السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر أدرس في جامعة فيها سكن داخلي أسكن مع صديق لي في غرفة واحدة، المهم صديقي الحمد لله متدين ودائما ينصحني وينصح الغير إذا رأى منكرا، لكن يحصل أحيانا أن ينصح بترك فعل شيء ثم بعد فترة نراه هو يفعل ذلك الشيء.
وإذا نصحناه يرد ويتحجج بحجج واهية، والله أعطاه لسانا سليطا يستطيع أن يخرج به من أي موقف يقع فيه
أنا والله لا أريد له إلا إصلاحا ولا غير لكن لا أدري كيف أنصحه وكيف أتصرف معه؟
7/11/2023
رد المستشار
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فلا تربطها بتطبيق صاحب الحكمة بما يقوله وأعلم أن حديثي هذا سيدهشك قليلا، ولكنها الحقيقة منذ أن خلقنا الله سبحانه وتعالى ولم نجد شخصا كاملا أو شخصا يفعل ما يقوله تماما- إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم- ولذا كان طلبا إلاهيا لنا أن نظل في مقاومة وكدح حتى نلقاه لنتمكن من فعل ما نقوله قدر المستطاع
فحتى تقوانا لله عز وجل قال لنا فيه سبحانه واتقوا الله ما استطعتم وليست هذه دعوة للتكاسل ولا دعوة لشيء بقدر ما هي دعوة لأن نفهم طبيعتنا كبشر وأننا نقع في تقصير وفي أخطاء وكذلك من المهم أن أقترح عليك بألا تنشغل بمحاجاته مادام يملك لسان محامي شاطر في الدفاع سواء المتهم متهم أو مجني عليه
ولكن كن رفيقا به حين تنصحه ولا تكرر عليه النصائح السابقة مرة أخرى وخير نصيحة له هي "القدوة" فاعمل قدر استطاعتك ولا تشغل بالك بمناقشته أو بتصيد وقوعه فيما ينهاكم عنه واحتفظ بهذا الجهد للارتقاء بنفسك وحافظ على علاقة طيبة به ولا تمل من نصائحه لو كانت مفيدة واقطع الرابط الذي تربطه بين فعله وقوله حتى لا تكون في ضيق منه فكثير منا هكذا ولكننا لسنا جميعا معك في غرفة واحدة فترانا.