سيدتي الفاضلة د. فيروز عمر:
بداية أشكركم جزيل الشكر فصفحاتكم الرقيقة هذه تجعلون منها منفسا للضغوط المتراكمة كالجبال على قلوبنا ونستطيع التحدث معكم بكل صراحة وبدون خجل .
أعلم انه ما قمت به من عمل شنيع ومعاقب عليه دينا، أعلم أن عقوبة الزوجة الزانية هي الرجم حتى الموت، وأعلم أنه لا مبرر لما فعلته بأن زوجي هو الذي دفعني لذلك.
ولكن كانت أول مرة وأتمنى أن تكون آخر مرة.
أنا الآن أشعر ببركان غضب داخلي تجاه نفسي أود أن أقتل نفسي لما اقترفته من ذنب، فأنا لا أريد أن أخون ربي وزوجي مرة ثانية.
هل أطلب الطلاق منه يا سيدتي حتى أريح نفسي من هذا العذاب لأنه هو الذي جعلني أمشي في هذا الطريق بعدم إشباعه لرغباتي الجنسية والعاطفية بسبب جفائه مع أنني تحدثت معه في هذا الموضوع وكان الناتج سلبيا أكثر من مرة .
كل مرة كنت أقول فيها هذا قضاء وقدر ارضي بما قضاه ربك.. ولكن غريزتي أصبحت أقوى مني ربما لأنني ابتعدت تلك الفترة عن الله عز وجل.
حاولت أن أتقرب إليه أكثر وأكثر لأكون الزوجة الودود، فعدت وانكسرت ثانية، حاولت أن أقابل إساءته بالإحسان وان أكون الزوجة التي صبرت على أذى زوجها لتدخل الجنة.
وباءت محاولاتي بالفشل .... ومن هنا بدأت الطريق مع زميلي في العمل أحببته لا أعلم ربما وجدت عنده ما حرمت منه من عاطفة وجنس "عفوا" ... ولكنها كانت أول مرة في حياتي أن أخون زوجي وربي.
الآن هل أطلب الطلاق من زوجي وأتحمل تبعات الطلاق عقابا لما اقترفته من ذنب أم أطلب المغفرة من ربي وأحاول أن أعيش معه جسد بدون روح ولكني أخاف من الانتكاسة مرة أخرى. علما بأنه يوجد لدي ثلاثة أطفال صغار السن.
هل أبقى مع أطفالي لأربيهم وأعيش من اجلهم فقط ، أم أبقى مع زوجي من أجل أطفالي.
أفيدوني أفادكم الله .
17/11/2023
رد المستشار
أعانك الله على ما أنت فيه من بلا عصيب .. أدعو الله تعالي أن يريك الحق ويرزقك إتباعه
أختي الكريمة .. لن أتوقف كثيرا عند الذنب الذي اقترفته .. فإن باب التوبة مفتوح على مصراعيه حتى لحظة الاحتضار.
ولكني سأتوقف فقط عند شرط أساسي للتوبة النصوح وهو عدم العودة للذنب مرة أخرى
سأبدأ من هذه النقطة .. ما هو الاختيار الذي إذا اخترته لن تعودي للذنب؟؟
إذا كان استمرارك في حياة زوجية فاشلة مع وجود هذا الزميل أمام عينيك في العمل فإنك ستقعين في الذنب مرة أخرى بلا شك
لذلك فأنت مخيرة بين اختيارين :
إما أن تأخذي أجازة من عملك وتبتعدي عن هذا الزميل تماما حتى تتحسن علاقتك بزوجك .. وتصبري شهورا على آلام الفراق من ناحية وعلى إعادة المحاولة مئات المرات للتودد لزوجك حتى يرقق الله قلبه
وإما أن تنفصلي عن زوجك .. وتتشرد الأسرة
ليس من حقي أن أختار لك .. ولكني أشجعك أن تقاتلي في سبيل نجاح الحل الأول وتبذلي في سبيل ذلك الأيام والشهور مع الدعاء والابتهال إلى الله وتلمس كل وسائل التغيير لزوجك
أما إذا فشل هذا الحل ـ وبإذن الله لن يفشل ـ فإما أن تطلبي الطلاق أو أن تعيشي مع زوجك بلا جسد ـ من أجل الأولاد ـ ولكن بشرط هـــــــــــــــام جدا وهو أن تستقيلي من عملك .. حتى تضمني عدم العودة للذنب مرة أخرى.
ثم عليك أن تأخذي حذرك في التعامل مع الجنس الآخر فيما بعد أختي الكريمة.. أدعو الله أن يتقبل توبتك ويكشف كربك.
واقرئي أيضًا:
خنت زوجي بسببه: ماذا أفعل؟
متى تخون المرأة؟
خيانة منتصف العمر: خطوات الاستعادة والتعافي!
معاشرة رجل غير الزوج!
توبة تحتاج لعلاج نفسي
خطة استعادة