السلام عليكم ورحمة الله
أولا: أعرب عن امتناني الشديد لهذا الموقع وهذه الصفحة؛ لأنها تهم فئات كثيرة من الشباب والشابات، وأنا واحدة منهن، ولا أنكر أني استفدت كثيرا من الاستشارات السابقة.
أحب أن أشرح لكم تجربة سابقة مررت بها منذ حوالي ثلاث سنوات، وهي أني خطبت لشخص بدون سابق معرفة وبدون السؤال عنه.. وعقدنا بعد حوالي شهر واحد فقط، وبعد ذلك تبين لنا أنه نصاب ومخادع، وسبب تقدمه لي هو أنه عرف أن أهلي قادمون من الخليج بعد غربة طويلة.
وبدأ في المساومة على المال للطلاق، واستغل وسامته الشديدة ولباقته في الكلام، وادعى أنه حاصل على مؤهل عال، وأن أهله من مستوى راق، ويقطنوا في أحد الأحياء الراقية، وتبين بعد العقد أن كل ذلك كذب، وأنه يريد المساومة للمال فقط، حتى إنه لم يحضر لي شبكة بل ادعى في يوم الفرح أنها سرقت منه، وبدأ المحايلة عليَّ لإتمام العقد على أن يحضر لي واحدة أخرى في اليوم التالي، ونحن من ثقتنا به وافقنا ثم اكتشفنا حقيقته، ولكن والحمد لله تخلصت منه بالمال بعد العقد بشهر واحد، ولكني ذقت في هذا الأمر الذل والمهانة، ومررت بفترة قاسية نفسيا ومعنويا جدا جدا.
كنت محطمة جدا، ولكني -والحمد لله- اجتزت هذه المحنة، وعوضني الله الآن بشاب على خلق شديد ويحبني، والحمد لله تم عقد قراني منذ أسبوعين، على أن يتم الزفاف بعد شهرين على الأكثر بإذن الله تعالى. والذي دفع خطيبي إلى طلب عقد القران هو أنه يحبني وأنا أيضا، ولا نريد أن نتجاوز في فعل أي شيء محرم خوفا من الله. وسوف نتزوج على عيد الفطر إن شاء الله.
وسؤالي: أنا مقتنعة بأني بعد عقد القران سوف أكون نوعا ما على حريتي معه؛ من حيث الجلوس بدون حجاب وأمور أخرى مثل مسك الأيدي وما إلى ذلك من أشياء بسيطة، ولكن خطيبي يقنعني أن هناك أمورا أخرى غير تلك مباحة وليست حراما ومن حقه، فهل هذا صحيح؟
النقطة الثانية: كيف أوفق بين رضاء وأوامر والدي وهو شديد التحكم والسيطرة في كل شيء يخصنا في البيت، وبدأت أعتقد أن والدي يتعمد فرض رأي مخالف لرأي خطيبي حتى يشعر بالسيطرة والانتصار، وهو ما يجعلني في حيرة شديدة بينه وبين خطيبي، ويسبب لي مشاكل مع خطيبي، فماذا أفعل؟
أنا أحببت أن أكتب لكم عن خاطبي السابق لأني أعرف أن الكثير من الفتيات سوف يقرءون هذا الحوار، ويمكن أن يكون البعض قد مر بنفس التجربة وشعروا بمثل ما شعرت به سابقا، من أنه لن يتقدم لهم أحد، ويشعرون بالنقص والخجل والتعقيد من التجربة السابقة، ولذلك أقول لهن: اصبروا والله سوف يعوضكم خيرا إن شاء الله، ولا داعي للاستعجال والاكتئاب.
وأخيرا.. أكرر شكري وامتناني
وآسفة على الإطالة.
19/11/2023
رد المستشار
أختي الكريمة..
أشكرك على مشاركتك الرائعة التي أوصلت الفقرة الأولى منها رسالة هامة، وهي أن فسخ العقد قرار حكيم إذا ثبت سوء الاختيار، وأن الله تعالى بيده الرزق، وهو سبحانه يعوض عباده بكل الخير. فيجب أن نتفاءل ونحسن الظن بالله تعالى.
بالنسبة للجزء الأول من سؤالك: أحب أن ألفت نظرك لنقطة مهمة، وهي أن (النكاح) مرتبط في الإسلام بـ(الإشهار).. يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشيدوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدفوف". ومعنى الحديث أن هناك إشهارا بأن هذا الرجل قد نكح (أي تزوج زواجا كاملا) هذه الفتاة، أما في حالة العقد بشكله الحالي فإن الإشهار هنا يعني فقط أن هناك ورقة رسمية تربط هذا الشاب بهذه الفتاة، وأنه لم يدخل بها بعد؛ بمعنى إذا حملت مثلا هذه الفتاة فإن المجتمع لا يرحب ولا يحتفل بهذا، ويعتبرها مخطئة؛ لأنه لم يحدث إشهار للنكاح وإنما للعقد فقط.
وكأني أريد أن أقول: افعلي مع هذا الشاب الذي عقد عليك ما تم إشهاره فقط، وهو ما يعترف به العرف فقط.
أما بالنسبة للجزء الثاني من سؤالك: فلا بد أن تراعي الغيرة الطبيعية التي يشعر بها أبوك تجاه خطيبك، وأن تحترمي هذه الغيرة، خاصة فيما يتعلق بالضوابط التي يضعها والدك، والتي قد تصل أحيانا للتضييق بينك وبين هذا الشاب. وتذكري دائما أنك ما زلت في بيته. ولا يعني هذا بالطبع أن يتدخل أبوك في كل شأن من شئونكما وفي قراراتكما واختياراتكما لمستقبلكما، ولكني أردت أن أوضح فقط أهمية احترام مشاعره،
وأخيرا من حسن حظك يا ابنتي أن فترة عقد قرانك لن تطول؛ لأنها فترة محيرة، والتوازن فيها صعب رغم ما فيها من لحظات سعادة واستمتاع، وأتمنى لك زواجا سعيدا بإذن الله.