرغوب فيها بالنسبة لي؟، فإذا قلت إن فكرة الله يراني غير مرغوب فيها فهذا كفر، وفي نفس الوقت تزل قدمي أحيانا في هذا الذنب فلا أود أن أستعيذ بالله من الفكرة أو وجهي يعبس لأن هذا خطأ وحرام، أود فقط أن أقول لنفسي إن هذه ذلة، ضعف نفس، غلبتني نفسي وهواي، هكذا من الكلام، ولا أريد أن أقول اطردي الوسواس لأن فكرة رؤية الله لي ليست وسواسا.
في نفس الوقت لا أستطيع أن أسيطر على ردات فعلي، فأنا أكون متوترة وخائفة من أن أفعل أي رد فعل يعرضني للكفر مثل عبوس وجهي أو قولي اطردي الوسواس عند فكرة أن الله يراني، فأجدني أعبس سريعا، أو أستعيذ أو أقول اطردي الوسواس، دون تفكير في ردة فعلي أصلا
أرجوكم أخبروني هل مر عليكم شيئا مثل هذا؟
وأين الوسواس بالضبط، لأن الفكرة ليست وسواسا، ما يشعرني بالهم هو ردة فعلي تجاه الفكرة
12/10/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "م.أ" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أولا توقعك عموما (أشعر أن ما يحدث معي شيء جديد لن يعرفه الأطباء) ليس صحيحا لأن ما يحدث معك اسمه اضطراب وسواس قهري عرض "و.ذ.ت.ق"، ثانيا توسمك في موقع مجانين (أود أن أطلعكم على الأمر لأن في داخلي شعورا آخر بأنكم تعرفون ما أمر به، أو مر عليكم مرضى لديهم نفس حالتي، وأن لديكم تشخيصا لما أمر به) هذا ولله الحمد صحيح، وقد فعلنا.
تقولين تأتيني وساوس ردة ثم (تطور الأمر فأصبحت تأتيني وساوس كفرجنسية عندما أفعل ذنب معين) والحقيقة أن من المهم تعيين هذا الذنب لنا لتقدر الأمور بقدرها فالمقصود هو الاسترجاز أو العادة السرية والتي تخالطها أفكار أو صور أو مشاعر كفرية، وأهمية تعيينه هي قدر الذنب فهو من الصغائر بل لعله أصبح من توافهها هذه الأيام، يعني ليس بقدر الذنب الذي يرجع عنه الإنسان إذا خطر له (إن الله يراك) ... من هنا تجدين طمع المذنب في مغفرة الله هو الشعور الغالب.
بشكل عام أسجل إعجابي أولا بالنص من أوله لآخره وبراعتك في التعبير، ثم بالتحليل المستنير في أغلبه ربما حتى وصل حيث اختلطت عليك الأمور وتحديدا منذ تساؤلك (المهم، الإنسان العادي ماذا سيفعل؟) ثم إجابتك الفادحة الخطأ (هذا الشعور سيردعه وسيترك الذنب)... لا تعرفين أنت طبيعة الكائن البشري أو ما هو الطبيعي بالنسبة له إذن!! فالطبيعي للواقع في الذنب حين يرد على خاطره (إن الله يراك) هو ما فعلته أنت بالضبط أحيانا أي يستمر في الوقوع في الذنب متناسيا أن الله يراه أو طامعا في عفوه سبحانه ورحمته دون كثير اهتمامٍ أو انشغالٍ بالأمر.
أما الانجرار اللاحق في دوامة كيف فعلت هذا (كيف تستهينين بنظر الله؟، أنت منافقة لأنك ترتكبين هذا الذنب ولا يهمك الله ولا رؤية الله لك) ... فهذه وسوسة لا جدال فيها وإن تلونت بلون الورع أو التورع وهو تعمق مرضي مذموم في تحاشي الكفر والاستهانة إلخ... كل ما قلته بعد ذلك بما فيه (هل أصبح وكأنني أعترض على أن الله يراني؟) وما بدأ يحدث من اختلاط تشعرين فيه بالعبوس في غير وقته وتستعيذين مما لا يستعاذ منه ... كل هذا من تلبيس الوسواس عليه ومن تأثيره على إرادتك وستعرفين عندما تحسنين القراءة على الموقع أن الوسواس القهري يستطيع إلقاء الشك في قلب الموسوس ويستطيع إشعاره بغير ما يصح الشعور به، ويستطيع خداع حواسه وأكثر وربما يفيدك أن تبدئي سلسلة مقالات من هنا: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل(1-3).
