فقدت عذريتي
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عامًا، طالبة جامعية، متوسطة الجمال والحال، لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي، أخاف أن تخونني العبارات فلا أستطيع أن أعبِّر عمَّا بداخلي من ألم وحزن وحيرة .. أرسم على وجهي ابتسامة بريئة؛ لأجعل مَنْ حولي سعداء، وأنا كلِّي جراح وألم... من يراني يظنني أسعد إنسانة في الوجود، لا يتصور أبدًا أنني البائسة الحزينة... تعانقها الهموم وتضاجعها الدموع وتسامرها الشجون، عشت طفولة بائسة لم أعرف فيها براءة الأطفال لا أقول ذلك على أنني كنت على هذا الحال في محيط أسرتي، وإنما كنت وسط ذئاب بشرية منذ أن كنت في الثامنة من عمري، ففقدت ما فقدت،
قد تضعون اللَّوْم عليَّ، ولكن صدقوني لم يكن في يدي حيلة غير أن أسايره وأطاوع رغباته الشيطانية، كنت أتألم – وأكتمه – خوفًا من أن يرسِّبَني الجِنُّ في الامتحان، نعم الجن فقد كان يهددني بأقرانه من الجن إن لم أخضع له وسوف يُعْلِم أهلي بذلك، إذا اعتذرت له أنني لا أتحمل يعلن غضبه عليَّ وأنَّ الجن سوف يعاقبوني على عدم تنفيذ رغبته؛ فأستسلم له في خوف ورعب.
عجوز أحمق ينقض عليَّ بكل قوته؛ ليشبع غريزته الحيوانية دون أن يكترث لتوسلاتي له، يقول: إنه يحبني ويريد لي الخير، هل تُصَدِّق عجوز في العقد الخامس من عمره يقول هذا لطفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها. واستمرت سلسلة عذاباته لي حتى بلغت الثانية عشر والكل نيام، حتى أخرجتني ملاك من هذه الزنزانة التي كنت فيها بعد صراع طويل، ولكن بعد ما فقدت كل شيء. أصبحت فتاة يانعة ظريفة طيبة جميلة كما يزعمون، ولكن من يقبل فتاة ليست عذراء؟ كيف أواجه نظرات الناس القاسية؟ من يصدقني؟ من يفهمني؟، إنني أعاني وأعاني ولا يوجد أحد يدري، يا تُرَى إلى متى أستمر في هذا العذاب الدائم لقلبي وعقلي، لا أنام قريرة العين إلا وأنا مشغولة الفكر والبال، أنا لا أطلب المستحيل بل أريد من يفهمني، ويقدِّر شعوري، لا أريد أن أَغُشَّ أحدًا فهذه هي حقيقتي لا يعلم بها إلا الله تعالى.
أريد من يحميني من العيون وسوء الظنون من قبل الناس، أريد يدًا تساندني أريد حبًّا وحنانًا، أريد حضنًا يضمني وقلبًا يحتويني، أخاف أن يأسرني اليأس والعمر يمضي دون توقف، ولكني مع كل هذا صابرة ولم أفقد الأمل من رحمة الله فهو معيني الأكبر، وبه أستعين، لكن المجتمع لا يرحم وعيونه أظلم، أحيانًا أفكر في خاطري أن أستعين بالأطباء ليردُّوا لي عذريتي. ولكن نفسي تأبى ذلك؛ لأني لا أستطيع خيانة من وَثِق بي وأعطاني حبه وغمرني بعاطفته، وأخرجني من معاناتي وحرماني،
أرجو منكم أن تمدوا يد العون لي فأنا تائهة في هذا الوجود غارقة في الأحزان ولا تتخلوا عني أرجوكم،
فهل من مجيب وهل من معين؟!!
9/10/2023
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عامًا، طالبة جامعية، متوسطة الجمال والحال، لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي، أخاف أن تخونني العبارات فلا أستطيع أن أعبِّر عمَّا بداخلي من ألم وحزن وحيرة .. أرسم على وجهي ابتسامة بريئة؛ لأجعل مَنْ حولي سعداء، وأنا كلِّي جراح وألم... من يراني يظنني أسعد إنسانة في الوجود، لا يتصور أبدًا أنني البائسة الحزينة... تعانقها الهموم وتضاجعها الدموع وتسامرها الشجون، عشت طفولة بائسة لم أعرف فيها براءة الأطفال لا أقول ذلك على أنني كنت على هذا الحال في محيط أسرتي، وإنما كنت وسط ذئاب بشرية منذ أن كنت في الثامنة من عمري، ففقدت ما فقدت،
قد تضعون اللَّوْم عليَّ، ولكن صدقوني لم يكن في يدي حيلة غير أن أسايره وأطاوع رغباته الشيطانية، كنت أتألم – وأكتمه – خوفًا من أن يرسِّبَني الجِنُّ في الامتحان، نعم الجن فقد كان يهددني بأقرانه من الجن إن لم أخضع له وسوف يُعْلِم أهلي بذلك، إذا اعتذرت له أنني لا أتحمل يعلن غضبه عليَّ وأنَّ الجن سوف يعاقبوني على عدم تنفيذ رغبته؛ فأستسلم له في خوف ورعب.
