السلام عليكم،
جزاكم الله خيرا، أنا أم، فكيف أربي ابنتي على أنها أنثى ولها حقوق وواجبات ولا تخاف من أنها أنثى؛ لأني منذ صغري لدي أفكار مثل الولد أحسن وأتمنى أن أكون ولدا،
والآن ماذا تنصحونني؟ وشكرا.
29/10/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييك يا "أم العيال" بارك الله فيك وفي أولادك وأنبتهم نباتا حسنا وجعلهم قرة عين لكِ في الدنيا والآخرة.. آمين.
لقد أشرت بإصبعك على قضية من أخطر القضايا التي تدمر نفسية فتياتنا المسلمات وهي قضية التمييز بين الذكر والأنثى، والتي ينتج عنها ما ذكرت من اضطرابات نفسية، مثل: تمني الفتاة أن تكون ولدا.. وغير ذلك كثير مثل شعورها بالدونية ورفضها لذاتها شعورها بالظلم فقدانها لاحترامها لذاتها والآخرين.
وأحمد الله أنك قد انتبهت لهذه القضية مبكرا.
وأول وأهم نصيحة أذكرك بها أن تشعريها باحترامها لذاتها وباحترامك لها عمليا وليس نظريا، فلا معنى أن تسردي عليها كلاما نظريا حول حقوقها وواجباتها بينما تشعر من معاملتك لها بعكس ذلك! يجب أن توصلي إليها من خلال المواقف هذا الشعور بالاحترام.
النصيحة الثانية: يجب أن تدركي الفروق بين الولد والبنت في الحقوق والواجبات من ناحية والجوانب الإنسانية المشتركة بينهما من ناحية أخرى.
فالنظافة والنظام مثلا سلوك إنساني فيجب أن يكون الولد حريصا على نظافة المكان من حوله، ولا عيب أن ينظف حجرته ويرتب ملابسه.. ولم يقل أي شرع أو دين بأن أعمال النظافة قاصرة على الفتاة! فهي التي ترتب ما بعثره أخوها الولد.
الأعمال المنافية للدين والخلق ليست مباحة للطرفين كليهما، فلم يقل أحد بأنه لا تثريب على الولد إذا عاد إلى منزله متأخرا أو اتخذ صديقات، فهذا مرفوض للطرفين معا لأنه لا يرضي الله عز وجل.
النصيحة الثالثة: من المفيد أن ننمي شعور الولد برجولته وقوامته، ولكن على ألا يصل هذا لدرجة تمكينه من حقوق مبالغ فيها في الأمر والنهي وبسط السلطة، بل نحن نحتاج أن نربيه على معنى أعمق للرجولة؛ فالرجولة ليست استبدادا أو قسوة بل هي مروءة وشفقة، وصلى اللهم وسلم على سيدي رسول الله سيد البشر الذي لم ترى زوجاته أو بناته منه إلا كل الرفق والحب والحنو.. هذه هي معاني الرجولة التي نريد زرعها في نفوس أبنائنا.
النصيحة الأخيرة: لا تنسي التعاون مع زوجك في هذا، ولا تلقي بالا لأي ضغوط خارجية تثنيك عن الصواب ولا تستحي من أن تعلمي أبناءك ما هو صحيح مهما كان مستنكرا.
أختي الكريمة أدعوك للاطلاع على صفحة تربية مجانين فإن فيها استفاضة واستزادة في هذا الأمر.
واقرئي أيضًا:
نفسعائلي تربوي: الانحياز للذكر Sex Discrimination