المهم لك فهمه بعد ذلك هو أن عليك أن تنسي كل ما قرأت في مواضيع الكفر والردة وشبهات الكفر والردة وكل ما كتب لغير الموسوس بالكفر لماذا لأن كل ما قرأته لا ينطبق عليك ولا يجوز لك الأخذ به والسبب أنك موسوسة بالكفر والموسوس بالكفر لا يكفر ولا يرتد، ولا يكفر حتى لو ظن أنه أراد الكفر.
عليك بعد ذلك إن استوعبت ما أحلناك إليه من ارتباطات أعلاه واقتنعت بما قرأت، عليك التوقف تماما عن تحاشي الكفر أو ما تخافين أن يحدث فتكفرين وهو ما يبقيك في حالة الترقب المرضية التي أحسنت وصفها فيجعلك تتصيدين ويتصيد لك وسواسك كل ما يبقيك في دوامة الوسواس، بينما العلاج أن تتصرفي بشكل طبيعي دون خوف لأنك محصنة شرعا ضد الكفر.
لا يشترط أن تكون الفكرة نفسها وسواسا وإنما ما تربطينه أو يربطه الوسواس بها من مشاعر وتعبيرات وربما أحاسيس جسدية (كالعبوس والانشراح وربما المشاعر الحشوية...إلخ) أو ربما عدم مناسبة الفكرة للموقف أو للموضوع قد يجعلها وسواسا ... تقولين: (في نفس الوقت لا أستطيع أن أسيطر على ردات فعلي، فأنا أكون متوترة وخائفة من أن أفعل أي رد فعل يعرضني للكفر مثل عبوس وجهي أو قولي اطردي الوسواس عند فكرة أن الله يراني، فأجدني أعبس سريعا، أو أستعيذ أو أقول اطردي الوسواس، دون تفكير في ردة فعلي أصلا) وليس مطلوبا منك أن تفكري في ردة فعلك ولا أن تعطي ردة فعل في الأساس، ولا مطلوبا منك أن تميزي أولا بين الوسواس وغير الوسواس لتعطي ردة الفعل... أنت قاسية متعمقة بلا داعي... وتعرفين أن الأمر لاإراديا يحدث منك وتعرفين أن الله يحاسبنا على ما أردنا وفعلنا واعين ومدركين لفعلنا وعواقبه ولا يأخذنا بزلات ألسنتنا هذا ونحن أصحاء في حين أنت موسوسة بالكفر أو الردة يعني ثبت إيمانها عند الله وأدلة ذلك كثيرة، تعرفين كل هذا... ورغم ذلك كأن تبحثين عمن يفتيك بما يخزيك لا سمح الله!؟
تنزلقين بعد ذلك في جلد الذات التعمقي (هل أصبحت النفس اللوامة وضميري الذي ينهاني عن فعل الخطأ ويشعرني بأن الله يراني حتى أبتعد عن الذنب وسواسا أود أن أطرده من ذهني) كم أنا سيئة مقززة (أصبحت أشعر بالكفر، لأنني قلبت الخير شر)
على رسلك توقفي عن هذا التفكير الإقصائي الثنائي والاستنتاج التعسفي وغيرها من عيوب التفكير، أنت بحاحة إلى علاج سلوكي معرفي مخصص للتعمق سنفرد له مقالات قريبا على الموقع.
أخيرا وعلى جنب في إذنك يا "م.أ" هو حضرتك لما تكونين أثناء ممارسة الذنب المعين أو غيره ثم تقولين (اطردي الوسواس عند فكرة أن الله يراك) هل ترين أن وجود فكرة أن الله يراك في لحظة ما ينفي وجود وسواس في نفس الوقت يا بنتي ... أنصحك ألا تقولي شيئا إذا أردت العلاج على أن تكملي ما كنت تفعلين ثم كل الأمر تهملين.... وأما إذا عجزت فقلت فإنك لا تطردين إلا الوسواس الموجود مع كل الناس... يعني إن قلت قولي وليس فيها أي شيء حتى لو كنت سليمة ... لكن طبعا وأخيرا حضرتك مريضة ومحتاجة إلى علاج، والعلاج المتكامل يحتاج تواصلا حيا (ليس مجرد تواصل نصي لا متزامن مع موقع إليكتروني) ... فتحركي في الاتجاه الصحيح.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس الكفرية والكفرجنسية هو هو وهي هي!! م