عجوز أحمق ينقض عليَّ بكل قوته؛ ليشبع غريزته الحيوانية دون أن يكترث لتوسلاتي له، يقول: إنه يحبني ويريد لي الخير، هل تُصَدِّق عجوز في العقد الخامس من عمره يقول هذا لطفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها. واستمرت سلسلة عذاباته لي حتى بلغت الثانية عشر والكل نيام، حتى أخرجتني ملاك من هذه الزنزانة التي كنت فيها بعد صراع طويل، ولكن بعد ما فقدت كل شيء. أصبحت فتاة يانعة ظريفة طيبة جميلة كما يزعمون، ولكن من يقبل فتاة ليست عذراء؟ كيف أواجه نظرات الناس القاسية؟ من يصدقني؟ من يفهمني؟، إنني أعاني وأعاني ولا يوجد أحد يدري، يا تُرَى إلى متى أستمر في هذا العذاب الدائم لقلبي وعقلي، لا أنام قريرة العين إلا وأنا مشغولة الفكر والبال، أنا لا أطلب المستحيل بل أريد من يفهمني، ويقدِّر شعوري، لا أريد أن أَغُشَّ أحدًا فهذه هي حقيقتي لا يعلم بها إلا الله تعالى.
أريد من يحميني من العيون وسوء الظنون من قبل الناس، أريد يدًا تساندني أريد حبًّا وحنانًا، أريد حضنًا يضمني وقلبًا يحتويني، أخاف أن يأسرني اليأس والعمر يمضي دون توقف، ولكني مع كل هذا صابرة ولم أفقد الأمل من رحمة الله فهو معيني الأكبر، وبه أستعين، لكن المجتمع لا يرحم وعيونه أظلم، أحيانًا أفكر في خاطري أن أستعين بالأطباء ليردُّوا لي عذريتي. ولكن نفسي تأبى ذلك؛ لأني لا أستطيع خيانة من وَثِق بي وأعطاني حبه وغمرني بعاطفته، وأخرجني من معاناتي وحرماني،
أرجو منكم أن تمدوا يد العون لي فأنا تائهة في هذا الوجود غارقة في الأحزان ولا تتخلوا عني أرجوكم،
فهل من مجيب وهل من معين؟!!
9/10/2023
رد المستشار
أختي العزيزة: شكراً على ثقتك، ونحن معك لن نتخلى عنك، والله معنا جميعًا.
يسأل الواحد منا نفسه أسئلة تبدو غريبة، وقد سألت نفسي حين قرأت رسالتك - للمرة الثالثة - ما جزاء من ينتهك عرض أنثى أو ذكر في سن الطفولة أو المراهقة؟!
هذا الانتهاك الذي لا يتوقف أثره عند لحظة الفعل، ولكن يظل علامة في التكوين النفسي، والذهني للمفعول به.
كما سألت نفسي عن جزاء من يترك أبناءه بإهمال وربما سذاجة مفرطة يتعرضون لمثل هذا التحرش؟!، ومن أهم وظائف الأسرة أن تحمي وترعى؟! العلم عند الله، لكني أراه جرمًا شنيعًا أدعو الله تعالى أن يعافي كل إنسان من التورط فيه فاعلاً أو ساكتاً مهملاً... إلخ.
أختي .. قصتك متكررة في إطار الأسرة: "زنا المحارم"، وخارج هذا الإطار، وتتم بهذا الأسلوب دائماً، فالفاعل شخص مجرم منحرف نفسيًّا، مكبوت جنسيًّا "غالبًا"، وفي البلدان التي تتكرر فيها هذه الحوادث، ويتعامل معها المجتمع بانفتاح وتفهم، هناك دعم نفسي، وعلاج طبي، وعون اجتماعي تتلاقاه الضحية.
ونحن هنا ننبه كل من يرعى طفلاً أن يحذر، وأن يحافظ ويحمي هذه الأمانة التي عنده، وهو مسؤول عن رعايتها، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِه.. الحديث"، ولعلَّ في قصتك عبرة لمن يعتبر.
ثم أقول لك: إن هذا الشيطان، وقد سلبك رمز عذريتك المادية، فإنه لا ينبغي أن يمَسَّ صفاء روحك، ونقاء سريرتك، وطُهْرَ أخلاقك وسموَّها، وأَمَلُكِ المستمر في الله سبحانه.
ومع الحذر من الوقوع في براثن "حيوانات بشرية" أخرى أقول لك: كان الأمر مستقراً على أن صاحبة مثل هذه الحالة ينبغي أن تُخْبِر من يتقدم إليها، وتثق في مروءته، وكتمانه سواء رضي بهذا الأمر، أو أبى، ولم تتم الزِّيْجة. حتى صدرت فتوى عن دار الإفتاء المصرية - مؤخراً - بجواز "إعادة العذرية" إذا صحَّ التعبير "وهو طبيًّا غير صحيح" إلى الفتاة التي فقدتها اغتصابًا، ومازالت هذه الفتوى تخضع لنقاش واسع، لكنها صدرت بالفعل على كل حال، ومنطقها يعتمد على الثقة في مَن تدعي أنها ضحية اغتصاب، وليست عابثة أو فتاة ليل... إلخ.
وفي إمكانك أن تأخذي بهذه الفتوى، وفي هذه الحالة فإن العملية الجراحية يستحسن أن تتم في بلد آخر غير بلدك، وأن يصحبك فيها أحد مسؤول عنك وأفضل الصحبة في مثل هذه الحالات امرأة كبيرة السن، حكيمة وعاقلة، ومحل ثقة.
وأفضل شيء أن تجريها لك طبيبة، وبعد هذه العملية سيكون تجاوزك للأمر أسهل، والتعويل على إرادتك، وإيمانك بالله عزوجل، ثم تجاوبك مع الآفاق المفتوحة أمامك في الحياة، وأمام النجاح فيها مع طيِّ صفحة الماضي، ولا يخلو الماضي من ألم.
تحياتي لك. والسلام
اشتركت في هذه الإجابة: د. نعمت عوض الله.
واقرأ أيضًا:
الترقيع: غياب العقل، والتفتيش في السرائر: مشاركات
هل التوبة تغني عن الترقيع؟