الشذوذ الجنسي هل هو وسواس أم حقيقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهل الموقع الكرام، أنا طالب في كلية الطب بالفرقة الرابعة.
القصة بدأت بأني كنت طفلا عاديا، ولكن أتعرض لتوتر بشكل مستمر بسبب مشاكل داخل الأسرة وتعرض للصوت العالي والخوف من الوالدين وكنت وقتها أعاني من وسواس في الصلاة والوضوء والطهارة ثم تعرضت للتحرش الجنسي وحصل ملامسات وضغط بشعة من الخلف بعدها أصبت بأعراض PTSD كالاكتئاب والخوف من أماكن معينة ولبس معين وألوان وأرقام معينة تذكرني بالمحادثة التي حصلت في سن 10 سنوات ثم بدأت تقل الأعراض تدريجيا وبعدها أصبت بوسواس العقيدة وتعالجت بفضل الله من خلال القراءة ومساعدة الوالد لأنه درس شريعة.
ثم أصبت بوسواس الشذوذ الجنسي وهو أشد وأبشع أنواع الوسواس حاليا ويلازمني من أكثر من 5 سنوات وكل شوية يزداد بشاعة وإزعاجا وسأطرح مثالا يدل على مدى تطور وتعقيد المرحلة التي وصلت لها وآسف إنه هيكون في كلام مقزز بس بصراحة مش عارف أتكلم مع أحد وأشكركم إنكم فتحتم المجال وسأتكلم بنفس الطريقة التي يدور بها الوسواس داخل رأسي هي معقدة ومتسلسة وبها كلام مجنون ومقززة أيضا ولكن أنا أكتب لأني أحتاج من يفهم ويساعدني فهذا الكلام حتى صعب جدا أقوله لطبيب نفسي وأسهل من خلف الشاشات:
من يومين دخلت الوضوء تبع مسجد وتوضيت وخرجت لكي أذهب للصلاة، أثناء ذهابي للصلاة كان يخرج بجانبي رجل وكان آسف في اللفظ يبصق ويتخلص من الماء وهكذا أثناء دخولي للمسجد كان يتكلم مع أحد من الناس فعجبتني طريقة كلامه فالتفت لأراه وتقع عيني على أعضائه وتزيد نبضات قلبي (هي زادت من التوتر) ولكن الوسواس قال إنها زادت لأني معجب به (هذه أول فكرة ولسه في أفكار ثانية) ثم صليت السنة وأنا أفكر في الوسواس كالعادة وأنا أفكر به ٢٤ ساعة وبعد الصلاة كنت أمسح وجهي ووجدت مخاط أنف على وجهي فقال الوسواس إنها من الرجل الذي كان بجانبي بعد الوضوء (وهذه ثاني فكرة) وأحسست بعدها براحة في وجهي بسبب هذا المخاط وأن مخي مرتاح ومستمتع، إذن أنا ممكن أروح أطلب من الرجل أن يعطيني من هذا المخاط ثانية لأنه أعجبني (وهذه ثالث فكرة) وغيرها من أفكار مستسلسة ومعقد أفكر بها ٢٤ ساعة وأثرت على حياتي ودراستي ونومي
بالنسبة للعلاج النفسي فأنا دخلت في العلاج الدوائي لمدة سنة و٨ أشهر وتوقفت تدريجيا تحت إشراف طبيبة في شهر ديسمبر 2022 بسبب هذه الأعراض الجانبية (انعدام الرغبة الجنسية - مشاكل الذاكرة النسيان وغيرهم ولكن الإثنين هؤلاء هم الأهم)، ولكن أنا لم أعد أتحمل فكما لاحظتم أنا في طريقي للجنون فذهبت لمستشفى حكومي بسبب أن العلاج النفسي بشكل سري عن الأهل لأن علمهم يسبب الكثير من المضايقات والمشاكل ولأن مصروفي لا يتحمل علاج خاص فكتبت لي الطبيبة أنافرانيل ولم أتناول منه شيء لخوفي من نفس الأعراض. ولأني أيضا فقدت الأمل في العلاج
ما هي نصيحتكم عامة وخاصة في العلاج النفسي
شكرا لكم وجزاكم الله خير على هذا العمل
14/11/2023
رد المستشار
الابن المتصفح والزميل الفاضل "OCD MAN" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
لعلك تلاحظ أن الفكرة 3 والفكرة 2 مبنيتان على الفكرة 1 ولولا أنك أعطيت قيمة لـ1 لما وجدت 2 ولا 3... وصفت أنت الأفكار بأنها متسلسلة ولكنك تنسى أنك من تبدأ السلسلة بانشغالك بالفكرة1 ... ثم ما معنى استعراض تلك الأفكار من جانبك؟ أليس أنها كلها تشغلك شيء ما يجعلك معجبا بها رغم كل شيء!! هذا تخمين ولعل لديك توضيحا ينفيه أو يؤكده.
