بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين..
إنني منذ وقت طويل أشعر بالهم والغم بعد أن بلغت من العمر 15 سنة طلبت الزواج بفتاة من الفتيات الملتزمات بدينهن فرفض والدي ووالدتي هذا الطلب بحجة أنا صغير وأيضا لازم عليّ حفظ القرآن الكريم قبل الزواج وقد فعلت بحمد الله.
ولكنّ الفتاة التي كنت أحبها قد زوجها والدها بأحد أفرادهم بكرهٍ ولكني اليوم أصبحت كالمجنون الذي لا يعرف ما يصلحه ولا أستطيع إخراج حبها من نفسي وهي كذلك بعد زواجها وتواعدني بزواج
وأنا لا أدرى مسيرة حياتي ولا أملك تركها. وفى يوم من الأيام طلبتني من بيت زوجها أن نفسد معها لكني رفضت ذلك المطلب مع أنني راغب فيها وأعتقد أن الفضل يعود للقرآن الكريم وعلما بأنني لم أفسد مثل الفسد قط.
فسؤالي أنا اليوم لا أستطيع مراجعة القرآن ولا غيره من الدروس بسبب حبها وأحيانا إذا تذكرتها في الصلاة فلا أستطيع أن أميز بين صلاة الظهر وصلاة المغرب وكم من الركعات صليت وأين أنا لا أعرف ذلك.
فإذا ما هي الوصية التي أستطيع أن أمسك بها وتخرجني من تلك المحنة
وعلما أن موقفي على خطر. وشكرا.
13/11/2023
رد المستشار
الوصية التي أذكرك بها - طالما أنك من أهل القرآن - هي قول الله تعالى: "قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون(7)".
يا أخي دعني أضع أمام عينيك حقيقتين لا تنساهما أبدا:
1- أن الفتاة التي أحببتها قد تزوجت فعلا، وأصبح بينك وبينها حاجز لا يمكن التفكير في عبوره، لأن هذا الحاجز هو حدود الله.. فهل تجرؤ على تجاوز هذه الحدود؟ وهل تتحمل عقاب الله في الدنيا وفي الآخرة؟ هل تبيع آخرتك (والآخرة خير وأبقى)؟؟ هل تبيع الجنات الواسعات والظل الظليل والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار والحور العين والنظر لوجه الله تعالى في مقابل أيام وليال رخيصة تقضيها مع امرأة متزوجة؟ أنا أربأ بك عن هذا يا أخي الكريم ولا أتوقعه منك أبدا وأنت من أهل القرآن وصاحب الخلق والدين.
2- أنك تستطيع نسيانها بكل تأكيد، ولكن هذا ربما يستغرق بعض الأيام والليالي والشهور الطويلة، والأوقات العصيبة التي ستكون في ميزان حسناتك بإذن الله، ولكنك - صدقني - ستنساها إذا أصررت على نسيانها بالفعل، فكم من العشاق من قبلك توهموا أن الحياة توقفت عندما فقدوا أحبابهم وافترقوا عنهم ولكن إذا بالأزمة تنقشع وإذا بالحياة تستمر.
ستنساها يا أخي وربما يعوضك الله عنها خيرا وتحب زوجتك وأولادك وربما تضحك كثيرا على تلك الأيام القاسية!!
المهم أن تكون لديك الرغبة والإرادة في النسيان.
فاستعن بالله - فهو تعالى مقلب القلوب - كما وضع حبها في قلبك فهو قادر على نزعه ووضعه غيره.
اشغل نفسك بعملك وحياتك وعلاقاتك الاجتماعية ونجاحك وأنشطتك واطوِ صفحة الماضي وانظر للغد لعله يكون أفضل بإذن الله تعالى.
واقرأ أيضًا:
حبيبتي تزوجت.. دفن الحب الأول!
حبيبتي كانت زوجة لآخر!
حبيبتي ...... التي كانت متجوزة!
الشجرة المحرمة: حبيبتي زوجة صديقي!