زوجي لطيف، ولكنه يعمل، ويتعب جدًّا في عمله، وحين يعود إلى البيت يكون قلقًا وغاضبًا، ويريد كل شيء في المنزل منظمًا وهادئًا، ولا يتكلم كلمة واحدة معي أو مع أطفالنا، ويريد أن يجلس يشاهد التليفزيون أو الكمبيوتر أو القراءة، وهكذا، وعندما أحب أن أتحدث عما حدث لي لا أجد أذنًا صاغية، وإذا طلبت الفسحة تذمر، وإذا خرجنا تحدث مشكلة ونعود ونقول: يا ليتنا ما خرجنا؛ لأنه يتعصب أمام الناس علي، ولا يهتم أن يكون هناك أحد سامع شجارنا، وإذا قلت له: اخفض صوتك، يغضبك ويقول: المهم عندك الناس، أقول له: ولكن لا يصح العتاب أمامهم، والعتاب يجب أن يكون في المنزل، ويكون رد فعله التجهم الزائد.
لقد وصلت إلى مرحلة لا أستطيع فيها الصبر أكثر من ذلك، ولا أعرف ما هو الحل، والعجيب أنه ينسى التعب في وجود أصدقائه، حيث إن له أصدقاء كثيرين، ولا ينسى التعب فحسب في وجودهم بل لا نسمع مزاحه إلا معهم، بينما أشعر بالوحدة، استنفذت طاقتي في محاولة إرضائه.
أرجوكم لا تستهينوا بمشكلتي وتقولون: إن المشكلة سهلة فلا تردوا بذلك علي؛ لأنني حقًّا تعبانه من تجاهله لي وعدم مراعاته لحقي، وتكلمت معه وقلت له: أريد حبًّا قال: هذا نصيبك استحمليني!!! وشكراً لكم على حسن تعاونكم.
26/10/2023
رد المستشار
يا أختي العزيزة، قد تكون مشاعر زوجك متقلبة، وقد يكون غضبه بسبب تصرفاتك، وقد يكون هذا هو طبعه الشخصي، وفي كل الأحوال فإنه يمكنك عمل الكثير لتغيير هذا.
فالبيت الهادئ المنظم مهمتك، وإشاعة جو من البهجة والألفة والراحة النفسية هو أمر في متناول يديك، إن اكتسبت هذه المهارة التي يغفل عنها الكثيرات من النساء.
فهل طرحت اقتراحات بالنزهة – حسب الإمكانيات – وهل تشاركين زوجك في اهتماماته، ومشاغله!! وهل يجد لديك الآذان المصغية له، المنصتة لأحاديثه عن نفسه، وعن يومه، وعن خططه وأحلامه وأهدافه؟!
وهل أنت على خير ما يحب خلقًا وسلوكًا وزينة؟! المرأة تستطيع تغيير الرجل، وإعادة تركيبه وترتيبه بما لديها من حيلة، وحسن تدبير، وبهما – أي الحيلة وحسن التدبير- يلين الحجر، ويبتسم المكفهر، وتطيب الحياة الأسرية، وتبحر السفينة وسط عواصف الحياة وأمواجها.. وفقك الله.
وتقول لك الأخت سمر عبده-الاختصاصية الاجتماعية بالموقع
حمدت فيك حرصك على بيتك وزوجك الفاضل – كما وصفتيه – وهذا دليل على حبك له، وأعتقد أن حل مشكلتك يكمن في البحث عن سببها وأنت وحدك القادرة على هذا وكما يقال: "إذا عُرف السبب بطل العجب" فربما يعاني من مشاكل في العمل أو ربما شعورك بعصبيته الزائدة يجعلك دائمة العتاب والنقد وهذا يزيده عصبية؟
وأنا –بغض النظر عن الأسباب التي إذا وقفت عليها فستحلين مشكلتك- أنصحك بالآتي:
1- إياك وكثرة النقد فإنه يشعر الرجل بالامتهان، ويجعله أكثر عصبية وغضبًا.
2- في أوقات الصفاء تبادلي معه النصائح لإصلاح حياتكما، وأفهميه أن في ضبط أعصابه – خصوصًا أمام الناس- حفظًا لكرامتك التي هي جزء من كرامته هو، وأنت لا تريدين إلا الحفاظ على هذه الكرامة.
وفقك الله وأعانك.. وأعلمينا بالتطورات.