معاناة لا تنتهي
أنا شاب ٣٣ سنة أعاني من اكتئاب ونظرة سوداوية من الحياة فكلما أدخل مرحلة جديدة من حياتي أجد معاناة وأصبحت لا أجد أي شيء جميل حولي ولا أتلذذ بأي متعة فى الحياة فأنا مصاب بالوسواس القهري بسبب ما مررت به من تجارب مؤلمة
منذ فترة دخولي الجامعة وأنا أعاني بسبب معاناة السفر اليومي والإجهاد البدني والضغط النفسي الذي عشته وعدم الاندماج وما لبثت أن انتهت الأربع سنوات إلا ودخلت الجيش وعانيت بسبب وجودي على الحدود (السلوم) حيث كانت إجازتي كل شهر ونصف أو شهرين
ولما انتهت تلك الفترة دخلت فى مرحلة البحث عن عمل، فلم أستطع أن أجد أى فرصة عمل مناسبة طوال ست سنوات زاد فيها الضغط والمعاناة التى لا تحتمل حتى التحقت بعمل أمين مخزن رغم أنني من المتفوقين دراسيا ودرست فى كلية من كليات القمة وأحصل على راتب لا يكفي قوت يومي
وأعاني منه يوميا وأصبحت الآن مطالب أن أتزوج ولكن كيف وراتبي لا يمكن بأى حال أن أعتمد عليه ولا أجد حلا لما أنا فيه إلى جانب أنني لست جميل شكليا بسبب وجود بروز في الأذن
أنا في معاناة شديدة وحزين على تعبي وتفوقي الذي لم أجد ثمرته ونتيجة تعبي في الدراسة
وأبحث عن حل ولا أجده!!
22/10/2023
رد المستشار
صديقي
مبدئيا، لست أدري ما تعني تحديدا بنوعية المعاناة التي كررت ذكرها في رسالتك في ما عدا قلة إجازاتك أثناء فترة الجيش.. مسألة البحث عن وظيفة مناسبة يجب ألا تنظر لها على أنها معاناة وإنما سعي عادي يقوم به البشر عموما.. منهم من يصل سريعا ومنهم من يصل بطيئا ومنهم من يغير مسار السعي ومنهم من لا يحاول أصلا.
من ناحية أخرى، المعاناة لا تسبب الوسواس القهري.. قد تكون أحد العوامل فقط .. كلنا نعاني يوميا من شيء أو آخر بدرجات مختلفة.. بدلا من أن تقول معاناة، قل تحدي أو فرصة للتعلم والتقدم.. من ينجحون في الحياة يفكرون هكذا ولا يرثون بحالهم بل يبحثون عن حلول وبدائل ترضيهم.
تقول أنك مطالب بالزواج.. من الذي يطالبك وبأي حق وبأي منطق.. إذا كان راتبك بالكاد يكفي قوت يومك هل حد تعبيرك فمن هذا الأبلة الذي يطالبك.. ولكن لمجرد العلم بالشيء، ما هي مواصفات شريكة الحياة التي تريدها؟ ما هي اهتماماتها وهواياتها وتوجهاتها ومبادؤها؟
بروز الأذن لا يلخص الجمال أو القبح.. لماذا تعتقد أن هذا شيء ذو أهمية؟
عدم الاندماج هو مسألة ترجع إليك وليس للآخرين.. الاندماج يستدعي وجود اهتمام متبادل بين الأطراف وأمور أو اهتمامات أو هوايات أو أفكار وفلسفات مشتركة، ثم استمرارية في التعامل والمشاركة.
أقترح عليك أن تستمر في البحث عن وظيفة وفي نفس الوقت فكر في هواياتك وكيف يمكنك تحويل أحدها إلى عمل أو تجارة مربحة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب