السلام عليكم ورحمة الله
المشكلة تتمثل في أني خاطب فتاة لديها عمة ذات تأثير سيئ عليها، فهي دائما تحاول افتعال المشاكل بيني وبين خطيبتي بشكل غير عادي.
الجانب الآخر هو أن والدها يستمع أيضا لهذه العمة مما أحال حياتي بالفعل إلى جحيم. وسوف أذكر مثالا واحدا من هذه المشاكل وهو (أنها أحضرت لخطيبتي عريسا) وأنا خاطب لها.
خطيبتي سلبية جدا في هذا الأمر على الرغم من محاولاتي العديدة للتقرب منها واكتسابها في صفي. مع العلم أني مهندس وأعمل براتب مرتفع ومن أسرة طيبة ومحافظة.
آسف جدا للإزعاج وأرجو الرد منكم،
وجزاكم الله خيرا.
1/11/2023
رد المستشار
أخي الكريم،
كثير ما عاتبنا أزواجا وزوجات عندما عرضوا علينا مشكلاتهم لأننا عندما نعرف التفاصيل نجد أن الأمور كانت واضحة وتنبئ عن المستقبل القريب أو البعيد، ولكن في أغلب الأحيان كنا نجد أن أحد الزوجين أتم الزيجة تحت ضغوط مضللة ما لبثت أن تنقشع بعد قليل أو كثير من العشرة الفعلية بينهما.
وأرى أن مشكلتك جاءت في الوقت المناسب فلا تنخدع أخي الكريم بالضغوط المضللة التي قد تأخذ شكلا براقا يخطف البصر والقلب معًا.
ومن أمثلة هذه الضغوط أنك تشعر بحبها؛ فالوقوع في الحب شيء سحري دائما نشعر كأنه أبدي ولكن الحب وسحره يتقهقر وتكون الغلبة للحياة اليومية. وبتسلل المشكلات وتراكم الأشياء ينتج الجفاء ومع أفضل وأعظم نوايا الحب يضيع سحر الحب، بل ويموت!!
ومن أمثلتها اعتقاد أن الحب إنما هو للحبيب الأول مع أن الواقع يقول إن أغلب ما يحصل عليه من نضج وخبرة يكون بعد التجربة الأولى.
ومن أمثلتها الخوف من دخول تجربة جديدة، أو قد تصل في بعض الحالات لزواج المحاجلة أو تفادي مواجهة المشكلات!!
والأمثلة كثيرة يا أخي الكريم.
فأنا أرى أن الأمر واضح غاية الوضوح، فهي سلبية جدًا كما تقول، بالإضافة لتدخل الأب والعمة، ناهيك عن محاولات اكتسابها في صفك دون جدوى!
يا أخي الكريم عندما تقرر أن تزوج لابد من مراعاة عدة أمور لا يمكن التنازل عن أحدها للوصول إلى اختيار ناجح لشريك الحياة ومن ثم زواج ناجح. وسألخصها لك في الآتي:
درجة تدينها، وتدينها هذا ليس التدين الشكلي وإنما التدين الفعلي في المعاملات والأخلاق والعبادات.
كذلك التوافق والانسجام في المستوى الاجتماعي وما يعنيه من أسلوب وطريقة ممارسة الحياة.
والانسجام في المستوى الفكري، فيكون هناك توافق في الآراء في نظرتكما للأمور وتقييمها، ومشاركات ثقافية وفكرية.
وكذلك القبول والارتياح بدرجاته. وأيضًا رضا الأهل عنك ورضاك عن أهلها.
فإذا اختل أحد هذه الأمور فهذا نذير بوجود مشاكل مستقبلية. وقرار الزواج من القرارات التي إذا أخطأ أو أساء المرء فيها فإن ثمنها يكون مكلفا؛ فقد يطول العمر كله أو معظمه ويتطلب في كثير من الأحيان تنازلات قد تكرهها كثيرًا.
وأعلم أني كنت صريحة وواضحة أكثر من اللازم، ولكن حقائق الأمور غالبا ما تكون جافة مُرة ولكنها حقيقة.
فإذا وصل الحال لإحضار خاطب آخر لها وأنت بالفعل خطيبها وكانت سلبية في ذلك فماذا تنتظر من أهلها أو منها؟! فالأمر لا يستحق حتى إنذارا أخيرًا لها!
معاناتك اليوم لألم الفراق ستكون أفضل بكثير من معاناتك معها ومع أهلها وقوة تأثيرهم عليها وتدخلهم في حياتكما طوال العمر.
وتابعني بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
أنا وخطيبتي.. وعصبية النقاش ! افسخ نصيحة !
العوج طول عمره عوج: افسخي الخطبة!