ثناء ابنتي عمرها 10 سنوات، بنت ذكية جدًّا - حسب تقديري - ذات شخصية قوية، يشهد على ذلك أنها ما إن تدخل المدرسة في بداية السنة حتى تصبح معروفة لدى المديرة والمدرسات والطالبات رغم صغر سنها، فيها صفات قيادية بارزة، فهي تأبى أن تكون رقم 2، ويبدو أن هذا الأمر مبالغ فيه لديها؛ إذ إنها تكتئب إذا حصل وبرز غيرها، وهذه الاستشارة الفرعية
أما الاستشارة الرئيسية فهي أنها تتوتر جدًّا عند الامتحانات، قبيل كل امتحان تبكي بحرقة خوفًا من الفشل، علمًا بأن علاماتها فوق 95%، بدأنا نشعر بالقلق إزاء هذه الحالة؛ إذ يبدو أنها ستصبح عادة لا قدر الله. تُرى،
هل من علاج؟
وجزاكم الله خيرًا.
01/11/2023
رد المستشار
أخى الفاضل السيد "إسحاق الكندي" والد الطفلة "ثناء" أشكرك على تواصلك معنا خلال موقعنا المتميز مجانين دوت كوم
بخصوص ابنتك "ثناء" البالغة من العمر 10 سنوات. والتى وصفت أنها شديدة الذكاء وذات شخصية قوية وأنها معروفة بصفاتها القيادية وكرهها أن تكون في منصب تابع. وعلى الرغم من ذلك فإنها تصاب بالاكتئاب عندما يتفوق عليها شخص آخر وبالإضافة إلى ذلك فإنها تعاني من العصبية الشديدة والبكاء قبل الامتحانات على الرغم من حصولها المستمر على درجات عالية تزيد عن 95% مما يؤدى إلى قلقك عليها كأب محب لها ومسؤول عنها، لذا تسأل عن تفسير لما يحدث معها وكذلك حل لما تعاني منه. لذا وجب علينا أولا تفهم ما يحدث لها، وعلى هذا فقد يبدو أن "ثناء" تمتلك صفات ذكاء وقيادة استثنائية. ومع ذلك فإنها تعاني من مشاعر عدم الأمان والخوف من الفشل، خاصة في مهامها الدراسية والأكاديمية وقد يشير هذا المزيج من الإنجاز العالي والعصبية الشديدة قبل الامتحانات إلى أنها ربما تعاني من قلق (رهاب) الامتحانات. وذلك قد يؤثر سلبًا على صحتها العاطفية.
ولتفهم هذه المشكلة كان لزاما علينا بالآتي،
أولا التواصل اللفظي الصريح والمفتوح لذا عليك التحدث مع "ثناء" عن مشاعرها ومخاوفها تجاه الامتحانات، وقم بتهيئة بيئة آمنة وداعمة حيث تشعرها بالراحة في التعبير عن نفسها وشجعها على مشاركة مخاوفها بشكل علني، وأكد لها أنك موجود لدعمها وتوجيهها.
ثانيا تقبل الفشل وتطبيعه وعلى هذا فيمكنك مساعدة "ثناء" على فهم أن الفشل جزء طبيعي من التعلم والنمو، وأكد على أنه من المقبول ارتكاب الأخطاء وأن النكسات يمكن أن توفر فرصًا قيمة لتحسين الإنجازات المستقبلية وعلمها أن تنظر إلى الامتحانات على أنها تجارب تعليمية وليست مواقف يحدد فيها النجاح قيمتها.
ثالثا تعلم تقنيات إدارة التوتر لذا عرف "ثناء" على تقنيات الاسترخاء والحد من التوتر التي يمكن أن تساعد في التخفيف من قلقها قبل الامتحانات، مثل تمارين التنفس العميق واليقظة الذهنية وتقنيات التصور الإيجابي قد تكون فعالة في تعزيز الشعور بالهدوء والثقة.
رابعا القيام بعمل روتين دراسي لذا عليك أن تساعد "ثناء" على تطوير روتين دراسي ثابت يتضمن فترات راحة منتظمة وعادات صحية وراحة كافية فمن خلال الحفاظ على منهج منظم للدراسة يمكنها بناء الثقة في استعداداتها وتقليل مستويات القلق.
خامسا عليك بطلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر وذلك إذا استمر قلق الامتحان لدى "ثناء" وأثر بشكل كبير على صحتها وأدائها الأكاديمي، ففكر في استشارة طبيب نفساني للأطفال أو معالج متخصص في اضطرابات القلق. يمكنهم تقديم استراتيجيات وتدخلات مستهدفة لمساعدتها على إدارة قلقها بشكل فعال.
سادسا عليك الاحتفال بالإنجازات فتعرف على إنجازات "ثناء" واحتفل بها سواء كبيرة أو صغيرة وذلك من خلال تسليط الضوء على نقاط قوتها والاعتراف بجهودها فيمكنك تعزيز احترامها لذاتها وثقتها.
وأخيرا تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، ومن المهم أن تصمم النصائح لتناسب احتياجات "ثناء" المحددة. ثم عليك التحلي بالصبر والدعم والتفهم وتوفير بيئة رعاية مناسبة كي تشجعها على النمو والازدهار أكاديميًا وعاطفيًا.