باختصار يا "OCD MAN" (واختيارك لهذا الاسم في حد ذاته يشي لنا بالكثير!) في حالة التعامل مع أي أفكار وسواسية يجب الوعي إلى أن أي اشتباك مع الفكرة الوسواسية (بهدف نفيها أو تأكيدها أو تأملها أو تحليلها أو التبرئ منها أو حتى استغرابها ...إلخ مصيره الوقوع في فخاخها) وما يحدث معك هو ذاك.
لديك تاريخ لكثير من الأحداث المؤلمة والاستجابات العصابية لها ورغم ذلك أنت إنسان متفوق في دراستك وهذا يعني أن لديك كثيرا من الإيجابيات أيضًا حاول دائما أن تحافظ عليها سيما وأنت في طريقك لتصبح طبيبا، ولعل التوضيح الذي سأوصله لك أدناه يعينك على فهم المشكلة الوسواسية وعوامل استمرارها.
يستغل الوسواس ما قد يكون نقطة ضعف في مريض الوسواس القهري أسميها "عَمَهَ الدواخل" أي أن (هناك ما يحول بين المريض وبين الوصول السهل الواثق لمعطيات موجودة داخله، أو كأن معالج الحاسوب لا يقرأ معلومات القرص الصلب بسهولة، والنتيجة هي خلل تواصل مع دواخله أي مشاعره وأفكاره وحتى أحاسيسه الداخلية وذاكرته بما يؤدي إلى فقدانه الثقة في دواخله وبحثه عن بدائل خارجية يطمئن من خلالها بدلا من دواخله)، وأما كيف يستغل الوسواس ذلك فأظنه واضح، فمثلا إذا زادت ضربات قلب الشخص فقال له الوسواس (إنها زادت لأنك معجب به) يستطيع هذا الشخص ببساطة ألا يهتم لأنه على صلة تلقائية بالمعلومة في داخله، أما مريض الوسواس القهري فإنه كلما توجه إلى دواخله سقط في فخ تفتيش الدواخل.
لا نستطيع اعتبار تشخيص حالتك اضطراب وسواس قهري تشخيصا كاملا، ولكن في كل الأحوال نرجو أن تبدأ في تناول عقّار الم.ا.س أو أنافرانيل وتدرج بالجرعة، وأما الآثار الجانبية فإنها غالبا عابرة، والحكمة تقول إن عليك إن أردت تقليل فترة استعمال عقاقير الوسواس أن تحصل على العلاج السلوكي المعرفي المناسب لحالتك.
أما بالنسبة لما يخص شكواك الحالية من الوسوسة بالشذوذ الجنسي فهي ما نسميها على مجانين بعرْض الخائف أن يكون شاذا، وتحتاج بالتأكيد إلى برنامج علاج سلوكي معرفي سطرنا مقدمة له هنا: الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس فتحرش فاكتئاب: الخائف أن يكون شاذا! م