وجدت باب الاستشارات مفتوحا وقلت أستغل الفرصة؛ لأنني كنت سأحضر موضوعا من 10 صفحات أصف فيها معاناتي مع شخص هو أبي، لا أعرف هل يوجد أب يسيئ معاملة أولاده، ويسبهم بأقبح الأوصاف والصفات، ويتعامل معهم كما يتعامل الأطفال في الحي من سب وشتم، وكأنه عدو لنا وليس أبا.. لا يتوقف عن التجريح بكرامتنا، وأحيانا بكلام ساقط.
كما أنه يسب الناس بدون سبب ويغتابهم.. الحياة معه أصبحت لا تطاق، وأعتقد أن هذا الوالد ليس هو من أوجب الله فيه الطاعة والبر، إنه لا يستحق البر، إذا كان يحضر لنا الخبز فهو حقنا عليه، وليس منة تستوجب الشكر؛ لأنني إن طلبت 5 دراهم للذهاب إلى حمام عمومي فإنه يشبعني سبا وشتما، ثم في النهاية يلقيها في الأرض لأجمعها، وأنا ذليل حزين، جميع الناس يكرهونه القريبون والبعيدون على السواء، كما أنه السبب في فساد إخوتي وخروجهم عن الطريق المستقيم.
أمي إنسانة بمعنى الكلمة، أعتقد أنها الشخص الوحيد التي تستحق لقب إنسان، إنها مليئة بالعطف والحنان، وهي تعاني من ظلم أبي وأخلاقه السيئة.
صدقوني المشكلة أكبر مما أصف، ولعلي أكتب كافة التفاصيل في لقاء آخر.. للأسف أنا أكن له كرها شديدا ولا أبره، وأتمنى موته لأتخلص من شره..
إنه يؤذينا كثيرا، والله شهيد على ما أقول.
أخيرا أعتذر على تشابك الأفكار كوني كتبت الموضوع بدون تحضير.
09/11/2023
رد المستشار
أشكرك يا "فارس" أنك متابع لموقعنا المتميز مجانين دوت كوم لدرجة متابعتك لحين فتح الاستشارات وانتهزت الفرصة لعرض مشكلتك ... والآن دعني يا "فارس" أعرض ملخص لمشكلتك فأنت شاب مغربي وتبلغ من العمر 19 سنة. وتصف والدك بأنه شرير وتعبر عن معاناتك بسبب سوء معاملته لك ولأسرتك. وتذكر أنه يهينك أنت وأخوتك ويعاملكم معاملة سيئة كما يتعامل مع الأطفال في الحي بالسب والشتم. حتى عندما يحضر لكم أساسيات الحياة الواجبة عليه فيعتبرها منة تستوجب الشكر ويحضرها بعد السب والشتم والذل وتضيف أن جميع الناس يكرهونه القريبون والبعيدون على السواء، وتعبر عن مدى كراهيتك تجاهه وتسلط الضوء على أنه السبب في فساد إخوتك وخروجهم عن الطريق المستقيم مما أدى إلى التأثير السلبي الذي سببه لك ولأسرتك. كما تعتقد أنه لا يستحق الطاعة أو البر وتتمنى موته هربًا من شره. وفى المقابل، أمك إنسانة بمعنى الكلمة، وتعتقد أنها الشخص الوحيد الذي يستحق لقب إنسان، حيث أنها مليئة بالعطف والحنان، وفى نفس الوقت تعاني من ظلم أبيك وأخلاقه السيئة. وقد عبرت عن مشكلتك في صورة تداعي حر لمعاناتك في نقطة محددة لدرجة أنك أضفت (أخيرا أعتذر على تشابك الأفكار كوني كتبت الموضوع بدون تحضير).
وقد أرسلت إلى هذه الاستشارة ممهورة بعنوان (أبي.. ذلك الشرير كيف أتعامل معه؟!) ولتفسير المشكلة، يا فارس أنك تعاني من ضائقة ومعاناة عاطفية كبيرة بسبب سوء معاملة والدك وسلوكه المسيء. فقد خلقت إهانات والدك وشتمه ومعاملته السلبية بشكل عام بيئة معيشية غير صحية ولا تطاق. كما تشعر بالكراهية وخيبة الأمل بسبب تصرفات والدك وتعتقد أن تصرفات والدك تتعارض مع قيم الطاعة والصلاح التي يجب أن تتحلى بها شخصية الأب. وللنصيحة لك فعليك بالآتي:
أولا طلب المساعدة المهنية: فمن المهم بالنسبة لك أن تطلب المشورة أو العلاج المهني لمعالجة الصدمة العاطفية الناجمة عن سوء معاملة والدك. فيمكن للمعالج المدرب تقديم التوجيه والدعم واستراتيجيات المواجهة لمساعدتك على التغلب على مشاعرك المعقدة وتطوير طرق صحية للتعامل مع سلوك والدك.
ثانيا وضع الحدود بينك وبين والدك: قد تحتاج إلى وضع حدود مع والدك لحماية سلامتك. قد يتضمن ذلك الحد من التفاعلات أو إبعاد نفسك عاطفيًا عن سلوك والدك السام. إن وضع حدود صحية يمكن أن يساهم في الاستقرار العقلي والعاطفي الشامل لك.
ثالثا التركيز على الرعاية الذاتية: إن الانخراط في أنشطة الرعاية الذاتية يمكن أن يساعدك على التغلب على التوتر والاضطراب العاطفي الناجم عن سوء معاملة والدك. وقد يشمل ذلك ممارسة الهوايات وممارسة تقنيات الاسترخاء، وطلب الدعم العاطفي من الأصدقاء الموثوقين أو أفراد الأسرة، وإعطاء الأولوية لرفاهيتك.
رابعا تطوير نظام الدعم الخاص بك: إن إحاطة النفس بشبكة داعمة من الأصدقاء أو العائلة أو مجموعات الدعم يمكن أن توفر دعمًا عاطفيًا إضافيًا وتفهمًا. إن تبادل الخبرات مع الآخرين الذين واجهوا تحديات مماثلة يمكن أن يوفر لك التحقق من الصحة والتوجيه.
خامسا محاوله الاستعانة بالمغفرة (إذا كانت جاهزة): المغفرة هي عملية شخصية قد تستغرق وقتا طويلا والشفاء في حين أنه من المفهوم أنك تشعر بالغضب والاستياء تجاه والدك، إلا أن التسامح معه قد يخفف بعض العبء العاطفي الذي تحمله تجاهه، ومع ذلك، لا ينبغي فرض المغفرة ومن الضروري أن تعطى الأولوية لشفائك ورفاهيتك.
وأخيرا حماية أشقائك وطلب المساعدة لهم: إذا كنت تعتقد أن إخوتك يتأثرون سلبا بتصرفات والدكم فعليك أن تفكر في طلب المساعدة لهم أيضا. وقد يتضمن ذلك إشراك شخص بالغ موثوق به أو التواصل مع السلطات أو المنظمات المحلية التي يمكنها تقديم المساعدة في حالات سوء المعاملة أو الإهمال.
وفى النهاية أذكرك أنك لست الوحيد الذي مر بتلك الخبرات المؤلمة وهناك كثيرون ممن يعانون مثلك ومروا بنفس تجربتك وأعلم أن طلب طلب المساعدة والدعم المهنيين أمر بالغ الأهمية لعملية شفاؤك.
مع خالص دعائي لك بالتوفيق في التوصل إلى مبتغاك.